أكد استشاري جراحات التجميل وجراحات الوجه والفكين بجامعة عين شمس الدكتورعبد الرحمن عبد العال أن مصر تمتلك جميع المقومات التي تجعلها مركزا إقليميا وعالميا رائدا في السياحة العلاجية، مشيرا إلى أن أسعار العلاج في مصر تنافسية جدا مقارنة بالدول المجاورة، كما أن الكوادر البشرية من أطباء وممرضين تتميز بالكفاءة العالية والتأهيل العالمي.
موضوعات مقترحة
وقال عبد العال - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الإثنين - إن الأطباء المصريين يحتلون مكانة مرموقة عالميا في مختلف التخصصات، خاصة في مجال جراحات التجميل والترميم، حيث تتمتع مصر بتاريخ طويل من التميز الطبي، وتعد من أوائل الدول التي مارست هذا النوع من الجراحات باحترافية، موضحا أن التقنيات المستخدمة في مصر تطورت بشكل ملحوظ وأصبحت تضاهي كبرى المراكز الدولية.
وأشار إلى أن مصر تشهد إقبالا متزايدا من المرضى من دول الخليج، السودان، وعدد من الدول الأوروبية، حيث يتم تنسيق خطة العلاج المسبق عبر استشارات "أونلاين" تشمل إرسال الفحوصات والصور والتحاليل، كما يتم توفير خدمات الإقامة والنقل في بعض الحالات.
وفي حديثه عن مستقبل جراحة التجميل خلال السنوات العشر القادمة، توقع الدكتور عبد العال دمجا واسعا بين الجراحة والذكاء الاصطناعي، مع استخدام متزايد للخلايا الجذعية وتقنيات التجديد الذاتي، وتوجه أكبر نحو الجراحات "الخفيفة" والتقنيات غير الجراحية، مؤكدا أن النتائج الطبيعية ستكون العنوان الأبرز للجمال في المستقبل.
وقال إن مصر شهدت طفرة حقيقية في مجال جراحات التجميل خلال العقد الأخير، حيث أصبحت التقنيات المستخدمة أكثر حداثة، والأطباء المصريون باتوا ينافسون نظراءهم في الخليج وتركيا وأوروبا، إلا أنه شدد على أهمية الاستثمار المستمر في التدريب والتجهيزات الحديثة، وأوضح أن النساء غالبا ما يسعين لتحسين شكل الجسم، بينما يركز الرجال على تحسين ملامح الوجه والمظهر العام.
ولفت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير في زيادة الإقبال على الجراحات التجميلية، مضيفا أن الفلاتر والصور المثالية على "إنستجرام" و"تيك توك" خلقت تصورا مضللا للجمال الطبيعي، مما دفع الشباب خاصة للسعي وراء تحسين مظهرهم.
وأوضح أنه رغم التحسن في وعي المرضى، لا يزال هناك اعتقاد خاطئ بأن التجميل إجراء بسيط وخال من المخاطر، مؤكدا على أهمية التقييم الطبي الدقيق وتحديد التوقعات الواقعية، لا سيما مع تنامي الحملات الترويجية على الإنترنت.
ونوه بأن هناك فرقا جوهريا بين التجميل الترميمي والاختياري، حيث يهدف الأول إلى علاج التشوهات الخلقية أو الناتجة عن الحوادث أو الأمراض مثل السرطان، أما الثاني فهو لتحسين المظهر الخارجي فقط، لافتا إلى أن الترميمي يحمل بعدا نفسيا وإنسانيا بالغ الأهمية، ناصحا من هم دون 18 عاما بتجنب الجراحات الاختيارية، إلا في حالات خاصة (مثل الأذن البارزة) أما فوق 65 عاما فلابد من تقييم الحالة الصحية العامة بدقة قبل أي إجراء تجميلي، وشدد على أن نضج المريض الجسدي والنفسي شرط أساسي قبل اتخاذ أي قرار بالتجميل.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي دخل بقوة إلى مجال التجميل من خلال محاكاة ثلاثية الأبعاد للنتائج، تحليل توازن الوجه (الـGolden Ratio)، وتقييم الدهون ومرونة الجلد بدقة والروبوتات والليزر لشد الجلد بدون جراحة، وأشار إلى أن هناك تقنيات متقدمة أصبحت متاحة في مصر مثلVASER Lipo: لشفط الدهون بدقة، J-Plasma / Renuvion: لشد الجلد، الخيوط التجميلية، الفيلر التخصصي، وحقن الدهون الذاتية مع البلازما.
وذكر أن هناك توجها كبيرا نحو التجميل غير الجراحي، مثل الفيلر، البوتوكس، الليزر، والخيوط التجميلية، خاصة من الفئة العمرية 25-40 عاما، وعلل ذلك بأن فاعلية هذه الإجراءات جيدة لكنها مؤقتة، وتعتمد على مهارة الطبيب في ضمان الأمان والنتائج المرضية.
وشدد استشاري جراحات التجميل وجراحات الوجه والفكين بجامعة عين شمس على أن الطب التجميلي في مصر يسير نحو مستقبل مشرق، يجمع بين الخبرة والكفاءة والتقنيات الحديثة، ويعزز من مكانة مصر كوجهة مفضلة عالميا للسياحة العلاجية والجراحة التجميلية.