اكتشافات أثرية مذهلة في أسوان.. ماذا وجدوا خلف الأبواب الوهمية في قبة أبو الهوا؟| صور

29-6-2025 | 23:18
اكتشافات أثرية مذهلة في أسوان ماذا وجدوا خلف الأبواب الوهمية في قبة أبو الهوا؟| صور  اكتشافات أثرية جديدة في قبة أبو الهوا بأسوان
محمود الدسوقي

أظهرت الاكتشافات الأثرية الأخيرة فى قبة أبو الهوا عن وجود باب وهمي، فما هو الباب الوهمي ودلالته في الآثار المصرية القديمة؟. 

موضوعات مقترحة

يجيب الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، بأن الباب الوهمى هو جسر يربط بين عالم الأحياء وعالم الموتى، نجده دائمًا فى المقبرة المصرية القديمة (بيت الأبدية)، وقد أطلق الأثريون عليه بابًا وهميًا؛ لأن شكله يبدو مثل باب ولكن لا يوجد به فتحة فتخيلوا أنه لتضليل اللصوص. 

ويوضح شاكر، أن الباب الوهمى عند قدماء المصريين هو أحد الوسائل لتجسيد فكرة السيمترية فى المقبرة، والسيمترية هى نظرية تفترض وجود كون آخر هو صورة مرآة معكوسة من الكون الذى نحيا فيه، وأن الانسان عندما يولد ثم يموت إنما هو ينتقل بين الكونين.

جسّد المصرى القديم فكرة السيمترية (الكونين المتقابلين كصورة مرآه معكوسه) فى شكل الباب الوهمى، حيث نرى أن كل جانب من الباب الوهمى هو صورة مرآه معكوسه من الجانب الآخر.

وصُمم الباب الوهمى لأرشاد القرين عن مكان الجسم الذى لابد أن يتقمصه ليحيا حياة ثانية، وكان تدخل من خلاله القرين أو القرينة التى تساوى الروح المجسمة لتحل فى الجسم وتغذية حتى لا يموت أبدا ويحل محل الجسم أذا تلف، وكان يُقام فى الجهة الشرقية ثم تحول للغربية. 


اكتشافات أثرية جديدة في قبة أبو الهوا بأسوان

وقد تحتوى المقبرة على أكثر من باب وهمى حسب عدد من دفن بها، وباب الزوجة كان أصغر حجمَا من باب الزوج، وكان غالبا يُقام فى الجهة اليسرى من المصطبة وخلفه نجد بئر تصل إلى 40 متر تؤدى لحجرة أو أكثر من حجرة الدفن.

وكان أقارب المتوفى يجلسون أمام الباب الوهمى عند زيارتهم وتقديم القرابين وجعلوا لهم غرفة خاصة بذلك، حيث كان يوجد فى الغرب وباب المقبرة فى الشرق، كانت القرابين هى وسيلة الاتصال بين عالم الأموات وعالم الأحياء فى مصر القديمة.
 
ويضيف مجدي شاكر، أنه  كانت زيارة المقابر و مقامات الأولياء فى مناسبات فلكية معينة أحد أهم التقاليد التى حرص المصرى كل الحرص على الحفاظ عليها طوال التاريخ و حتى يومنا هذا فنجد فى التراث الشعبى الحرص الشديد على زيارة مقابر الأحبة والأهل الذين رحلوا وأيضا زيارة مقامات الأولياء فى مناسبات معينة وأهم ما يميز تلك الزيارات هو حمل القرابين و هى ما يعرف بالبلدى ب "طلعة القرافه" ويسمى الخبز الذى يحمل فى زيارة المقابر "فطير القرافة.


اكتشافات أثرية جديدة في قبة أبو الهوا بأسوان

عناصر الباب الوهمي 

تتكون عناصر الباب الوهمى  من عتب علوى ثم من لوحة تبدو كما لو كانت تمثل نافذة تعلو الباب ثم عتب سفلى ثم من مصراعى الباب تعلوها أسطوانة أفقية تمثل حصيرًا أو ستارًا ملفوفًا إذا ما أُسدل أُغلق الباب، واذا ما فُتحت تكون منها ما يشبه الأسطوانة تحت العتب السفلى، ثم يتكون بعد ذلك من خدى الباب الخارجين والداخلين واعتادوا ملء كل هذه المسطحات بعدد كبير من الصور التي تمثل صاحب المقبرة تارة جالسًا وأمامه مائدة القرابين وحولها قائمة القرابين وتارة واقفًا تحف به زوجته وأولاده وتُكتب ألقابه المختلفة قبل اسمه ثم تكتب صيغة الدعاء الجنائزى الذي يجب على كل زائر أن ينطق به ليتعطف الملك وآلهة الدنيا الثانية في زيادة الخيرات التي يتمتع بها صاحب المقبرة في دنياه الثانية ويضمن بذلك مؤونة أبدية.

ويوضح مجدي شاكر أن الباب الوهمى من أهم عناصر المقبرة فى الدولة القديمة، إلا أن أهميته أخذت تتضاءل أمام انتشار عقيدة أوزيريس التي نقلت مكان الدنيا الثانية من المقبرة إلى العالم السفلي، 
وفى عصر الدولة الحديثة كان الباب الوهمى يُرسم في قليل من المقابر، إلا أنه ظهر ثانية وعاد إلى أهميته القديمة في عصر الأسرة السادسة والعشرين (600 ق.م)، ولا غرابة في ذلك؛ لأن  هذه الأسرة أرادوا العودة إلى كل ما يتعلق بمظاهر الحضارة المصرية في عصرها القديم، وكانت أهم صيغة تنقش على الباب الوهمي هي صيغة "حتب_دى_نسو" أي "القرابين التي يعطيها الملك"، أو عطية مقدمة من الملك. 


اكتشافات أثرية جديدة في قبة أبو الهوا بأسوان

الكشف عن مقابر جديدة بجبانة قبة الهوا 

وكشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة قبة الهوا بأسوان عن ثلاثة مقابر منحوتة في الصخر من عصر الدولة القديمة، وذلك خلال موسم الحفائر الحالي.

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن النتائج الأولية تشير إلى أن بعض هذه المقابر أُعيد استخدامها خلال عصر الدولة الوسطى، بما يعكس الاستمرارية التاريخية لأهمية جبانة قبة الهوا كموقع دفن عبر العصور المختلفة.

وأوضح أن هذا الكشف يُعد إضافة علمية مهمة، حيث يُلقي الضوء على فترة انتقالية حرجة بين نهاية الدولة القديمة وبداية عصر الانتقال الأول، كما تُظهر الدراسات أن بعض المقابر التي تم حفرها في تلك الفترة جاءت خالية من النقوش، لكنها حافظت على الطابع المعماري وطقوس الدفن التقليدية، في دلالة على محدودية الإمكانات الاقتصادية آنذاك.

من جانبه أوضح  محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، تفاصيل المقابر الثلاثة حيث أن المقبرة الأولى خالية من النقوش والكتابات وبها فناء خارجي عثر بداخله على بابين وهميين، ومائدتين للقرابين، وأوني فخارية، وتوابيت في حالة سيئة من الحفظ، بالإضافة إلى هياكل عظمية. وعثرت البعثة داخل الفناء على بئر للدفن به توابيت خشبيةً متهالكة يداخلها هياكل عظمية وأواني فخارية بعضها عليه نقوش هيراطيقية تعود لعصر الدولة القديمة.

والمقبرة الثانية فتقع غرب المقبرة الأولى، وهي أيضًا خالية من النقوش وقد عُثر بداخلها على مائدتين للقرابين وأواني فخارية تعود لعصر الدولة الوسطى، ويُرجح من تصميمها المعماري أنها تعود لنهاية الدولة القديمة أو بداية عصر الانتقال الأول، وإعيد استخدامها مرة أخرى بالدولة الوسطى.

أما المقبرة الثالثة تختلف في تصميمها عن المقبرتين السابقتين، وتقع غرب مقبرة "كا-كم" من عصر الدولة الحديثة. 

والمقبرة خالية من النقوش وقد عُثر بداخلها على كمية كبيرة من الفخار في حالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى هياكل عظمية بعضها لأطفال. وتُشير الأدلة إلى أن المقبرة تعود لعصر الدولة القديمة.

ويؤكد هذا الكشف الأثري أهمية جبانة قبة الهوا باعتبارها أحد أهم المواقع الأثرية في جنوب مصر، ويدعم فهم التسلسل الزمني والمعماري وطقوس الدفن خلال الفترات الانتقالية في التاريخ المصري القديم.


اكتشافات أثرية جديدة في قبة أبو الهوا بأسوان
 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: