روبوتات مجهرية تدخل عبر الأنف لتذيب المخاط وتقضي على البكتيريا: هل تجرؤ على تجربتها؟

3-7-2025 | 14:46
روبوتات مجهرية تدخل عبر الأنف لتذيب المخاط وتقضي على البكتيريا هل تجرؤ على تجربتها؟روبوتات مجهرية
عمرو النادي

هل تتخيل مستقبلًا لا تعتمد فيه على الأدوية التقليدية لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن؟ انسَ بخاخات الأنف، والمضادات الحيوية، والوصفات المنزلية التي لا تُجدي نفعًا دائمًا، يبدو أن المستقبل الواعد يكمن داخل أنفك بالضبط، ففي خطوة ثورية قد تُغير وجه الطب، يعمل فريق بحثي من هونغ كونغ والصين على تطوير تقنية مذهلة تعتمد على أسراب من الروبوتات الدقيقة، هذه الروبوتات، التي تُعد أصغر من شعرة الإنسان، لديها القدرة على دخول الجيوب الأنفية عبر الأنف، والقيام بمهمة تنظيف معقدة وشاملة لا تستطيع الأدوية أو حتى العلاجات الموضعية تحقيقها.

موضوعات مقترحة

التقنية تعتمد على توجيه الروبوتات باستخدام المجال الكهرومغناطيسي، حيث تتحرك بدقة داخل تجويف الأنف، وتقوم بتفعيل تفاعلات كيميائية على سطحها تقتل البكتيريا وتذيب المخاط السميك والمواد اللاصقة التي تعوق التنفس وتسبب الالتهابات. السؤال الوحيد المتبقي: هل سيقبل البشر فعلاً بإرسال روبوتات إلى أنوفهم؟

انسداد الأنف... معاناة يومية تستدعي حلولاً غير تقليدية

الشعور بانسداد الأنف من أكثر الأعراض شيوعًا وإزعاجًا، ويحدث عادة نتيجة تورم والتهاب في الممرات الأنفية. ويعود ذلك لعوامل مختلفة مثل نزلات البرد، الأنفلونزا، الحساسية، أو حتى التلوث. وهناك أيضًا أسباب أكثر تعقيدًا مثل اللحميات أو العيوب الهيكلية في الأنف.

لكن التحدي الحقيقي يكمن في نوع خاص من العدوى التي تصيب الجيوب الأنفية أو الأغشية المخاطية العميقة، والتي ينتج عنها تكون مخاط كثيف يشبه الصمغ أو ما يُعرف بـ"الغشاء الحيوي البكتيري" (biofilm). هذا النوع من التراكمات يُعد حصنًا منيعا ضد الأدوية الموضعية وحتى المضادات الحيوية التي تُؤخذ عن طريق الفم، ما يدفع العلماء للبحث عن طرق مبتكرة لاختراق هذا الحاجز البيولوجي.

روبوتات بلا أدوية... وتفاعلات قاتلة تنشط بضوء

بعكس المحاولات السابقة التي اعتمدت على روبوتات صغيرة محمّلة بالمضادات الحيوية، اختار الباحثون نهجًا مختلفًا تمامًا: روبوتات بلا أدوية، بل مصنوعة من مادة تعمل كمحفّز كيميائي.

عند تسليط ضوء معين على الروبوت، تبدأ المادة في إنتاج جزيئات نشطة قاتلة للبكتيريا تُعرف باسم "أنواع الأكسجين التفاعلية"، بالإضافة إلى توليد حرارة تساعد في تفكيك المخاط الصلب وقتل البكتيريا المتغلغلة.

وهكذا تتحول هذه الروبوتات إلى ما يشبه قاذفات اللهب المجهرية، تقضي على المستعمرات البكتيرية في موقع الإصابة، دون الحاجة لنقل أي عقاقير داخل الجسم.

من المختبر إلى داخل الأنف.. هل سيتقبلها المرضى؟

حتى الآن، لا تزال هذه التقنية في طور التجارب المعملية، لكنها تفتح الباب أمام ثورة في الطب غير الجراحي، خاصة في علاج أمراض الجيوب الأنفية المزمنة التي يصعب التعامل معها بالعلاجات التقليدية.

ومع أن فكرة وجود روبوتات مجهرية تتحرك داخل الأنف قد تبدو غريبة أو حتى مخيفة، إلا أن الحاجة الماسة لحلول فعالة وسريعة قد تدفع الكثيرين إلى تقبلها. تخيل فقط أن انسداد الأنف المزعج يمكن أن يُعالج خلال دقائق دون أي دواء أو تدخل جراحي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: