الثلاثون من يونيو عام 2013 كانت لحظة فارقة ومصيرية في تاريخ الشعب المصري، عندما خرج المصريون إلى الشوارع والميادين ليصنعوا واحدة من أعظم وأشرف الثورات في العصر الحديث. ثورة جاءت للقضاء على الفوضى وتصحيح المسار، ليس في السياسة وحدها، ولكن في مختلف المجالات.
ثورة جاءت من أجل التغيير والبحث عن غدٍ أفضل وبداية لمرحلة جديدة من بناء الدولة المصرية التي عانت لسنوات من الفوضى والانفلات وغياب الأمن والاستقرار. فكان القرار والاختيار من الشعب وللشعب أن يضعوا ثقتهم في رئيس يعيد لهم وطنهم المختطف، رئيس يحقق لهم أحلامهم وطموحاتهم والحياة لبلدهم، رئيس يعيد الأمن والاستقرار لبلدهم ولمجتمعهم ولشوارعهم وبيوتهم. واستجاب الرئيس عبدالفتاح السيسي لإرادة الشعب وقرر أن ينتصر لأبناء وطنه من قوى الشر والأذى، وأصر على تغيير كل ملامح مصر كدولة قوية وصامدة لا يجرؤ على كسر هيبتها ومكانتها أحد، دولة لا تقبل التهديد ولا تتنازل عن ثوابتها مهما تكن الضغوط، دولة تفتح قلبها لكل من يقدّر قيمتها ومكانتها ويعرف قدرها. من أجل ذلك كان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتوليه سدة الحكم بأن تصبح مصر دولة قوية لا تعتمد على أحد وتعيد بناء نفسها بسواعد أبنائها.
ثورة 30 يونيو كانت انطلاقة نحو المستقبل وبناء الجمهورية الجديدة التي جاء من أبرز ملامحها النهوض والبناء في كل المجالات، ومن بينها الرياضة التي أولاها الرئيس عبدالفتاح السيسي اهتمامًا خاصًا نابعًا من إيمان قوي ببناء الإنسان المصري وفقًا للحقيقة العلمية التي تشير إلى أن العقل السليم في الجسم السليم الممارس للنشاط البدني.
فأصبحت الرياضة إحدى الأدوات التي اعتمدت عليها الدولة لتحقيق رؤيتها مصر 2030 بمقومها الأساسي الذي يهدف إلى بناء شخصية مصرية متكاملة بدنيًا وذهنيًا ومن أجل ذلك أطلقت المبادرات لنشر الوعي بأهمية الرياضة في البيت والمدرسة والجامعة. ولذلك كان من أول الملفات التي حظيت بالاهتمام الرئاسي التوسع في تطوير البنية التحتية بإنشاء عدد كبير من الملاعب والصالات ومراكز الشباب، ليس فقط داخل المدن الكبرى والعاصمة والمحافظات بل امتدّ الأمر ليصل إلى القرى والمناطق النائية والمحافظات الحدودية والصعيد التي كانت تعاني لسنوات ما قبل الثورة من الإهمال والتهميش والاكتفاء بالجهود الذاتية والتبرعات دون وجود رؤية أو استراتيجية كتلك التي تبنّاها الرئيس السيسي مع بداية توليه مقاليد حكم مصر فأصبحت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الدولة وميزانيتها العامة وتوسيع قاعدة الممارسة وعدم اقتصارها على قطاع البطولة بل تمتدّ لتصبح أسلوب حياة.
وكان من نتاج ذلك اكتشاف آلاف المواهب تحت مظلة العديد من المشروعات القومية في المدارس والجامعات والاتحادات الرياضية التي قدمت أبطالًا أولمبيين رفعوا اسم مصر فوق منصات التتويج في المحافل الدولية والبطولات والدورات الأولمبية.
الاهتمام الرئاسي بالرياضة وجعلها أمنًا قوميًا غيّر كثيرًا من المفهوم العام للرياضة من نشاط ترفيهي إلى استراتيجية وطنية شاملة تخدمها بنية تحتية هائلة لم تكن موجودة على مدى عمر الرياضة في مصر وتفوق في حجمها وإمكاناتها دولًا كبيرة سواء داخل القارة أو خارجها، بل إن البعض منها بات يضاهي ويتفوق على منشآت في أوروبا وعلى رأسها القرية الأولمبية بالعاصمة الإدارية درة التاج ومفخرة الرياضة والرياضيين المصريين، والتي من خلال وجودها أصبحت مصر مؤهلة لاستضافة أهم البطولات وأكبرها كالدورات الأولمبية وغيرها من الفعاليات المجمعة.
ما حدث خلال 11 عامًا من نقلة حضارية ونوعية شهدتها الرياضة المصرية لم يكن محض مصادفة بل نتاج خطط واستراتيجيات وضعتها الدولة بوصف الرياضة أمنًا قوميًا وفقًا للتوجيهات الرئاسية التي أوصت بضرورة الاهتمام بممارسة الرياضة لكل فئات المجتمع كنمط حياة للجميع لا فرق بين الأسوياء وغيرهم من الفئات الخاصة فكان الاهتمام بأصحاب الهمم الذين ظلوا لسنين طويلة يعانون من التهميش والإهمال ويعيشون بلا حقوق. أصبحوا شركاء فاعلين في المجتمع وفي المنظومة الرياضية المصرية يتمتعون بحقوقهم كاملة ويستفيدون من الإمكانات التي وفّرتها لهم الدولة على مدار السنوات الماضية من بنية تحتية تناسبهم وتخدم ظروفهم وبرامج تدريب ورعاية تؤهلهم لممارسة الرياضة والمنافسة على البطولات العالمية والدولية، فأصبحوا أبطالًا يتوّجون بالميداليات الأولمبية ويتنافسون بشكل دائم على المراكز الأولى، ويتصدرون قائمة الأرقام القياسية.
أبطال مصر من أصحاب الهمم يثبتون في كل يوم أنهم يملكون إرادة لا تعرف المستحيل فصنعوا المعجزات وتفوقوا على أنفسهم رغبة في التفوق وإثبات الذات والوقوف في لحظات التكريم في عيدهم السنوي مع سيادة الرئيس الذي يوليهم رعاية خاصة واهتمامًا كانوا يفتقدونه لسنين طويلة فشعروا بأنهم من نسيج هذا الوطن ويتمتعون بكامل حقوقهم ويشاركون في الواجبات.
في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي حظيت المرأة المصرية بالرعاية والاهتمام ونالت ما لها من حقوق في جميع المجالات ومنها الرياضة التي باتت فيها حاضرة ومتمكنة من المشاركة في كل البطولات والألعاب فانعكس الأمر على حصد البطولات والوصول إلى أعلى المناصب في الإدارة والاتحادات المصرية والدولية واللجان الأولمبية لتثبت أن المرأة المصرية عندما تحظى بالثقة تبدع وتنتج وتتفوق وتقدم صورة مثالية للمصريات.
وبقدر اهتمام الرئيس بالمرأة كان الاهتمام بالشباب ببرامج وخطط ومنتديات شبابية تعقد لأول مرة بحضور الرئيس وتشهد تفاعلًا بأفكار ومناقشات ومقترحات تتحول إلى واقع ملموس وتدخل حيز التنفيذ بمشاركتهم الفعّالة عن طريق خطط طموحة بتمكين الشباب وتقلدهم المناصب القيادية ومنها قطاع الرياضة فأصبح في مصر جيل من الإداريين القادرين على تغيير دفة الأمور وصناعة الفارق.
وبعدما نجح الرئيس في استعادة مكانة مصر الأفريقية السياسية والاقتصادية، كان حريصًا أيضًا على أن تصبح الرياضة إحدى ركائز وثوابت علاقات مصر الأفريقية، فتوالت الاستثمارات والمؤتمرات واللقاءات الرياضية. وأصبحت مصر كعادتها دائمًا سندًا قويًا وملجأ آمنًا في كل المواقف والأزمات فعندما تعثر الكاف في إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون 2019 فتحت مصر ملاعبها واستقبلت منتخبات البطولة ونظمتها على أفضل ما يكون رغم ضيق الوقت، وهو نفس ما حدث قبل عدة أشهر في بطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب تحت 21 سنة باعتذار كوت ديفوار عن عدم استضافتها، كانت مصر هي المنقذ للكاف ونظمت البطولة على أرضها.
رؤية الرئيس السيسي وإدراكه لمعنى وقيمة الرياضة كان هو الداعم والسند لكل ما حققته الرياضة المصرية في السنوات الماضية من بطولات وألقاب وميداليات وطفرة إنشائية هائلة جعلت الرياضة المصرية في المقدمة.