يُصادف اليوم السبت، 28 يونيو، الذكرى الخامسة والتسعين لميلاد المفكر الإسلامي والمجدد القانوني الدكتور أحمد كمال أبو المجد، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1930م بمحافظة أسيوط، ليظل اسمه رمزًا للعقلانية والاعتدال والدعوة إلى الحوار.
موضوعات مقترحة
مثّل الدكتور أبو المجد نموذجًا متفرّدًا في الجمع بين ثوابت الشريعة الإسلامية ومتغيرات العصر، فاستطاع أن يقدّم رؤية وسطية متوازنة تُراعي الواجب الشرعي ومتطلبات الواقع العملي، جامعًا بين إرث الحضارة الإسلامية ومكتسبات الفكر الغربي الحديث.
المسيرة التعليمية والعلمية
حصل الدكتور أبو المجد على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1950، تلاه دبلوم القانون العام (1951م)، ودبلوم الشريعة الإسلامية (1952م)، ثم نال دكتوراه في القانون من الجامعة نفسها عام 1958م، وواصل دراساته العليا في الخارج، فحصل على ماجستير في القانون المقارن من جامعة ميشيغان الأمريكية عام 1959، كما نال درجة دكتوراه ثانية في القانون العام عام 1977م.
بدأ مسيرته الأكاديمية أستاذًا للقانون العام بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، قبل أن يُكلَّف بعدد من المناصب الرفيعة في عهد ثلاثة رؤساء: جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك.
المناصب الرسمية
في عام 1971، عُيّن أمينًا عامًا للشباب، ثم تولى وزارة الشباب عام 1973م، ليُصبح حينها أصغر وزراء الحكومة، وفي أبريل عام 1974م، تولى وزارة الإعلام والثقافة حتى أغسطس 1975م، وخلال هذه الفترة تم انطلاق بث العديد من الإذاعات وأشهرها إذاعة الشباب والرياضة، كما شغل أبو المجد مناصب دولية مرموقة، منها أستاذًا بجامعة الكويت ومستشارًا لولي عهد الكويت، كما ترأس المحكمة الإدارية للبنك الدولي بواشنطن.
فكر وحوار
على المستوى الفكري والديني، كان عضوًا فعالًا في عدد من الهيئات، أبرزها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، والمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن، وأكاديمية المملكة المغربية. كما شارك في تأسيس الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، وعمل مفوضًا لحوار الحضارات بجامعة الدول العربية، ولم تغب عنه قضايا المجتمع والعدالة، فمارس المحاماة أمام أعلى المحاكم المصرية، وكان عضوًا في المجلس القومي للمرأة والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.
مؤلفاته
خلّف الدكتور أبو المجد إرثًا علميًا ثريًا، من أبرز مؤلفاته:
الرقابة على دستورية القوانين في الولايات المتحدة ومصر عام (1960م)، الرقابة القضائية على أعمال الإدارة عام (م1964)، النظام الدستوري لدولة الإمارات العربية المتحدة عام (1978م)، دراسات في المجتمع العربي عام (1962م)، حوار لا مواجهة عام (1988م)، رؤية إسلامية معاصرة عام (1991م).
جوائز وتكريمات
في عام 1976م، كرّمه الرئيس أنور السادات بمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى؛ تقديرًا لعطائه القانوني والفكري.
الوداع الأخير
في مساء الأربعاء 3 أبريل 2019م، رحل الدكتور أحمد كمال أبو المجد عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ونعته العديد من الشخصيات والمؤسسات الفكرية والقانونية في مصر والعالم العربي؛ تقديرًا لما قدّمه من إسهامات نوعية في مجالات القانون والفكر والحوار.
وفي ذكرى ميلاده الخامسة والتسعين، يبقى الدكتور أحمد كمال أبو المجد حاضرًا في الذاكرة الوطنية والعربية، كأحد أبرز الأصوات العاقلة التي نادت بالحكمة والتجديد والإنصاف.