ثورة 30 يونيو.. هل غيرت السينما المصرية اتجاهاتها؟

28-6-2025 | 09:55
ثورة  يونيو هل غيرت السينما المصرية اتجاهاتها؟ الممر
آيات الأمين

شكلت ثورة 30 يونيو 2013 محطة فارقة في التاريخ السياسي والاجتماعي المصري، ولم تكن السينما بمعزل عن هذا التحول الجذري فمنذ تلك اللحظة، بدأت الصناعة السينمائية المصرية تشهد توجهًا جديدًا يتبنى قيم الوطنية والوعي السياسي ومحاربة الإرهاب، وكان فيلم «الممر» (2019) أحد أبرز تجليات هذا التوجه.

موضوعات مقترحة

ثورة 30 يونيو وأثرها على خطاب السينما المصرية

قبل 30 يونيو، كانت السينما المصرية تعاني من أزمة هوية، وتغلب عليها أفلام الكوميديا السطحية والأعمال التجارية ذات الأهداف الربحية فقط، ولكن مع سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين وخروج الملايين إلى الشوارع، تغير المشهد ما دفع صناع السينما إلى إعادة التفكير في الدور التوعوي والفكري للفن السابع.

«الممر» تحية سينمائية لبطولات الجيش المصري

يعتبر فيلم «الممر» من إخراج شريف عرفة وبطولة أحمد عز وهند صبري، نموذج صريح على التوجه الوطني الجديد الذي أعقب ثورة يونيو. 

يحكي الفيلم قصة من بطولات قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، ويركز على مفاهيم مثل الشجاعة، التضحية، والولاء للوطن.

وكانت هناك مجموعة من الرسائل الوطنية في الفيلم منها التأكيد على قوة المؤسسة العسكرية ودورها في حماية البلاد، وإبراز العدو الخارجي وتوحيد الصفوف في مواجهته.واستحضار الكرامة الوطنية التي افتقدها الشعب لفترة.

وقد حقق "الممر" نجاح جماهيري ونقدي كبير، بل تحول إلى أيقونة سينمائية تعيد للذاكرة المصرية صورة الجندي البطل، في وقت كانت البلاد تخوض فيه معركة ضد الإرهاب والفوضى.

تحولات في الصناعة من الترفيه إلى بناء الوعي

لم يكن "الممر" هو العمل الوحيد الذي جاء انعكاسًا لمناخ ما بعد 30 يونيو، بل شهدت الساحة إنتاج أعمال مثل "حرب كرموز" (2018) والذي ركز على مفاهيم الكرامة الوطنية والعدالة.

هذه الأعمال وغيرها ساهمت في خلق تيار سينمائي جديد يعرف بـ”سينما ما بعد 30 يونيو”، تتبنى مفردات خطاب الدولة الحديثة من سيادة القانون، وأمن المواطن، ومقاومة التطرف، وتحفيز الفخر بالهوية المصرية.

طارق الشناوي:الممر فيلم عظيم


طارق الشناوي

أكد الناقد الكبير طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ «بوابة الأهرام»: أن فيلم «الممر»  يعتبر أول فيلم مصري يتناول هزيمة  67 بجرأة، هناك تفاصيل كثيرة قيلت في الفيلم كانت من المستحيل أن تظهر على الشاشة في توقيتات سابقة على إعلانها، وكان هناك جرأة في تقديم السخرية في الشارع بعد الهزيمة وكيف كانت بعض الكلمات جارحة لرجال الجيش في تلك المرحلة.

وأضاف الشناوي، أن فيلم «الممر» ركز على تحويل لحظة الهزيمة إلى عزيمة وقدرة الروح المصرية أن تتجاوز كل ذلك وتستشرف  النصر، وقال: شريف عرفة كمخرج قد يوصل للجمهور فكرة أن الشعب والمواطن المصري يستطيع أن ينتصر، وتحدث عن الجنود وكانوا أبطال وحلل النفس البشرية من خلال الجنود كما قدم الإرادة  وفي نفس الوقت كان فيلم ممتع على المستوى الفكري والبصري، حتى أن الأطفال الذين لا يعرفون معلومات عن نكسة 67 استطاع العمل أن يثير اهتمامهم لكي يعرفون أكثر عن التاريخ، الممر عمل فني عظيم وننتظر جزءا ثانيا منه. 

ماجدة خير الله:لم تقدم أعمال توثق ثورة 30 يونيو


ماجدة خيرالله

«الأعمال التي قدمت لم تليق بالمناسبة، كما حدث في حرب أكتوبر والأحداث الهامة في حياتنا»،  هكذا علقت الناقدة ماجدة خير الله في حديثها لـ «بوابة الأهرام» واصفة الأمر بأنه تقصير من السينما.

وأضافت: المنتجون يسعون  لعمل أفلام مربحة فقط، والحقيقة أن فيلم «الممر» مهم لكن عمل واحد لا يسطيع أن يوثق تلك المناسبة الفارقة، هو فيلم جيد وصنع بمهارة والحدث نفسه يستحق المزيد من الاهتمام،جميع الأحداث الهامة في حياتنا لابد من توثيقها، لأن هذا حق الأجيال القادمة أن نوثق الأحداث سينمائيا بالدراما فهذا أمر مهم ومفيد،  العالم كله حتى الآن لايزال يقدم أعمال عن الحرب العالمية الأولى والثانية. 

الناقد الفني محمد نبيل: السينما لم تنصف ثورة 30 يونيو حتى اليوم


محمد نبيل

أكد الناقد الفني محمد نبيل، أن السينما لم تنصف ثورة 30 يونيو حتى اليوم ولم نرى أعمال كثيرة على نفس المستوى الحدث بشكل لافت.

وأضاف في تصريحات خاصة ل «بوابة الأهرام»، أن الدراما التلفزيونية نجحت في التأريخ والتوثيق لأحداث كبيرة شهدتها سواء قبل الثورة أو بعدها ليس فقط مسلسل «الاختيار» والذي يعد العمل الأبرز التي كانت تدور أحداثه حول تلك الفترة الحرجة في تاريخ مصر، وكانت تكشف كواليس كثيرة جدا للمصريين في الوقت الذي لم تستطع فيه البرامج التلفزيونية معرفة مدى خطورة الأزمة التي كانت تمر بها مصر في تلك الفترة مثل ما حدث في مسلسل «الاختيار»، والذي يعد وثيقة تاريخية ستظل تعيش مع الزمن. 

وأشار نبيل إلى أن مسلسل «الداعية» كان يتسم بالجرأة والمغامرة وتحدث عن تفاصيل تأسيس   الجماعات الإسلامية والفساد الموجود بهذه الفترة والهتافات التي ظهرت في المسلسل وكان جرئ في طرح أفكاره، على مستوى  المسلسلات فهناك انصاف وتوثيق ولكن على مستوى  السينما لا يوجد عمل فني يوثق هذه الفترة الهامة في تاريخ مصر.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: