الذكاء الاصطناعي يدخل قاعات المحاكم الأمريكية.. شهادات افتراضية.. وقضاة يستخدمون «تشات جي بي تي»

27-6-2025 | 20:56
الذكاء الاصطناعي يدخل قاعات المحاكم الأمريكية شهادات افتراضية وقضاة يستخدمون ;تشات جي بي تي;المحاكم والذكاء الاصطناعي
أ ف ب

لم يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرد تقنية ثورية في قطاع الأعمال والتعليم، بل دخل مؤخرًا إلى قلب النظام القضائي، حيث بدأ يُستخدم داخل قاعات المحاكم الأميركية، سواء من القضاة أو المحامين أو حتى الأفراد العاديين، الأمر الذي يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى تأثيره على العدالة وعلى مستقبل عمل القضاء.

موضوعات مقترحة

في مشهد غير مسبوق، استعان قاضٍ في ولاية أريزونا الأميركية بمقطع فيديو يظهر فيه أحد ضحايا إطلاق النار، ليوجه رسالة إلى القاتل من خلال "شخصيته الافتراضية"، التي أنشأتها شقيقته باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وقال القاضي تود لانغ خلال الجلسة: "لقد أعجبتني هذه الشخصية الافتراضية للضحية. أجد أنها تعبّر عن الحقيقة"، في إشارة إلى تأثيرها الإنساني والنفسي أثناء النطق بالحكم.

بين أداة مساعدة وأخطاء كارثية

ومع تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي"، يجد المحامون فيها وسيلة فعالة لتوفير الوقت والجهد عند البحث عن السوابق القضائية أو إعداد المسودات القانونية. يقول المحامي ستيفن شوارتز من بورتلاند: "إنها أداة مفيدة، بشرط التحقق من دقتها قبل استخدامها في المحاكم".

لكن الاستخدام غير المنضبط لتلك الأدوات قد يؤدي إلى كوارث قانونية، كما حدث في مايو الماضي، حين قرر قاضٍ فدرالي في لوس أنجليس فرض غرامة قدرها 31,100 دولار على مكتبَي محاماة قدما لائحة دعوى مليئة بالأخطاء القانونية والاقتباسات الزائفة، وصفتها المحكمة بأنها "كارثة جماعية".

الأفراد أيضًا يستعينون بالذكاء الاصطناعي

الأمر لا يقتصر على المحامين، فقد بدأ بعض الأفراد في استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة الدعاوى التي يرفعونها بأنفسهم، دون الاستعانة بمحامين. ورغم أن هذه الخطوة قد تعزز من وصول المواطنين إلى العدالة، فإنها أحيانًا تُفضي إلى أخطاء كارثية نتيجة عدم دقة المعلومات أو سوء الفهم القانوني.

شاي كليري، من المركز الوطني لمحاكم الولايات، يرى أن هذه الظاهرة ستؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد القضايا المرفوعة، وهو ما يتطلب استعدادات لوجستية وتشريعية مسبقة من أجهزة القضاء.

هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل العدالة؟

بحسب دانيال لينا، أستاذ القانون بجامعة نورث وسترن، فإن إدماج الذكاء الاصطناعي في المحاكم قد يُحدث تحولًا عميقًا في النظام القضائي، مشيرًا إلى أن "80 إلى 90% من المواطنين لا يستطيعون الوصول إلى خدمات قانونية فعالة"، وبالتالي فإن هذه الأدوات يمكن أن تكون جزءًا من الحل.

وبينما يتردد بعض القضاة في الحديث عن استخدام الذكاء الاصطناعي علنًا، يؤكد لينا أن كثيرين منهم يُجرون تجارب بالفعل باستخدام أدوات مثل "تشات جي بي تي" لدعم صياغة الأحكام أو التحقق من وجهات نظر قانونية.

مساعد قانوني جديد بقدرات خارقة

ورغم أن الذكاء الاصطناعي لن يُصدر الأحكام بنفسه، لكنه أصبح شريكًا في صنع القرار القضائي، عبر تقديم مراجع قانونية، وتحليلات بديلة، وصياغات مختلفة قد تغير مسار الأحكام. "هو أشبه بمساعد قانوني جديد، قد يُسلّط الضوء على حقائق جديدة، أو يُبرز جوانب لم تكن لتُؤخذ في الاعتبار"، يوضح لينا.

ويرى أن هذا التحول قد يؤدي إلى تقليل عدد الطعون، لأن القرارات ستكون أكثر دقة وشمولًا. ويضيف: "من الواضح أن للذكاء الاصطناعي تأثيرًا على نتائج القضايا، وربما يكون ذلك التأثير إيجابيًا بالفعل".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: