في الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو.. كتاب جديد يوثق لحظة الخلاص من حكم الجماعة الإرهابية وملحمة استرداد الوطن
موضوعات مقترحة
صدر حديثا عن الباحثة والكاتبة ميادة مدحت كتابها الجديد «٣٠ يونيو..حوليات الثورة وثمار النصر»، وذلك في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، وهو عمل توثيقي، قام بتقديمه الكاتب الصحفي ووزير الثقافة الأسبق حلمي النمنم.
الكتاب، الذي يقع في أكثر من 200 صفحة من القطع الكبير، يعد مرجعًا توثيقيًا شاملًا يعيد بناء المشهد كما كان لحظة بلحظة، انطلاقًا من الوقائع الميدانية منذ الأول من يونيو 2013، وحتى ما بعد الثورة بعامين، مستعرضًا التحولات السياسية والإقليمية التي أعقبت سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين.
ميادة مدحت: الجماعة الإرهابية فشلت أمام صمود المصريين
وقالت ميادة مدحت في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" إن «ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من كوارث محققة»، مشيرة إلى أن «الجماعة الإرهابية حاولت السيطرة على دار الكتب والوثائق القومية، ولكنهم فشلوا أمام صمود المثقفين المصريين، الذين قادوا مشهد المقاومة الثقافية بوعي ومسؤولية».
وأكدت الكاتبة أن المصريين أبدعوا في مقاومة الجماعة الإرهابية، ليس فقط عبر المنابر السياسية، بل أيضًا عبر أدوات شعبية مبتكرة، مثل طباعة "دعوات أفراح" تطالب برحيل مرسي، وتوقيع استمارات تمرد في "الكوشة"، فيما شارك الأطفال دون السادسة عشر في الحملة وهم يبكون طلبًا للمشاركة.
وأضافت: «هذا الكتاب ليس محاولة للتذكر فقط، بل إعادة بناء الصورة كما كانت وقتها، بلا رتوش وبلا خيانة للذاكرة وضعف التذكر. وثّقت فيه الوقائع من خلال الصحف المصرية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، مع خط زمني دقيق لمواقف القوى السياسية، وردود الأفعال العربية والدولية تجاه الثورة».
- ويتضمن الكتاب ثلاثة فصول رئيسية:
الفصل الأول: "أخونة المؤسسات، طمس الهوية وفشل الإخوان"، ويتناول قرارات مرسي التي استفزت الشارع، منها محاولات السيطرة على القضاء والمحليات والإعلام، إلى جانب الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012.
الفصل الثاني: "ملحمة استرداد الوطن"، يرصد أوجه مقاومة الشعب، بداية من اعتصامات المثقفين بوزارة الثقافة، إلى تصاعد حركة تمرد في القرى والنجوع.
الفصل الثالث: "الانتصار وإعادة البناء"، يسلط الضوء على الخلاص من حكم الجماعة الإرهابية، والحرب على الإرهاب، والجهود الدبلوماسية لتأكيد أن ما جرى كان ثورة شعبية حقيقية.
وكشفت ميادة مدحت في صفحات الكتاب عن وقائع تنشر لأول مرة حول ما وصفته بـ"مجزرة دار الكتب والوثائق القومية"، حينما أقالت الجماعة في ليلة واحدة قيادات الدار بالكامل، في محاولة للسيطرة على واحدة من أعرق مؤسسات الثقافة المصرية، قبل أن يتدخل الفنانون والمثقفون لمنع دخول وزير الإخوان إلى مكتبه.
ووصفت ميادة مدحت هذه الفترة، وقالت إنها كانت شاهدة عيان على اقتحام الجماعة الإرهابية لدار الكتب والوثائق القومية ومحاولة إذلال العاملين فيها، مؤكدة أنها تلقت تهديدات واتهامات بالتآمر فقط لأنها رفضت الانصياع لهم، وفضّلت النزول إلى الشارع لتوزيع استمارات تمرد، على حد تعبيرها.
حلمي النمنم: ثورة 30 يونيو كانت ضرورة وطنية وإنسانية
يقول الكاتب حلمي النمنم في تقديمه للكتاب: «عكفت الأستاذة ميادة مدحت، الباحثة المتميزة والدؤوبة، على دوريات تلك الأيام، واختارت منها هذه الصفحات. ومع تلك اللقطات، نكتشف أن ثورة 30 يونيو كانت نتيجة حتمية لممارسات خرقاء، وكانت كذلك ضرورة وطنية وإنسانية».
الكتاب يضم أيضًا صورًا نادرة، وأخبارًا من الصحف المصرية بالعربية والإنجليزية والفرنسية، كما يوثق استهداف الجماعات الإرهابية لمؤسسات الدولة وعمليات العنف التي طالت الكنائس وأقسام الشرطة والمدنيين، ويؤكد من خلال وثائقه أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد احتجاج، بل لحظة مفصلية في تاريخ مصر الحديث.
30 يونيو دفاع شعب عن هويته وحضارته
وفي مقدمة الكتاب، قالت ميادة مدحت:«ما حدث في 30 يونيو لم يكن وليد لحظة، بل ثمرة تراكمات ووعي جمعي تحرك للدفاع عن الوطن. لم يكن الشعب خائفًا ولا مترددًا، بل كان في حالة دفاع وجودي عن هويته وحدوده وحضارته».
واختتمت ميادة بالتأكيد أن الهدف من الكتاب هو «استعادة الذاكرة بالوقائع المفصلة وتوثيق الثورة للأجيال القادمة، ليبقى ما جرى في ذاكرة الوطن حيًا، لا تبتلعه حملات التشويه ولا تنال منه محاولات النسيان».
كتاب ٣٠ يونيو..حوليات الثورة وثمار النصر 
الباحثة والكاتبة ميادة مدحتميادة مدحت: 30 يونيو.. حوليات الثورة وثمار النصر توثيقٌ للأجيال القادمة