لسنوات عديدة مضت كانت العلاقة بين قطاع البترول والمواطن تدور حول اسطوانة البوتاجاز ،والبنزين ،والسولار ومع الطفرة التي شهدها هذا القطاع مع تولي المهندس سامح فهمي مسئوليته تشعبت هذه العلاقة بالتوسع في توصيل الغاز للمنازل والمنشآت الصناعية حتي وصل الغاز الي صعيد مصر، و بدء تنفيذ الخطة القومية للبتروكيماويات ، و انشاء مصانع اسالة وتصدير الغاز .
تلي هذه الطفرة التي استمرت عشر سنوات مجهودات كبيرة بذلها العاملون بهذا القطاع الاستراتيجي للوصول الي مرحلة الاكتفاء الذاتي تكللت باكتشاف حقل ضهر للغاز خلال توالي المهندس شريف اسماعيل رحمه الله مسئولية وزارة البترول ثم دخول مصر بقوة عمليات تصدير الغاز خلال تولي المهندس طارق الملا المسؤولية .
منتصف العام الماضي بدأت مصر في استيراد الغاز لمواجهة الانخفاض الحادث في معدلات الانتاج وارتفعت قيمة المستحقات المتأخرة للشركاء الاجانب لتجاوز الستة مليارات دولار ليزداد عزوفها عن الاستثمار في عمليات البحث والاستكشاف والتنمية ويستمر انخفاض الانتاج ليصل الي اكثر من ٣٠٪ مقارنة بعام ٢٠٢١ .
المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية خلال لقائه مجموعة من كبار الكتاب والمتخصصين في ملف البترول كان واضحا ومباشرا في تشخيص الحالة الراهنة لخريطة البترول والغاز بمصر ،واسبابها ، و المحاور الاساسية التي يتم التحرك عليها للتغلب علي اثار ٣٠ شهرا مضت امسكت خلالها الشركات الاجنبية عن ضخ اي استثمارات جديدة او مخططة مسبقا في الوقت الذي تتعرض فيه الابار المنتجة الي تناقص في معدلات انتاجيتها وارتفاع معدلات الاستهلاك المحلي من المنتجات البترولية والغاز ومن ثم الاتجاه الي الاستيراد لمواجهة هذا العجز .
تحركات قطاع البترول منذ تولي المهندس كريم بدوي تركزت علي جدولة واقعية لسداد المستحقات المتأخرة للشركات الاجنبية وهو ما انعكس علي وضع مجموعة من الابار او الحقول الجديدة علي شبكة الانتاج استهدافا للوصول الي مرحلة الاستقرار والاستدامة .
اعتقد ان الوصول الي هذه المرحلة يحتاج اضافة الي ما سبق ضرورة اعطاء الاولوية لاستكشاف مكامن الغاز بالمياه الاقتصادية لمصر في البحر المتوسط من خلال الترويج لها عالميا من خلال نموذج جديد للاتفاقيات يكون اكثر جاذبية للشركات الكبري خاصة وان دراسات سابقة لهيئة المساحة الجيولوجية الامريكية اشارت الي وجود ما يزيد علي ٢٣٠ تريليون قدم مكعب من الغاز في هذه المنطقة . التحرك في هذا المسار يمكن ان يحقق الطموح في اكتشاف جديد علي غرار كشف ظهر وضخ شريان جديد يدعم تحويل مصر لمركز اقليمي للطاقة ويزيد من فرص جاذبية المناخ الاستثماري اعتمادا علي تدفقات مستقرة ومستدامة للطاقة . فهل يتحقق ذلك ؟ اعتقد انه سيحدث .