كيف أدار مدير شبكة سكاي نيوز عربية حواره مع الرئيس بوتين؟
موضوعات مقترحة
أدار الإعلامي نديم قطيش مدير شبكة "سكاي نيوز عربية"، قبل أيام، الجلسة الرئيسية من منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في نسخته الثامنة والعشرين والذي تحول منذ أعوام إلى منصة مركزية ترسم من خلالها موسكو ملامح رؤيتها لعالم ما بعد الأحادية القطبية، وأثار النقاش اهتماما عربيا مع سخونة الأسئلة التي وجهها إلى الرئيس فلاديمير بوتين.
وجرى اختيار قطيش من بين قطاع واسع من الإعلاميين البارزين على مستوى العالم، وأكد ذلك على أن الإعلام العربي لديه القدرة على أن يكون حاضرا في كبرى المنتديات العالمية وإدارتها على نحو مهني تسير عليه غالبية الفضائيات العربية التي حققت نسب متابعات مرتفعة مع تميزها في التعامل مع الصراعات المشتعلة في المنطقة العربية ونقل وجهات نظر الأطراف المؤثرة في معادلات السياسية والأمن بالمنطقة.
وأعلنت الشركة العالمية للاستثمارات الإعلامية (IMI) منذ نحو عام ونصف تعيين الاعلامي اللبناني نديم قطيش مديراً عاماً لـ"سكاي نيوز عربية"، وهو يملك سيرة مهنيّة تمتد على مدى أكثر من عقدين في العمل مع وسائل إعلام مرئيّة ومطبوعة ورقميّة متنوّعة عربية وعالمية، مثل وول ستريت جورنال الأميركية وسبكتاتور البريطانية، ولعب دوراً فعّالاً في وضع بصمة واضحة على أساليب الحوار والنقاش الإعلامي في منطقة الشّرق الأوسط.
وأضاف بوتين، خلال ردّه على سؤال نديم قطيش، في الجلسة العامة لـ"منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي": "لا نسعى لاستسلام غير مشروط لأوكرانيا، فالوضع مختلف، لكننا نصر أن تقر أوكرانيا بالواقع على الأرض".
ونجح قطيش في أن يحصل على إجابات مهمة من الرئيس بوتين، حيث قال: "لا يمكن تحقيق أمن دولة واحدة على حساب دولة أخرى، ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي ولعقود طويلة كنا نسمع أن الناتو لن يتوسع إلى جهة الشرق، لكنه توسع 5 أو 6 مرات رغم دعوتنا لعدم القيام بذلك، وقد تم تجاهل هذه الدعوات، وأعتقد أن ذلك يشكل انعكاسا للسياسات الاستعمارية الجديدة وهذه الأفعال ارتكبت بحق روسيا"، مردفا: "تدابيرنا مع أوكرانيا تأتي من موقف قوة، وهناك انقلاب دستوري حدث هناك بدعم من قادة عالميين أعلنوا أنهم أنفقوا الملايين لهذا الغرض".
وقالت الدكتورة نشوى عقل أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة إن اختيار مذيع عربي لإدارة منتدى عالمي بأهمية منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي هو نجاح مهم للإعلام العربي الذي استطاع أن يفرض نفسه خلال السنوات الماضية ولديه من الكوادر والإمكانيات التي تجعله قادراً على إدارة مثل هذه المنتديات بل والتأثير في الرأي العام العالمي، مشيرة إلى أن القنوات العربية في حال جرى إتاحة لها الإمكانيات والمساحة التحريرية التي تتحرك فيها بحرية فإنها ستكون قادرة على أن تقدم نجاحات عالمية، وأن الكوادر متاحة بشكل كبير ويبقى مهمة توظيفها بشكل جيد.
وأوضحت في تصريح لـ"بوابة الأهرام" أن امتلاك الصحفي أو الإعلامي الثقافة واللغة والإمكانيات الإعلامية الجيدة يؤثر في قدرته على النجاح في إدارة نقاشات يشارك فيها رؤساء دول ودبلوماسيون على درجة كبيرة من الأهمية، وما يغذي ذلك هو الإنفاق المادي الكبير وشبكة العلاقات والقدرة على طرح وجهات النظر المحتلفة وحال تحقق ذلك فإن الإعلام العربي سيكون قد حقق قدرا كبيرا من التكامل المنتظر.
وأشارت إلى أن كثيرا من القنوات العربية لديها من الإمكانيات التكنولوجية والميزانيات الضخمة لكن يبقى تواجدها الدولي غير كافٍ، لكن في المقابل هناك قنوات لديها شبكة مراسلين كبيرة ولديها قنوات تُبث باللغة الانجليزية وبالتالي يبقى امتلاك قدرة على إثارة الجدل تجاه قضايا عالمية وتكون محط أنظار الإعلام الغربي، ويظل الإعلام العربي بحاجة لمزيد من التطور على مستوى السياسة التحريرية التي تترك مساحات حركة واسعة، وهو ما حققته بعض القنوات العربية، بينما تنتظر أخرى المضي في هذا الطريق.
واللافت بالنسبة للفضائيات الإخبارية العربية مؤخرا أنها استطاعت أن تحدث تنوعا وتحديثا في قائمة مصادرها والاتجاه على نحو أكبر لاستضافة مسؤوليين دوليين فاعلين وهو ما يجعلها قادرة على صناعة الأحداث، والاهتمام بما يصدر من تصريحات مهمة من خلالها، لأن الكوادر تتسم بالمهنية ولديها قدرات جيدة وهناك أيضا شبكة علاقات مهمة تنسجها الشبكات الإخبارية العربية ومن المهم أن لا يكون هناك قدر من التحيز الذي يفوت الفرصة على تقديم تغطيات قوية تخاطب عقول الجمهور.
وأحدثت الندوة التي أدارها نديم قطيش ولقاؤه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ردود فعل إيجابية، وأكدت أن شبكة سكاي نيوز عربية باتت من المحطات المؤثرة، واختيار بوتين لمديرها حمل تقديرا مزدوجا، له والشبكة معا.
وقال الدكتور حسن علي، أستاذ الإعلام بجامعة قناة السويس، إن الصراعات المشتعلة في المنطقة قادت مباشرة لتحسين جودة ما تقدمه الفضائيات الإخبارية العربية وأن ما ينقصها هو أن تتبع مزيدا من الأساليب والأدوات المهنية التي تجعلها لا تقف إلى جانب طرف على حساب آخر، وأن كثيرا من القنوات الإخبارية الأجنبية حققت جزءا من ذلك، ولعل الهجوم الذي وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى شبكة "سي إن إن" الأميركية مؤخرا أبرز دليل على ذلك، ويمكن القول إن الإمكانيات الكبيرة المتاحة ومساحات الحرية التي تأخذ في الاتساع بحاجة إلى ضبط في السياسة التحريرية لإقناع الجمهور وضمان عدم عزوفه مجددا في حال هدأت وتيرة الأوضاع في المنطقة.
وأكد في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، أنه لا يمكن نكران وجود تطور على مستوى الكوادر المهنية واختيار الضيوف والقدرة على إجراء مناظرات سياسية ينتظرها الجمهور بشكل يومي بل يحدث ذلك على مدار الساعة في نشرات الأخبار والبرامج المختلفة، وأن تواجد قناة عربية مثل سكاي نيوز في بؤر الصراع الدولي يعد فرصة مواتية لمزيد من الانتشار.
ولدى شبكة سكاي نيوز عربية استوديوهات بث متطورة تم تجهيزها بأحدث التقنيات وهناك جزء مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويبقى واضحا توظيف الحلول التكنولوجية الحديثة في صناعة المحتوى وسرد القصص، ونجحت سكاي نيوز في تنويع برامجها وطرق تناولها للقضايا السياسية.
الرئيس بوتين أثناء حواره مع مدير شبكة سكاي نيوز عربية