انشغلت السينما العالمية بأفلام الحروب، التي اتخذت حيزًا كبيرًا من الإنتاج السينمائي ولا سيما الأمريكي بشكل خاص. وتنوعت هذه الأفلام من تناول الحرب العالمية الأولي والثانية أو توقع حرب عالمية ثالثة وإبراز تداعياتها .
موضوعات مقترحة
وشغلت فكرة وقوع حرب عالمية ثالثة أو حرب نووية كُتاب السينما في هوليوود باهتمام كبير، وقامت بإنتاج عدد من الأفلام حول هذه الفكرة والتي نشطت منذ الثمانينات من القرن الماضي.
أفلام تتنبأ بالنووي
التخوف من حرب نووية
يعد فيلم Threads أو"خيوط " وهو فيلم درامي تلفزيوني بريطاني أسترالي أنتج عام 1984، من أكثر الأفلام التي تناولت فكرة الحرب النووية بشكل شامل بكل تفاصيلها وتأثيراتهاعلي البشر والطبيعة والاقتصاد.
الفيلم يروي قصةً درامية عن العواقب الطبية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المحتملة لحرب نووية في بريطانيا، ويتتبع عائلتين في شيفيلد ، حيث تندلع مواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، وتتحول إلى حرب، ويتبادل الطرفان إطلاق النار النووي .
مدينة شيفيلد الإنجليزية ، يخطط الشابان روث بيكيت وجيمي كيمب للزواج بعد علمهما بحمل روث غير المخطط له. في هذه الأثناء، تتطور أزمة دولية بعد غزو الاتحاد السوفيتي لشمال إيران ردًا على انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة في البلاد. يتصاعد الموقف بسرعة عندما تغرق السفينة الحربية يو إس إس كيتي هوك ويتم نشر القوات الأمريكية في غرب إيران غير المحتلة للدفاع عن إمداداتها النفطية.
بعد تبادل نووي محدود في مشهد ، تبلغ الأزمة ذروتها في اندلاع صراع مسلح بين القوتين العظميين. يدفع خبر اندلاع الصراع المواطنين البريطانيين إلى الشراء بدافع الذعر والنهب.
يلجأ مسئولو مجلس مدينة شيفيلد وكثيرون غيرهم في جميع أنحاء البلاد إلى مخابئ مؤقتة للسيطرة على المنطقة في حالة تدمير الحكومة المركزية، مع إجبار الكثيرين على ترك عائلاتهم وراءهم. بينما تستعد بريطانيا لاحتمال نشوب حرب نووية ، يتدهور استقرار المجتمع تدريجيًا على مدار يومين، وتنتشر أعمال قمع عنيفة للاحتجاجات المناهضة للحرب في جميع أنحاء البلاد.
وتبدأ الحرب النووية وينفجر رأس نووي واحد في الغلاف الجوي العلوي فوق بريطانيا وشمال غرب أوروبا، مما يؤدي إلى نبض كهرومغناطيسي يُعطّل الاتصالات والبنية التحتية الكهربائية. بعد لحظات، تضرب ضربة " القوة المضادة" التالية ، مستهدفةً أهدافًا عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي ، لتضرب الموجة " المضادة " الأخيرة المراكز الاقتصادية والصناعية، بما في ذلك شيفيلد.
تسبب الهجوم في دمار شامل في جميع أنحاء بريطانيا، متسببًا في مقتل وإصابة عشرات الملايين من الناس، في العاصفة النارية الأولى ؛ وهناك من مرض بسبب التسمم الإشعاعي .
وانهارالجميع على مدار تسعة أيام. لتجنب انتشار التداعيات النووية ، توقفت جهود الإنقاذ ومحاولات السيطرة على الحرائق؛ انهارت السلطة المحلية، وتم تنفيذ الأحكام العرفية ، وترك الناجون ليدافعوا عن أنفسهم.
ويؤدي الرماد والسخام المحقون في الغلاف الجوي إلى حجب ضوء الشمس، مما يتسبب في شتاء نووي ، وانخفاض حاد في الحصاد، ومجاعة جماعية.
بعد عقد من الزمان، انخفض عدد سكان بريطانيا الباقين على قيد الحياة إلى مستوى العصور الوسطى من 4 إلى 11 مليون نسمة، ولا تزال البلاد مدمرة.
أفلام تتنبأ بالنووي
صراعات الدول الكبرى
يحكي فيلم "The Day After" انتاج 1984 قصة مروعة عن تأثير كارثة نووية مدمرة على سكان بلدة صغيرة في شرق ولاية كنساس، وتحديدًا في مدينة لورانس.
تدور الأحداث في منتصف الثمانينيات، حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، فيأمر القادة السوفييت جيشهم بالتقدم نحو حدود برلين الغربية، ويشنون لاحقًا غزوًا على ألمانيا الغربية باستخدام دبابات ووحدات عسكرية ضخمة.
لكن كل شيء يتغير عندما يستخدم السوفييت صاروخًا نوويًا ضد مدينة ألمانية، ثم يهاجمون سفينة حربية أمريكية في الخليج. ترد أمريكا بهجوم مضاد على سفينة سوفيتية، فيقصف السوفييت مقر قيادة الناتو برأس نووي.
يبدأ الناس ببناء ملاجئ مؤقتة في منازلهم، لكنهم لا يتوقعون حجم الكارثة، إذ تُطلق صواريخ نووية من منصات إطلاق على حدود كنساس-ميزوري، وتُعلن القوات الجوية الأمريكية أن أكثر من 300 صاروخ باليستي عابر للقارات تتجه نحو الولايات المتحدة. يضرب صاروخان مدينة كانساس سيتي، ما يؤدي إلى مقتل عدد هائل من الناس، بينما يواجه الناجون خطر الإشعاع النووي والمجاعة والمرض.
يجد من بقي على قيد الحياة أنفسهم في عالم مدمر تمامًا، بلا كهرباء، ولا ماء آمن، ولا طعام، يعيشون في واقع قاسٍ مليء بالإشعاع والموت .
أفلام تتنبأ بالنووي
حرب عالمية ثالثة
أما فيلم Red Dawn أو "الفجر الأحمر" يتحدث الفيلم عن قيام الاتحاد السوفيتي بغزو الأراضي الأمريكية ومحاولة قتل الطلبة الأمريكيين، لذلك قام الشباب الأمريكيين بإعلان المقاومة ضد العدو السوفيتي.
الفيلم انتاج 1984 وخلال الفيلم أقدمت القوات الروسية علي الحرب بلا مقدمات إيذاناً بانطلاق الحرب العالمية الثالثة.
فجأة وجد مواطنو الولايات الشمالية أنفسهم أمام أفراد الجيش الروسي. لكن ما لم يكن بحسبان الروس المقاومة الصلبة التي ووجهوا بها من قِبل مجموعة من الشبان والشابات ، في الوقت الذي انشغل الجيش الأميركي فيه بالدفاع عن المدن الكبيرة. الفيلم ذاته أعيد صنعه سنة 2012 بطولة جوش هتشنسن وكريس همسوورث وإدريانا باليكي.
وعن فكرة البطل الأوحد المنقذ التي تلعب عليها الأفلام الأمريكية دائما كان فيلم "”Invasion U.S.A إنتاج عام 1985.
حيث بدأت قصة الغزو بدأت بإيفاد مجموعة من القتلة المحترفين الشيوعيين دخلوا الأراضي الأمريكية، وأرادوا إرهاب الأمريكيين من خلال التفجير والاعتداء على منازل السكان الآمنين، فيقرر بطل الفيلم تشاك نوريس إيقاف خصومهم بلغة القوة والعنف.
أفلام تتنبأ بالنووي
وفي فيلم "على الشاطئ" أو (On the Beach) الذي عرض للمرة الأولى عام 1959، ثم تم إنتاج نسخة أحدث منه بنفس الأحداث ومع تغيرات طفيفة للغاية عام 2000، والنسخة الأولى كانت من بطولة جيروجري بيك وأفا غاردنر أما النسخة الأحدث .
وتدور أحداثه عندما تقع حرب نووية كبرى عالميًا، ويصبح على السكان في أستراليا التأقلم مع فكرة انتهاء الحياة خلال الأشهر القليلة المقبلة.
أفلام تتنبأ بالنووي
ماذا لو انقذ الكوكب في اللحظة لاخيرة؟
ينتمي فيلم (Miracle Mile)إلى التيار الرومانسي، من إنتاج عام 1988 من تأليف وإخراج ستيف دي جارنات تدور أحداثه حول حالة من الذعر المحيط بيوم اندلاع حرب مفاجئة ومحرقة نووية وشيكة، حيث تدور أحداثه في يوم واحد، ويحكي عن هاري الذي يكتشف مصادفة أن ضربة نووية ستستهدف لوس أنجلوس خلال ساعة واحدة.
يركز الفيلم على السباق مع الزمن، ويطرح تساؤلات الأولوية عند اقتراب النهاية: هل يجب إنقاذ العالم أم عيش ما تبقى من اللحظات مع من نحب؟ ويعكس هذا العمل التوتر النفسي والقلق الجمعي عن مصير المجتمع.
أفلام تتنبأ بالنووي
أما فيلم القربان (the sacrifice) يعتبر واحدًا من أهم أفلام المخرج آندريه تاركوفسكي الذي اختار دائمًا عرض القضايا الكبرى بطريقته الخاصة، يبدأ الفيلم بشخص يزرع شجرة مع طفل، ويدور الفيلم حول الصحفي والباحث في علم الجمال الذي يعلم بحدوث انفجار نووي قريب سيطلق العنان للحرب العالمية الثالثة التي ستقضي على العالم بالكامل، يواجه البطل تلك الكارثة بالصلاة والتضرع إلى الله لحفظ عائلته.
يصل في نهاية الأمر إلى اتفاق يمنع وقوع الكارثة، ينهض في الصباح ليجد أن العالم بالفعل عاد إلى طبيعته ولم تحدث أي كوارث، وفي النهاية نرى الشجرة التي زرعوها أصبحت خضراء يانعة.
وفي فيلم "عندما تهب الرياح (When the Wind Blows)وهو فيلم رسوم متحركة بريطاني للكبار صدر عام ١٩٨٦، من إخراج جيمي موراكامي، مقتبس من رواية ريموند بريجز المصورة التي تحمل الاسم نفسه.
تروي أحدث العمل قصة زوجين إنجليزيين من الريف يحاولان النجاة من هجوم نووي قريب، والحفاظ على شعورهما بالحياة الطبيعية في ظلّ التداعيات النووية والشتاء النووي اللاحق.