رحل عن عالمنا، الشيخ أحمد البلصفوري، وهو أحد أبناء جيل الوسط فى فنون المديح والإنشاد، حيث حافظ على شكل ترديد القصيدة باللغة العربية الفصحى بشكلها السليم، وإن كانت له قصائد عامية مُطعمة بالفصحى.
فنون المديح
كان على المنشد أو المداح أن يختار ما يحب ويهوى من الآلات، وقد ارتبطت آلات معينة بمنشد مثل ياسين التهامي، الذي أدخل آلة الكمان فى فرقته، ومن قبله التوني الذي استخدم الكوب والسبحة، حيث كان الوحيد الذي يلتقط النغم من الأشياء المحيطة فحاسة الصوفي كانت تتلبسه أكثر ما تتلبسه حالة المنشد الفنان، وقد كان التوني الذي يمسك بالسبحة والكوب فى انشاده يمثل علامة فارقة فى الإيقاع ، وكذلك برين الذي كان يحول فمه مثل هديل الحمام الحالي.
ويعد البلصفوري من جيل الوسط، وقد ترك التقليد للآخرين وجعل لنفسه صوتًا مختلفًا محافظًا على فرقته الموسيقية بآلاته الموسيقية التى كان من أهمها الكمان والغاب، رغم أنه عاصر وجود فنانين استخدموا فنون مستحدثة مثل الراب والموسيقى الصاخبة.
الحضرة
كان على المنشد والمداح فى الصعيد أن يعرف قوانين الحضرة مثلما يعرف قوانين المديح والإنشاد، حيث كان البلصفوري مثله مثل كل المداحين عليه أن يبدأ جلسات الحضرة وطقوسها المعتادة، حيث يقوم أخرين بترديد الابتهالات الدينية ، والأدعية والتواشيح، والتي يتم توزيعها كما هو المتعارف عليه بصيغة تعرف بالطبقة، وكانت كل طبقة مختلفة عن آخري، وتقوم البطانة بالترديد خلف المداح مثل كورس غنائي بدون استخدام آلات موسيقية، وتستمر هكذا حتى تبدأ الحضرة الفعلية ويقوم المداح بأداء المديح، وهو مازال معمولا به فى الصعيد.
وتنقسم الحضرة إلي حسينى وهى الأكثر والأعم، وإلي حضرة تعرف بالليثي، والتي لها نغمات وقصائد معينة، وهى لا تتواجد إلا فى أسوان وقراها وبعض قري إسنا التابعة للأقصر بصعيد مصر.
وقد اختار الشيخ أحمد البلصفوري الذي تم دفنه فى مقابر عائلته فى بلصفور أن يرتبط بلقب قريته القديمة فى سوهاج، وهى موطن الصحفى على يوسف صاحب جريدة المؤيد، كما اختار البلصفوري أن يحافظ على تراثه الغنائي بقنوات اليوتيوب وصفحات التواصل الاجتماعي والتي قدمت تراثه القديم منذ أن شق طريق فى عالم المديح والإنشاد حتى آخر حفلاته.
أحمد البلصفوري
أحمد البلصفوري
أحمد البلصفوري