محمد الزمر مدير عام دل تكنولوجيز في مصر ومدير أول إدارة البيانات في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا، واحد من الكوادر المصرية الواعدة في قطاع التكنولوجيا، ويحظى بثقة شركة "دل تكنولوجيز" العالمية التي اختارته مؤخرًا لقيادة عملياتها في السوق المصرية، خلفًا لمسيرة مهنية حافلة قضاها في مواقع قيادية داخل الشركة، أبرزها في المملكة العربية السعودية، حيث لعب دورًا محوريًا في دعم توسع "دل" الإقليمي، ومع إضافة مصر لمسؤولياته ، يتولى الزمر الآن مسؤولية قيادة جهود الشركة في دعم التحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية التكنولوجية، وتعزيز التعاون مع القطاعين العام والخاص.
موضوعات مقترحة
محررا بوابة الأهرام مع مدير عام ديل تكنولوجيز- ما هي أولويات "دل تكنولوجيز" في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة؟
تركيزنا الأساسي حاليًا ومستقبلًا هو دعم البنية التحتية الرقمية في مصر. نحن نرى أن البنية التحتية هي الأساس لكل عملية تحول رقمي، ولهذا نعمل على توفير حلول متكاملة تغطي كل المستويات، من الحوسبة السحابية (Cloud) إلى الأطراف (Edge) ومراكز البيانات (Data Centers). دل تكنولوجيز تواكب البيانات أينما كانت، ونوفر لها إدارة فعالة واستفادة قصوى، وهو ما أصبح ضرورة في ظل النمو المتسارع لحجم البيانات عالميًا.
- كيف ترون دوركم في دعم التحول الرقمي داخل مصر؟
التحول الرقمي في مصر يمر بمرحلة حاسمة، و"دل" تعمل على تسريع هذه العملية عبر شراكاتها مع القطاعين العام والخاص. شهدنا قبل جائحة كورونا تقدمًا كبيرًا في تنفيذ مشروعات قومية ضخمة، وتأثرت هذه المشروعات بالأزمة الاقتصادية العالمية. لكن الآن نرى عودة قوية لها في إطار رؤية مصر 2030، ونحن جزء من هذا التحول، ليس فقط كمزود تقني، بل كشريك في التطوير.
المهندس محمد الزمر- الذكاء الاصطناعي بات قضية محورية عالميًا.. كيف تتعامل "دل" مع هذا الملف؟
الذكاء الاصطناعي بالنسبة لنا ليس مجرد منتج نبيعه، بل هو أجندة وطنية. نركز على نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وتعزيز فهمه كأداة لتحسين الإنتاجية وكفاءة العمل. نعمل على مشروعات توعية وتدريب في هذا المجال، ولدينا شراكات مع أكثر من 14 جامعة في مصر لتطوير المناهج وتدريب أعضاء هيئة التدريس والطلاب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف خلق كوادر مؤهلة للمستقبل.
- وما دور "دل" في دعم التعليم وسوق العمل المصري؟
لدينا مبادرات فعالة مع الجامعات المصرية نسميها University Relations، من خلالها ندرب أعضاء هيئة التدريس أولًا، ثم ننتقل لتدريب الطلبة. بدأنا هذه المبادرة منذ أكثر من 3 سنوات في جامعات كبرى مثل GUC والقاهرة والإسكندرية، ونعمل على تطوير المناهج لتشمل مفاهيم التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. كما نعمل على دعم المهارات (skills) المصرية لتكون قادرة على المنافسة عالميًا.
المهندس محمد الزمر- كيف تصف دور مركز التميز التابع لكم في مصر؟
مركز التميز (Center of Excellence) التابع لنا في القاهرة قصة نجاح حقيقية. يخدم حاليًا عملاء في أوروبا واليابان والولايات المتحدة بأكثر من ١٤ لغة. نحن لا نحتاج لتصدير المهندسين، بل نصدر خدمات من مصر إلى العالم. لدينا فريق مصري يعمل بكفاءة عالية لتقديم الدعم والخدمات التقنية لأسواق متعددة.
- ما التحديات التي تواجهكم في السوق المصرية؟
هناك عدة تحديات. أولها سرعة تطور التكنولوجيا، والتي تتطلب استعدادًا دائمًا من البنية التحتية والكوادر البشرية. ثانيًا، استقرار العملة كان تحديًا مهمًا، والحمد لله بدأ يتحسن، مما ساعد على تحريك مشروعات قومية كبرى. ثالثًا، المنافسة الإقليمية على المهارات المصرية، فدول مثل السعودية والإمارات تستقطب الكفاءات بقوة. الحفاظ على هذه المواهب في مصر يمثل تحديًا كبيرًا.
المهندس محمد الزمر- كيف تتعاملون مع المنافسة القوية في السوق؟
السوق المصرية مغرية جدًا لشركات التكنولوجيا، والمنافسة فيه شرسة. لكننا نتميز بعرض حلول متكاملة وليس فقط بيع منتجات. نحن رقم 1 عالميًا ومحليًا في حلول التخزين والخوادم، بنسبة تغطية كبيرة في السوق. هذه الصدارة تأتي من ثقة عملائنا فينا، ومن قدرتنا على تقديم حلول فعالة ومستدامة. المنافسة مفيدة، لأنها تحفزنا على الابتكار وتصب في مصلحة العميل.
- وما الجديد من منتجات "دل" المطروحة للسوق المصرية؟
نطرح باستمرار حلولًا متطورة تتماشى مع احتياجات السوق. في الأشهر الأخيرة قدمنا أجهزة خوادم جديدة وحلول تخزين متقدمة، بالإضافة إلى منصات ذكاء اصطناعي قائمة على الحوسبة المتطورة. كما نركز على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بحلول مرنة ومناسبة لحجم أعمالها.
- كيف ترون مستقبل مصر الرقمي؟
مصر تتحرك بخطى ثابتة نحو التحول الرقمي، وهي مؤهلة للعب دور محوري في المنطقة. لدينا كوادر مؤهلة، وبنية تحتية في تطور، ودعم حكومي واضح، ورؤية وطنية طموح. نحن ملتزمون بدعم هذا المستقبل، ونؤمن بأن مصر ستكون مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا والابتكار.
- هل من رسالة أخيرة توجهها للقراء أو لصناع القرار؟
أدعو إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتسريع التحول الرقمي. وأؤكد أن الاستثمار في البنية التحتية والكوادر البشرية هو الطريق لتحقيق التنمية المستدامة. دل تكنولوجيز موجودة في مصر منذ سنوات طويلة، وسنظل شركاء حقيقيين في بناء المستقبل الرقمي لهذا البلد.