لماذا عرض المتحف المصري تابوت «كامُس» فى احتفالات عيد الجلاء؟| صور

24-6-2025 | 11:04
لماذا عرض المتحف المصري تابوت ;كامُس; فى احتفالات عيد الجلاء؟| صورتابوت الملك كامس
محمود الدسوقي

يعد الملك سقنن رع تاعا الثاني هو أول من حارب ملوك الهكسوس، وربما يكون سقط شهيدًا في أرض المعركة أثناء إحدى معاركه معهم، وأكمل ابنه كامُس النضال ضد الغُزاة، لكن طردهم كان على يد الابن الآخر أحمس، الذي تحررت مصر على يديه.


تابوت الملك كامس

مسيرة الملك كامُس

وانطلقت الأعمال العسكرية لطرد الهكسوس، بمنطقة دير البلاص الدير الغربي فى قنا، وتتمتع دير البلاص بأهمية كبيرة في العسكرية المصرية؛ لكونها مركزاً انطلقت منه الحملات العسكرية ضد الهكسوس بقيادة كل من الملك "سقنن رع، كامُس، أحمس"، فضلا عن كونه العاصمة البديلة لملوك طيبة خلال حملتهم في طرد الهكسوس في شمال البلاد، كما أنه كان سببًا في قيام الدولة الحديثة.

الموقع الأثري والذي تُشرف عليه البعثة الأثرية الأمريكية تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار المصرية، يتكون من قسمين القسم الأول عبارة عن بناء ضخم يعرف باسم القصر الشمالي، ويضم مجموعة من المنازل والفيلات الكبيرة التي تخص الديوان الملكي ومستوطنة للعمال متصلة بمصليات دينية ومستودعات للتخزين ومقابر، أما الجزء الجنوبي فهو يتكون من برج مراقبة يُعرف خطأ باسم القصر الجنوبي، ويظن أن الأسطول الطيبي أبحر منه في اتجاه الشمال حتي تم طرد الهكسوس.


تابوت الملك كامس

غزو الهكسوس

وكان الغزو الهكسوسي وفقا ـ لعلماء الآثار ـ يعد أكبر محنة وفاجعة تاريخية حلت على مصر فى تاريخها القديم، وأن نضال الملوك المصريين القدامى فى طردهم تكلف الكثير من الدماء والأموال، وقد تنوعت آراء المؤرخين حول الأصل العرقي والموطن الأصلي للهكسوس، فهناك من رأى أنهم من الشعوب الآرية التى كانت تسكن وسط آسيا، وهناك من رأى أنهم ساميون قد استوطنوا فى كنعان ( فلسطين ) قبل دخولهم مصر.

ويبدو أن أقرب التفسيرات التاريخية للصواب فى هذا السياق يتمثل فى أن الهكسوس كانوا مجموعة من الشعوب التى سكنت مناطق آسيا الغربية، والتى اضطرت أن تهاجر من أوطانها تحت ضغط الشعوب القادمة من هضبة أرمينيا والذين عرفوا فى التاريخ باسم قبائل الحوريين، واستقروا فى مناطق نهر الفرات الشمالية حوالى عام 2000 ق. م.

ولقد أدت غارة الحوريين على مناطق شمال سوريا إلى نشر الفزع والرعب فى سكان سوريا وكنعان (فلسطين)، فهرب الكثير منهم واندفعوا نحو الجنوب حتى وصلوا إلى مصر، ومن ثم فإن الدلائل التاريخية كانت تشير إلى أن الهكسوس لم ينتمون إلى جنس واحد، بل كانوا خليطاً من الآريين والساميين الذين أصبح الهدف الرئيس لهم الدخول إلى مصر للاستيطان فى أرضها بأى شكل من الأشكال.

ويحدثنا المؤرخ المصري  مانيتو عن غزو الهكسوس لمصر بعبارات تتسم بالألم والكراهية لهذه الفاجعة الكبرى فى تاريخ مصر قائلاً: «فى عهد الملك توتيمايوس (تيمايوس) لسبب لا أعرفه حلت بنا ضربة من الرب، وفجأة تقدم فى ثقة بالنصر غزاة من إقليم الشرق من جنس غامض إلى أرضنا، واستطاعوا بالقوة أن يتملكوها فى سهولة دون أن يضربوا ضربة واحدة، ولما تغلبوا على حكام الأرض أحرقوا مدننا بغير رحمة، وقوضوا أرض معابد الآلهة وعاملوا المواطنين بعدوان قاس، فذبحوا بعضهم، وساقوا زوجات آخرين من أزواجهم، وأخذوا أطفالهم إلى العبودية، وأخيراًﹰ عينوا من بينهم واحداًﹰ ملكاًﹰﹰ يدعى (ساليتيس)، وكان مقره منف، ففرض الضرائب على مصر العليا والسفلى، وكان يخلف وراءه حاميات فى الأماكن المهمة".

وقد ظلت النصوص التاريخية المصرية تنعت الهكسوس بكل ما هو حقير حتى بعد طردهم من مصـر، ويوضح الدكتور محمد رأفت عباسصاحب مؤلفات العسكرية المصرية القديمة أن أحـد نصوص الأسرة الثامنة عشرة – مـن عهـد الملكـة «حتشبسـوت» – وجود الهكسوس فى مصر بأنهم كانوا يحطمون ويخربون معابد الآلهة ويحكمون بدون رغبة المعبود رع الذى كان يكرههم، وأن الأرض قد محت آثار أقدامهم بعد أن طردوا.


تابوت الملك كامس

على طريق التحرير

تولى الملك كامُس الحكم بعد والده الملك سقنن رع الذي سقط  شهيدًا فى المعركة لقتال الهكسوس، وفي العام الثالث لحكمه قام الملك كامُس بالإبحار شمالاً من طيبة في النيل، وكان يقاتل تجمعات الهكسوس الصغيرة ويهدم تحصيناتهم في طريقه إلى الشمال. 

أما مدن الهكسوس الكبرى التي كانت تقابله بمواجهة قوية كان يقوم بحصارها وقطعها عن باقى مملكة الهكسوس حتى وصل إلى أواريس، وقد عُثر في عام 1954م على لوحتبن أقيمتا في الكرنك لتمجيد انتصارات الملك كامُس على أبوفيس ملك الهكسوس.

قيل أن كامُس توفى شهيًدا في أثناء حربه مع الهكسوس أيضا مثل والده، حيث جاءته ضربة الغدر من أحد جرحى الهكسوس فوافته المنية، وآخر ما نطق به أن وصى أخوه أحمس أن يبلغ الجدة العظيمة "تتي شيري" أنه  لحق أباه مقاتلاً من أجل وطنه، وقد تولى شقيقه أحمس الحكم من بعده لينجح فى طرد الهسكوس نهائيًا من مصر.


تابوت الملك كامس

المتحف المصري بالتحرير

الجدير بالذكر أن المتحف المصري بالتحرير، أعلن عن عرض تابوت الملك كامُس تزامنا بعيد الجلاء الذي يوافق الثامن عشر من يونيو كل عام، وأوضح المتحف المصري بالقاهرة، أنه اختار قطعة أثرية فريدة ومميزة لتكون ممثلًا لهذا الحدث الهام طوال الشهر وهي تابوت بهيئة آدمية للملك كامس

وقاد الملك كامس ابن الملك العظيم سقنن رع تاعا الثاني أحد ملوك الأسرة السابعة عشر الطيبية أولى معارك تحرير أرض مصر ضد الهكسوس الذين سيطروا على شمال أرض مصر، ولكنه أصيب في المعركة وسقط شهيدًا مثل أبيه، وتولي من بعده أخيه أحمس مهمة طرد الهكسوس من مصر، إلى أن نجح في توحيد أرض مصر من جديد، وبدأ أسرة حكم جديدة، وهي الأسرة الثامنة عشر.

كلمات البحث