في تحذير هو الأشد منذ تصاعد التوتر النووي في الشرق الأوسط، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن نظام منع الانتشار النووي العالمي يقف على حافة الانهيار، في ظل هجمات استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية، في نزاع يضم 3 دول أعضاء في الوكالة.
موضوعات مقترحة
وخلال كلمته الافتتاحية أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الإثنين بمقر الأمم المتحدة في فيينا، قال جروسي نجتمع اليوم في خضم صراع مسلح يشمل إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، وتُقصف فيه مواقع نووية تخضع لضمانات الوكالة، ما يهدد بفقدان السيطرة على أحد أعمدة الأمن الدولي منذ أكثر من 50 عامًا.
وأكد جروسي أن موقع “فوردو لتخصيب اليورانيوم تعرّض لما يُعتقد أنها ذخائر خارقة للتحصينات، تسببت في حُفر واضحة في البنية السطحية للموقع، دون أن تُعرف حتى الآن الأضرار الكاملة تحت الأرض، حيث توجد أجهزة طرد مركزي حساسة.
كما أشار إلى أن موقع أصفهان تعرّض لقصف طاول مباني مرتبطة بعمليات تحويل اليورانيوم، إضافة إلى استهداف واضح لمداخل أنفاق تخزين المواد النووية. وفي نطنز، أكد غروسي استهداف مصنع تخصيب الوقود، في عملية قال إن الولايات المتحدة تبنّتها باستخدام ذخائر متطورة خارقة للأرض.
ورغم إعلان إيران عن عدم تسجيل أي تسرب إشعاعي، شدد المدير العام على أن “الوضع لا يزال محفوفًا بالمخاطر، ولا يمكن تقييم حجم الأضرار بدقة دون وصول فرق التفتيش إلى المواقع”. وأضاف أن مفتشي الوكالة لا يزالون في إيران وعلى استعداد تام للدخول فور توفر شروط الأمان.
وذكر غروسي أن إيران أبلغته رسميًا، في رسالة من وزير خارجيتها الدكتور عباس عراقجي بتاريخ 13 يونيو، بنيتها اتخاذ “تدابير خاصة لحماية المواد والمعدات النووية”. وقد ردّ المدير العام بالتأكيد على ضرورة إبلاغ الوكالة مسبقًا بأي تحركات تخص المواد النووية، مشيرًا إلى استعداده للتعاون الفني في هذا الشأن.
وأكد أن التثبت من الحقائق على الأرض يمثل أساسًا لأي تسوية، داعيًا إلى العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات، والسماح للوكالة بحصر المواد النووية الحساسة، وعلى رأسها 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
كما ذكّر غروسي بقرارات سابقة للمؤتمر العام للوكالة تحظر أي هجمات مسلحة على المنشآت النووية، نظرًا لما قد تسببه من عواقب إشعاعية كارثية داخل حدود الدولة المستهدفة وخارجها.
وفي ختام كلمته، قال جروسي نحن بحاجة إلى شجاعة سياسية للتخلي عن حافة الهاوية. قد نختلف على أسباب الأزمة، لكننا نتفق على أمرين: لا نريد كارثة نووية، ولا نريد المزيد من الدول المسلحة نوويًا. الوكالة الذرية هي منصتنا المشتركة للحفاظ على هذا الهدف.