فن إدارة الأزمات.. مصر نحو بر الأمان

23-6-2025 | 14:58

في الوقت الذي تمر فيه منطقة الشرق الأوسط، بل العالم أجمع، بأخطر مراحلها وسط اشتعال الصراع العسكري بين عدد من الدول والحرب الإيرانية الإسرائيلية، تقدم الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي نموذجًا متزنًا في إدارة الأزمات والسيطرة على الموقف. يرتكز هذا النموذج على رؤية ثابتة وخطوات واثقة نحو العمل على احتواء الموقف ورفض العدوان، والحفاظ على مقدرات الوطن والمواطن في المقام الأول.

ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولات جذرية وغير مسبوقة على الصعيدين السياسي والأمني، وتصاعد النزاعات العسكرية وتنامي التدخلات الإقليمية والدولية، تتولى القيادة السياسية المصرية الواعية التعامل مع كل المعطيات بجدية وتواجه التحديات الجسيمة. ويتم ذلك مع الحفاظ على التكاتف الوطني والاصطفاف الشعبي الذي هو درع الحماية الأول في مواجهة ما يحدث، بالتوازي مع استقرار الأوضاع الداخلية واستمرار خطط التنمية والبناء في التنفيذ، والتقليل من تأثير التوترات بالمنطقة على المواطن المصري.

إن انضمام مصر إلى البيان المشترك الصادر عن 20 دولة لرفض وإدانة الهجمات الإسرائيلية هو جزء هام من فن إدارة الأزمة، حيث يؤكد على موقف مصر المتناسق مع الجهود الدولية لرفض استهداف المدنيين وانتهاك القانون الدولي الإنساني.

القيادة المصرية الواعية حذرت وتحذر من مغبة الأحداث وتصعيد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط. فالرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أوائل قادة العالم الذين حذروا مبكرًا من تصاعد وتيرة النزاعات المسلحة وتأثيرها المباشر على استقرار المنطقة والدولة المصرية، حيث شدد الرئيس مرارًا وتكرارًا على أن غياب التسويات السياسية على مختلف الأصعدة، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه، يُتيح المجال لتدخلات خارجية تطيل أمد الصراعات وتقوض مفهوم السيادة.

تلتزم مصر وقيادتها الحكيمة بموقف ثابت ومتزن يقوم على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، مع التأكيد أن الهجمات العشوائية عبر الحدود وتصاعد تهديدات الطائرات المسيرة يعكس الحاجة إلى تنسيق عسكري وأمني عربي مشترك لمواجهة المخاطر المتنامية في إطار العمل على حماية أرواح المواطنين ورؤية القيادة في حماية الأمن القومي.

إن أحداث الصراع في منطقة الشرق الأوسط ليست ببعيدة عن الدولة المصرية، فنحن أمام لحظة لا تحتمل التردد أو التشتت، كما تتطلب تبني القوى الوطنية والإعلام خطابًا يواكب حجم التحديات ويعزز وعي المواطن بمتطلبات الأمن القومي المصري في ظل واقع إقليمي شديد التعقيد.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا وحماها من كل سوء وشر، وجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا، وسدد خطى قيادته بالحكمة والإخلاص في مواجهة التحديات. يجسد الشعب المصري نموذجًا فريدًا في الالتفاف حول قيادته السياسية، إيمانًا منه بأن وحدة الصف وقوة الدولة هما السلاح الحقيقي في مواجهة التحديات، ليثبت المصريون في كل محطة مصيرية أنهم يقفون خلف القيادة الوطنية دعمًا للمسار الإصلاحي ووعيًا بحجم التحديات الداخلية والإقليمية. يعكس هذا ثقة راسخة في قدرة الدولة على تحقيق التنمية ومواجهة الأزمات بفن، من خلال صون الأمن القومي والمضي قدمًا نحو بناء الجمهورية الجديدة التي تحمل آمال المستقبل للأجيال القادمة، مع تجنيب البلاد المخاطر بكافة أنواعها وأشكالها، والسيطرة على الموقف الإقليمي من خلال مخطط لإدارة الأزمات بكل حنكة للعبور بالبلاد والمنطقة إلى بر الأمان والسلام العادل الشامل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: