دردشات الذكاء الاصطناعي تلغي الاتصال بالواقع وتحل محل العائلة والأصدقاء

23-6-2025 | 14:28
دردشات الذكاء الاصطناعي تلغي الاتصال بالواقع وتحل محل العائلة والأصدقاءالذكاء الاصطناعي، الذي يخترق حياتنا اليومية
أحمد فاوي

تزداد تقنيات الرفاق الافتراضيين تطورًا، إذ يحاكون التفاعل البشري بدقة مذهلة. فهم متاحون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لا يُصدرون أحكامًا، ومستعدون دائمًا للإنصات وتقديم الدعم. هذه الموثوقية والقدرة على التنبؤ تُشكلان اعتمادية خطيرة، بخاصة لمن يعانون من الوحدة أو صعوبة في التفاعل الاجتماعي. ونتيجةً لذلك، تُهمّش العلاقات الحقيقية التي تتطلب جهدًا وتنازلات وتفاعلًا عاطفيًا. حسب ما نشر موقع أف بي الروسي.

موضوعات مقترحة


الذكاء الاصطناعي يخترق الحياة اليومية

 لم يقتصر التقدم التكنولوجي على توفير التسهيلات الحياتية  فحسب، بل طرح أيضًا تحديات جديدة، لا سيما في مجال العلاقات الشخصية. فالذكاء الاصطناعي، الذي يخترق حياتنا اليومية، يزداد تطورًا، موفرًا التواصل والتعاطف، بل وحتى الدعم الظاهري. إلا أن وراء هذا الجذب الخارجي خطرًا يكمن في استبدال التفاعل البشري الحقيقي بالتفاعل الافتراضي. هناك استبدالٌ للمفاهيم، فالذكاء الاصطناعي، المُصمَّم لتسهيل الحياة، بدأ يحل محلّ البشر. وهذا يُؤدِّي إلى تدهور مهارات التواصل بين الأشخاص، وعدم القدرة على بناء علاقات سليمة، وبالتالي إلى تعميق العزلة الاجتماعية. الشخص الذي اعتاد على تواصل مثاليّ وخالٍ من المشاكل مع روبوتات الدردشة، يواجه واقعًا قاسيًا للعلاقات الإنسانية، مليئًا بالعيوب والصراعات.

خطورة تفضيل التواصل الافتراضي على الواقعي

روبوتات الدردشة، التي صُممت في الأصل لحل المشكلات البسيطة، أصبحت الآن قادرة على إجراء حوارات معقدة، ومحاكاة المشاعر، وحتى تقديم النصائح. بالنسبة للبعض، وخاصة من يعانون من الوحدة أو صعوبة التواصل، تُصبح هذه الروبوتات بمثابة "أصدقاء مراسلة". قد يؤدي هذا إلى تفضيل التواصل الافتراضي على الواقعي، مما يُفقد الشخص مهارات بناء علاقات شخصية سليمة.


الأطفال والمراهقون

الأطفال والمراهقون، الذين لم تكتمل بعد نفسيتهم، معرضون بشكل خاص لهذا التهديد. سهولة حصولهم على التفهم والدعم في الفضاء الافتراضي قد تؤدي إلى اغترابهم عن العائلة والأصدقاء، وتكوين توقعات غير واقعية للعلاقات الحقيقية.

في نهاية المطاف، قد يؤدي هذا إلى مشاكل نفسية خطيرة وصعوبات في التكيف مع الحياة كبالغين. لا ينبغي الاستهانة بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تقدير الذات.

 فمقارنة نفسك باستمرار بصور مُعدّلة ومثالية تُنشر على الإنترنت قد تُسبب شعورًا بالنقص وعدم الرضا عن مظهرك وحياتك. وينطبق هذا بشكل خاص على المراهقين، الذين لا يزال تقديرهم لذاتهم في طور التكوين، ويتأثر بشدة بالتقييمات الخارجية. من المهم أن نفهم أن إدمان الإنترنت ليس مجرد هواية، بل مشكلة خطيرة تتطلب اهتمامًا، وربما مساعدةً متخصصة.

 تتراوح أعراضه بين الرغبة الدائمة في متابعة تحديثات مواقع التواصل الاجتماعي، والانفعال والقلق عند انقطاع الإنترنت. تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وتطور اضطرابات نفسية أكثر خطورة.


قد تكون عواقب هذا الاستبدال وخيمة.  مها فقدان التعاطف، وعدم القدرة على تمييز الإشارات غير اللفظية والاستجابة لها بشكل كافٍ، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في صنع القرار - هذه بعض المخاطر المحتملة.

من المهم أن نتذكر أن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، وليس بديلاً عن التواصل البشري الحقيقي، الذي هو أساس المجتمع السليم. يجب أن نبقى يقظين، وألا نسمح للتكنولوجيا بتدمير الروابط التي تجعلنا بشرًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: