على مدار تاريخها السياسي الطويل، لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تولي امرأة منصب الرئاسة من قبل، إذ سبق أن خسرت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أمام الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في أول محاولة نسائية بانتخابات 2016، على الرغم من أنها كانت الأقرب للفوز في السباق الانتخابي الأخير.
خسرت كامالا هاريس أمام الرئيس الحالي دونالد ترامب خسارة فادحة وبفارق كبير جدًا.. ولذلك يبدو جليًا أن وصول المرأة إلى أعلى منصب في البلاد كان ولا يزال مليئًا بالصعاب والعقبات.
وعلى مدار 59 ولاية رئاسية تعاقب خلالها 46 رئيسًا على حكم الولايات المتحدة الأمريكية، ليس من بينهن نون النسوة، ولا سيدة واحدة وصلت إلى المكتب البيضاوي.
وفي هذه الحالة، عندما تكون سيدة هي رئيس الولايات المتحدة، سيحمل زوجها لقب الرجل الأول.. على العموم، هذا شأن يطول الحديث عنه لاحقًا.. ولكن ماذا يحدث عندما يُحاكم زوج رئيسة أمريكا بتهمة القتل؟ هذه هي المعضلة التي تُشكل جوهر أحدث تعاون للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وكاتب روايات الإثارة جيمس باترسون "الرجل الأول" التي تواجدت في قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا.
إنها رواية لا يُمكن لأحد سوى هذين الكاتبين كتابتها بعد النجاح الهائل الذي حققته روايتهما السابقتان "الرئيس مفقود" بيع منها ثلاثة ملايين نسخة و"ابنة الرئيس" بيع منها ثلاثة ملايين نسخة. عام 2013، باترسون يعتبر من أبرز رواد عالم الإثارة بمبيعات تجاوزت 230 مليون نسخة حول العالم.
ولكن كما يقول بيل كلينتون وهو من أشد المعجبين بهذا النوع الأدبي عن الرواية: "كانت مجرد مغامرة في شيخوختي عندما تعاونا لأول مرة".
تركز روايتهما الجديدة الآسرة على رئيسة الولايات المتحدة مادلين رايت وزوجها كول رايت، نجم كرة القدم الأمريكية المحترف السابق، حيث يحمل رايت ندوب مسيرته المهنية، ويبحث عن هدف في البيت الأبيض، بينما يُناضل لتبرئة ساحته في محاكمة بتهمة قتل مشجعة قبل أكثر من 20 عامًا.
إنها دراما كلاسيكية تجمع بين إجراءات الشرطة وقاعات المحاكم؛ حيث يعمل الصحفيون والمحققون والنشطاء السياسيون جميعًا على كشف الحقيقة وراء قاتل المشجعة وتبرئة الرجل الأول أو القضاء عليه وعلى أجندة زوجته السياسية.
وبالطبع كان من الممكن أن يتولى الرئيس كلينتون دور الرجل الأول في عام 2017 لو فازت زوجته، هيلاري كلينتون، في انتخابات 2016 ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب..
من الواضح أن رئاسة بيل كلينتون لا تزال معه. كما قال إنه مر بأوقات في البيت الأبيض ليس فقط عندما كان الجمهوريون يحاولون عزلني، بل أيضًا عندما كنا نمرّ بظروف صعبة ومثيرة للجدل شعرتُ فيها - في أذهان من يغطون أخباري - أنني أقرب إلى حبكة درامية من قصة حقيقية.
حاولنا تجسيد كل ذلك. بدلًا من تركيز السرد على الزوجين طوال الوقت، تركز الرواية على عالم الصحفيين؛ حيث تُجري الصحفية الاستقصائية والمحامية المستقلة بريا كوك وشريكها غاريت ويلسون تحقيقاتٍ في اختفاء سوزان بونانو، وهي مشجعةٌ كان يواعدها السيد الأول عندما كان يلعب مع فريق نيو إنجلاند باتريوتس لكرة القدم الأمريكية قبل 17 عامًا.. وللحديث بقية.