بعد هجوم أمريكا على إيران.. سيناريوهات الحرب

22-6-2025 | 15:53

بدخول الولايات المتحدة على خط المواجهة مع إيران وتوجيهها ضربات مفاجئة فجر اليوم على 3 مفاعلات نووية، باتت الحرب المتصاعدة في المنطقة بين إيران وإسرائيل منذ 10 أيام أمام سيناريوهات مفتوحة إذا ما تم تنفيذ التهديدات المعلنة من الأطراف المتحاربة، وهو ما يثير تساؤلات كثيرة حول سبل وضع نهاية لهذه الحرب التي تهدد أمن المنطقة، بل والعالم إذا ما اتسعت تداعياتها وانزلقت إليها أطراف أخرى وفق تقديرات المراقبين.

بداية لا بد من التأكيد على عدة حقائق في مقدمتها أن دخول أمريكا اليوم لم يكن سوى ترجمة عملية لمشاركتها الفعلية في هذه الحرب منذ يومها الأول بل وانخراطها في الإعداد لها مع إسرائيل في التخطيط والتنفيذ وجمع المعلومات الاستخباراتية، والحقيقة الثانية أنه لولا دخول أمريكا ومنحها ضمانات لإسرائيل لم تكن تل أبيب لتستطيع القيام بضرب إيران بمفردها في ظل ما أبدته طهران من قوة ردع صاروخية خلفت دمارًا كبيرًا في مدن إسرائيل في سابقة لم تحدث منذ وجود هذا الكيان على الأرض المحتلة.

وفق ما أعلنه الرئيس الأمريكي ترامب اليوم أن أمريكا ستكتفي بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، واعتقد أن إسرائيل أيضًا وجدت في هذه الضربات صورة نصر تفتح لها باب الخروج من الحرب وتفادي كوارث الصورايخ الإيرانية التي لم تتوقع أن تكون بهذا التأثير المؤلم، كما أن المجتمع الإسرائيلي بدأ يتململ، ولم يعد يطيق حياة الملاجئ والإغلاق التام للحياة الاقتصادية والمعيشية، يبقى الجانب الإيراني الذي هو أمام خيارين إما الرد على هجمات أمريكا باستهداف أصولها في المنطقة، وهنا يمكن لأمريكا أن ترد أيضًا بضربات لمنشآت اقتصادية أو للبنية التحتية أو تكتفي إيران بضربات قوية أخرى ضد إسرائيل ويتم وقف الحرب بعد أن تحقق الردع. 

وفي تقديري أن الأطراف الثلاث باتت لديها قناعة بوقف الحرب؛ لأن الجميع خاسر، بل ربما إيران بحسابات شروط ترامب التي أعلنها قبل أيام باستسلام إيران وتفكيك البرنامج النووي كشرط لعدم مهاجمتها أصبح اليوم يجعلها في حل من هذه الشروط بعد أن وقع الهجوم، وعلى الأقل أنها حافظت على شكلها ورفضت شروط أمريكا.

وهنا يمكنها تصدير صورة انتصار بأنها لم تستسلم وربما تذهب إلى القول بأن برنامجها النووي لم يتضرر بالقدر الذي يوقفه عن الاستمرار، كما أن برنامجها الصاروخي لا يزال كما هو دون المساس به.

أما السيناريو الأسوأ، فهو أن تتمادى الأطراف الثلاثة في الصراع تحت ذرائع الرد والرد المضاد، وربما تتصاعد الردود وتتجاوز الخطوط الحمراء، سواء من أمريكا التي هددت باستخدام ما يسمى بالسلاح النووي التكتيكي ضد طهران، أو تقرر إيران تنفيذ تهديدها بضرب مفاعل ديمونة النووي في إسرائيل، أو تقوم بإغلاق مضيق هورمز وفي جميع الأحوال هناك خطر توسيع نطاق الحرب في الإقليم وربما حرب عالمية.

ولا شك أنه في ظل هذا التصعيد الخطير، فإن الأمن القومي العربي سيدفع فاتورة باهظة جراء تداعيات هذا التصعيد ونتائجه المتوقعة، وهنا لا بد من تحرك عربي إسلامي مشترك يردع أمريكا قبل إسرائيل التي تسعى بجنون إلى إشعال حرب بلا سبب ودون منطق، فكيف لكيان محتل يمتلك سلاح نووى ويرفض التوقيع على معاهدة منع الانتشار النووي يهاجم دولة ذات سيادة تبعد عن حدوده نحو 2000 كيلو متر بزعم أنها تنوي تصنيع سلاح نووي، وهذه الدولة موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي، ولديها عقيدة تمنع تصنيع هذا السلاح، بل إن الهيئة الدولية للطاقة النووية أكدت في أحدث تقاريرها عدم وجود مؤشرات على سعي إيران لتصنيع سلاح نووي..

ويضاف إلى ذلك أيضًا تقرير هيئة الاستخبارات الأمريكية الذي صدر في مايو الماضي، وأكد عدم سعى إيران لامتلاك السلاح النووي، وأن برنامجها سلمي.
 
إذن النوايا أبعد من حجة النووي والمخططات أخطر من الأسباب التي تسوقها أمريكا وإسرائيل، ومن يراجع تصريحات نتيناهو قبل 10 سنوات كان يقول إن إيران على بعد أشهر قليلة من تصنيع القنبلة النووية وهو نفس ما يروج له هذه الأيام..
 
ولعل هذه الافتراءات والأكاذيب دفعت الشعب الإيراني ومؤسساته المنتخبة بممارسة ضغوط كبيرة على الحكومة لامتلاك القنبلة النووية، وهو ما كشف عنه أحدث استطلاع للراي أجرته الإذاعة الإيرانية، وظهرت نتائجه أمس لتؤكد أن 89% من الإيرانيين يؤيدون امتلاك أيران لسلاح نووي.

.. إنها سيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات تضع المنطقة كلها على فوهة بركان.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة