درجات الجنة في الإسلام.. مراتب متفاوتة ومقامات سامية

21-6-2025 | 23:19
درجات الجنة في الإسلام مراتب متفاوتة ومقامات سامية يسري جبر
عبدالصمد ماهر

في عرض مؤثر ضمن برنامج "اعرف نبيك"، قدّم الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، شرحًا معمّقًا حول طبيعة الجنة في الإسلام، مؤكدًا أنها ليست موطنًا موحدًا، بل تنقسم إلى درجات متعددة، تتفاوت فيها المراتب والمقامات بحسب العمل والتقوى.

موضوعات مقترحة

تفاضل المنازل

أوضح الدكتور جبر أن مراتب الجنة متعددة كما ورد في القرآن الكريم، مستشهدًا بسورة الرحمن التي فرّقت بين جنتين عظيمتين للمقربين: «ولمن خاف مقام ربه جنتان»، وأخريين أدنى مرتبة لمن دونهم: «ومن دونهما جنتان». الجنتان الأوليان خصصتا لأصحاب الهمة العالية الذين خافوا الله وسابقوا بالخيرات، بينما الجنتان الأدنى منزلة خصصتا لأهل الطاعات الذين خلطوا بين الخير والشر، ورجحت حسناتهم كفة الميزان.

مقام الشهداء

لفت إلى أن هناك منزلة أعلى من كل تلك الدرجات، وهي دار الشهداء، حيث يسكن الرفيق الأعلى، وهو المقام الخاص بالذين بلغوا غاية البلاء والصبر والثبات في سبيل الله، مستندًا إلى الآية الكريمة: «فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا».

رؤيا النبي ﷺ

في سياق متصل، تحدث جبر عن الرحلة الروحية التي شهدها النبي محمد ﷺ في إحدى الرؤى، حيث رافقه الملكان جبريل وميكائيل، دون أن يعرّفا بنفسيهما في بداية الرحلة. وعلّل جبر هذا التكتّم بأنه مقصود من باب التربية الروحية، حتى لا يُشغل النبي ﷺ بالأسئلة والتفاصيل، مما قد يشتت تركيزه عن جوهر المشاهدات ومعانيها العميقة.

أثر الكلمة الطيبة

تابع الدكتور جبر الحديث عن مآلات المؤمنين في الجنة، مؤكدًا أن الكلمة الطيبة، وعلى رأسها «لا إله إلا الله»، تظل أعظم مفاتيح الجنة، فهي التي تقود المؤمنين إلى الخلود في النعيم، مشيرًا إلى مشاهد الرؤيا التي أظهرت عظمة هذه الكلمة وما تفضي إليه من كرامة ومقام.

منهج تربوي

أبرز في ختام حديثه أن تأخير تعريف الملائكة بأنفسهم حتى نهاية الرؤيا، هو جزء من منهج رباني رفيع في التربية والتزكية، قائم على تحقيق أقصى درجات الخشوع والتدبر، مشيرًا إلى أن مقام النبي عند الملائكة عظيم، ولكن في هذه الرحلة كان الهدف هو التلقي لا المجادلة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: