إعلامنا المصري.. مصداقية وحيادية

21-6-2025 | 15:34

ما بين المصداقية والحيادية، لا مسافات أو مساحات يمكن أن تخلخل الثوابت أو الحقائق، وما يحدث في الإعلام على كل المستويات – عالميًا وعربيًا – أمر يفوق تصورات العقل البشري، حتى إن الذكاء الاصطناعي لم يقف مكتوف الأيدي، بل راح يصنع لنا حربًا أخرى، وبطولات أخرى، ومنتصرين ومهزومين في الحرب الإيرانية الإسرائيلية على طريقته هو.

فكل القنوات العربية والعالمية تنتج إعلامًا يليق بأفكارها وأيديولوجياتها وسياساتها، والضحية هنا هو المشاهد الذي يجد نفسه في حيرة مما يدور: من يصدق؟ هل ستخسر إيران الحرب، أم ستنتصر؟ من الأقوى؟ هل القناة الفلانية أصدق من القناة الأخرى؟

بالطبع، تلك السطور قد تضعنا أمام الدور المهم الذي يقوم به الإعلام المصري – مكتوبًا، ومسموعًا، ومرئيًا – إذ إن هناك رؤية تتسم بالصدق الشديد في كل وسائل إعلامنا حول ما يدور في تلك الحرب. 

وهي شهادة من بعض المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ بأن مصداقية الإعلام المصري في تناوله لأحداث تلك الحرب عبر وسائله المتنوعة تؤكد ريادة الإعلام المصري.

وإن كانت تنقصنا بعض الإمكانات في النقل الحي أو المراسلين من مواقع الأحداث، فإن ما يُحسب للإعلام المصري هو أنه لا توجد وسيلة تكتب ضد رؤية أخرى، أو صحيفة ترصد من وجهة نظر مغايرة عن تلك التي يبحث عنها المتابع المصري. 

وعن قصد، تصفحتُ مانشيتات معظم الصحف المصرية والمواقع الإلكترونية وما يُكتب عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ومع متابعتي لقنوات عربية تركز على تلك الحرب، بدا وكأن هناك صراعًا بين إعلامين مختلفين في التوجه والرؤية، حتى أن المعلومات في قناة ما تناقض تمامًا ما يُقال في قناة أخرى، مما أفقد بعض القنوات مصداقيتها، وأعاد المشاهد للبحث عن المعلومات عبر القنوات المصرية.

وليس هذا انحيازًا ولا تعصبًا للإعلام المصري، بل تأكيد أننا بحاجة إلى تطوير قنواتنا لتكون أكثر تأثيرًا في الشارع، فلا يصح أن يظل التركيز فقط على فكرة "التوك شو"، لأن القنوات العالمية والعربية بدأت تستبدل هذه الفكرة بأفكار حديثة. فبرامج "التوك شو" لم تعد صالحة لتغطية أحداث كبيرة مثل الحروب، لأن الأحداث العالمية السريعة تحتاج إلى برامج لا تعتمد على المذيع الواحد، بل إلى برامج تتنوع فيها طرق طرح ونقل المعلومة.

وأطرح هنا عبر هذه السطور: حان الوقت لتغيير نظرية "المذيع الجوكر" الذي يقدم  من خلال برنامجه الممتد لثلاث ساعات تقريبًا – كل شيء. من المستحيل، في ظل إعلام سريع، أن يجلس المشاهد ليستمع لمذيع واحد يقدم الأخبار والتحليلات والآراء، حتى وإن كان ذلك من خلال ضيوف.

نحن بحاجة إلى تغيير طرق تغطية الأحداث العربية والعالمية. فالإعلام يتغير في العالم، ومصر لها ريادتها في هذا المجال. وتقدم بعض القنوات المصرية تغطيات خبرية معقولة، لكننا ما زلنا ننتظر تحقيق الحلم بأن تكون كل القنوات المصرية مزوّدة ببرامج خبرية معلوماتية، مثل تلك التي تُقدم في بعض القنوات العربية، وخاصة أننا نمتلك كفاءات عالية جدًا، وأسهم الإعلامي المصري في تأسيس أغلب تلك القنوات العربية الحالية.

.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: