بينما يحتفل العالم سنويًا بـ”يوم الأب” في تواريخ مختلفة بحسب البلدان، تتوحّد المشاعر في تقدير ذلك العمود الصامت في الأسرة، الذي يعمل بلا كلل، ويفضل الصمت على الشكوى، ويجعل من جهده اليومي قصة غير مرئية من العطاء.
موضوعات مقترحة
في الوطن العربي، وعلى الرغم من أن الاحتفاء بـ”يوم الأم” يحظى بتغطية إعلامية واسعة واحتفالات مدرسية واجتماعية لافتة، فإن “يوم الأب”، الذي يوافق في العديد من الدول 21 يونيو، غالبًا ما يمر بصمت، أو باهتمام أقل. ولكن، هل آن الأوان لتغيير هذه المعادلة؟
"الأب العربي"بين الواجب والصورة النمطية
في استطلاع للرأي لـ" بوابة الأهرام" مع عدد من الآباء والأبناء، تكررت عبارات مثل "الظهر"، "السند"، "القدوة"، وأيضًا "الغائب الحاضر". يقول محمود عبد الله، موظف حكومي وأب لثلاثة أبناء: "لم أحتفل بيوم الأب في حياتي، لكن يكفيني أن أرى أولادي بخير. نحن جيل لا ينتظر التكريم، بل الواجب.”
في المقابل، ترى سارة "16 عامًا"، أن أباها لا يقل أهمية عن والدتها: “هو من يوقظني كل صباح للمدرسة، يراجع دروسي، ويتأخر في عمله ليؤمّن مستقبلي. أريد أن أحتفل به، كما نحتفل بأمي."
أرقام ودراسات: أين الأب في الوعي المجتمعي؟
تشير دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية في القاهرة إلى أن 74% من الشباب في الفئة العمرية بين 15 و25 سنة يرون أن دور الأب في التربية لا يحظى بالتقدير الكافي. كما أظهرت الدراسة أن 63% من المشاركين لا يعرفون تاريخ “يوم الأب”، مقابل 92% يعرفون تاريخ “يوم الأم”.
هل نحتاج حملة مجتمعية لإعادة الاعتبار للأب؟
تؤكد الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع، أن الدراما لعبت دورًا كبيرًا في ترسيخ صورة الأم المضحية، لكنها لم تمنح الأب نفس المساحة. قائلة: "نحن بحاجة لتغيير سردية الأب بوصفه فقط الممول، إلى الأب المربي، الداعم، والإنساني."
وأوضحت: ليس الهدف من “يوم الأب” مجرد هدية أو بطاقة معايدة، بل لحظة اعتراف مجتمعي ووجداني بدور إنساني قلما يُحتفى به، مضيفة فالأب، كما وصفه الشاعر محمود درويش، هو “السور الذي لا ينهار” حين تتكئ عليه العائلة.