فى أجواء ساحرة على ضفاف النيل احتفلت سفارة سويسرا بالقاهرة بمرور 90 عاما على معاهدة الصداقة المصرية-السويسرية وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
موضوعات مقترحة
أقيم الاحتفال بقصر الأمير نجيب عبدالله حسن بجزيرة الذهب مما أضفى جوا أسطوريا على الحفل وكأن عجلة الزمن قد عادت قرونا إلى العصر المملوكي.
والقصر الذى بنى فى نهاية التسعينات يجمع تصميمه بين الطراز الإسلامي وما كان سائدا في العمارة المملوكية خلال القرن السادس عشر. واستغرق بناء القصر أكثر من ١٥ عاما. والأمير نجيب هو أخر سلالة أسرة مملوكية شهيرة.
وخلال الحفل القى السفير السويسري دكتور أندرياس باوم كلمة قال فيها إن العلاقات بين البلدين تعود إلى أبعد من هذا التاريخ الرسمى، وأن احتفال اليوم هو ختام لعام كامل من الاحتفالات المتنوعة التى تضمنت الكثير من المناسبات الفنية والتاريخية والثقافية وحتى فنون صنع الشيكولاتة.وكل لحظة من الاحتفالات ذكرتنا أن الدبلوماسية تدور حول الاشخاص وليس السياسة فقط. وأكد أن مصر من أقرب الشركاء لسويسرا وتتشاركان نفس المبادىء الإنسانية.
قصر الأمير نجيب عبدالله حسن بجزيرة الذهب
ثم ألقى السفير هيثم صلاح مساعد وزير الخارجية للمراسم كلمته نيابة عن وزير الخارجية بدر عبد العاطي أكد فيها على عمق العلاقات والتعاون بين البلدين.
ومما لا شك فيه أن ما يربط البلدين يتجاوز حدود السياسة والبروتوكول ليشكل نموذجًا لعلاقة صداقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء.
وكانت معاهدة الصداقة قد وقعت بين البلدين منذ عام 1934، ثم إقامة علاقات دبلوماسية عام ١٩٣٥. ومنذ هذا التاريخ نسجت القاهرة وبرن خيوط شراكة متنامية في مجالات الاقتصاد والثقافة والتنمية، انعكست في حضور سويسري فاعل في مشروعات التنمية داخل مصر، وفي استثمارات نوعية تركت أثرها في قطاعات حيوية.
قصر الأمير نجيب عبدالله حسن بجزيرة الذهب
وفي مناسبة مرور تسعة عقود على هذا المسار الدبلوماسي المتميز، تتجدد الفرصة لتسليط الضوء على أوجه التعاون، واستحضار محطات بارزة في مسيرة العلاقات الثنائية، واستشراف آفاق المستقبل بين بلدين يجمعهما إيمان مشترك بقيم الحياد، والانفتاح، والعمل من أجل التنمية المستدامة.
وقد لعبت سويسرا دورًا نشطًا في دعم جهود التنمية في مصر، من خلال برامج التعاون الإنمائي، والمشروعات المتعلقة بالتعليم، والمياه، والحكم الرشيد، فضلًا عن دعمها المستمر للمجتمع المدني.
أما في المجال الاقتصادي، فتعد سويسرا من الشركاء التجاريين المهمين لمصر في أوروبا، حيث تنشط الاستثمارات السويسرية في قطاعات حيوية مثل الصناعة، الأدوية، الأغذية، والخدمات المالية. كما يشكل التبادل التجاري بين البلدين نقطة تواصل قوية تزداد زخمًا عامًا بعد عام.
كلمة السفير السويسري دكتور أندرياس باوم خلال الأحتفالية
وعلى الصعيد الثقافي، تسهم العلاقات الثنائية في تعزيز التفاهم والحوار الحضاري، من خلال المعارض، والمهرجانات الفنية، والتعاون الجامعي والعلمي. كما أن المجتمع السويسري يحظى باحترام واسع داخل مصر، لما يمثله من قيم الحياد، الدبلوماسية، والدقة.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لتجديد التأكيد على قوة العلاقة الثنائية، ولبحث آفاق التعاون المستقبلي في ظل التحديات الإقليمية والدولية، بما يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.