الذكاء الاصطناعي في حياة أطفالنا.. كيف نحمي عقولهم ونرشد عواطفهم؟

19-6-2025 | 18:25
الذكاء الاصطناعي في حياة أطفالنا كيف نحمي عقولهم ونرشد عواطفهم؟الذكاء الاصطناعي في حياة أطفالنا
نوران نصر

في زمن باتت فيه التقنية أقرب إلى قلوب أطفالنا من ألعابهم، أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا يوميًا لهم في التساؤل، والتسلية، وحتى الفضفضة. كيف نعيد التوازن بين هذا العالم الرقمي والحوار الإنساني؟ تقرير يشرح التحديات ويضع حلولًا عملية لحماية طفولتهم.

الطفل والآلة.. علاقة تتشكل

لم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على الكبار، بل بات صديقًا رقميًا للأطفال، يستمع إليهم ويرد على تساؤلاتهم بلا ملل أو سخرية. من تطبيقات الدردشة إلى روبوتات المساعدة، تتسع علاقة الجيل الصغير مع التكنولوجيا، وهو ما يدفع الخبراء لدق ناقوس الخطر بشأن التأثيرات النفسية والاجتماعية المحتملة.

دوافع رقمية خفية

تتعدد الأسباب التي تدفع الأطفال للجوء إلى الذكاء الاصطناعي بدلًا من التواصل مع الأهل أو الأصدقاء. من أبرزها:

حب الاستكشاف

الطفل بطبيعته فضولي، يسعى لاكتشاف الإجابات فورًا. وفي ظل تجاهل أو انشغال الكبار، يجد ضالته في أدوات الذكاء الاصطناعي التي لا تملّ، وتُجيب على كل شيء. ما يعزز ارتباطه بها كوسيلة تعلم وتفاعل.

نقص الحوار العائلي

انشغال الأهل بالعمل أو مواقع التواصل خلق مساحات صمت داخل البيوت. حين يفتقد الطفل لعين تنظر إليه وأذن تسمعه، يلجأ لصوت آخر حتى وإن كان آليًا.

سهولة الوصول

لا تحتاج معظم أدوات الذكاء الاصطناعي إلى تسجيل أو رقابة، ما يجعلها بيئة مفتوحة يتفاعل معها الطفل بسرية وحرية، دون أن يدرك حدودها أو مخاطرها.

احتياج عاطفي غير معلن

أحيانًا، يتحدث الطفل إلى الروبوت ليُفرغ مشاعر لا يستطيع التعبير عنها أمام من حوله. فيشعر بأن الذكاء الاصطناعي مساحة خالية من الأحكام، تُتيح له الشعور بالفهم والقبول.

ما الذي يجب فعله؟

الوقاية لا تكون بالمنع، بل بالفهم والمرافقة. إليك أبرز التوصيات:

تنمية ثقافة السؤال

شجّع طفلك على طرح تساؤلاته داخل الأسرة أو في المدرسة، حتى لا يبحث عن إجابات في الخارج. كن شريكًا له في عملية الاستكشاف، ورافقه في رحلة المعرفة بدلًا من تركه وحده مع الذكاء الاصطناعي.

خلق وقت للحوار

خصص يوميًا وقتًا للحديث مع طفلك. حتى دقائق بسيطة من الإنصات النشط قد تصنع فارقًا كبيرًا في شعوره بالأمان والانتماء.

رقابة ذكية

استخدم أدوات الرقابة الأبوية وتابع التطبيقات التي يتفاعل معها الطفل. لكن لا تكتفِ بالرقابة التقنية، بل ادعُه ليشرح لك ما يفعله ولماذا.

توضيح الحدود

علّم طفلك أن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، وليس كائنًا حيًا أو صديقًا. اشرح له الفرق بين التفاعل الإنساني والتفاعل مع الخوارزميات.

رصد التغيرات السلوكية

إذا لاحظت عزلة مفاجئة أو أحاديث غير معتادة من طفلك، فابحث خلفها. قد تكون علامة على احتياج نفسي أو عاطفي لا يعرف كيف يعبّر عنه.

كلمات البحث