كارثة متكررة تدفع ثمنها الكرة المصرية

19-6-2025 | 13:11
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

مرة أخرى يغيب المنتخب المصري عن مباريات الأجندة الدولية في خطوة لا يمكن وصفها إلا بالكارثية في نتائجها، سواء على المدى القريب أو البعيد.. فقد أثبتت التجارب السابقة أن تجاهل فترات التوقف الدولي التي تستغلها معظم المنتخبات في إقامة مباريات ودية وتجريبية يؤثر سلبًا على تصنيف الفيفا وعلى خطة الإعداد.

منتخب مصر الذي من المفروض أن أمامه بطولة مهمة هى كأس الأمم الأفريقية بالمغرب في ديسمبر المقبل، وقبلها ثلاث مواجهات مهمة فى تصفيات كأس العالم بداية من شهر سبتمبر المقبل.. لم يكن من الطبيعى أو المنطقي أن يبقى بدون تجمع أو وديات لمدة ستة أشهر كاملة منذ مارس الماضى أمام سيراليون.. تفريط حسام حسن المدير الفنى فى إقامة مباريات تجريبية للمنتخب فى التوقف الدولي واستسلامه لقرار اتحاد الكرة بإلغاء معسكر الإعداد يُعد جريمة فى حق المنتخب وفى حق حسام كمدرب من المفروض أنه يملك خطة إعداد ورؤية لفترة زمنية تشهد معسكرات ومباريات تجريبية تمنحه رؤية لبعض العناصر الجديدة التى يحتاج إليها المنتخب في المباريات الدولية والبطولات.

الكرة المصرية عانت من الغياب الدولى في فترة سابقة تحت قيادة المدير الفني حسام البدري وبسببها تراجع تصنيف المنتخب الوطني إلى المستوى الثاني في تصفيات كأس العالم.. وهو ما كلفنا طريقًا أصعب ونهاية مأساوية بخروج مهين أمام السنغال في المباراة الفاصلة.. لكن يبدو أننا لم نتعلم من هذا الدرس ولم نتدارك أخطاء الماضى.. بل أصررنا على تكرارها.

في الأجندة الدولية الأخيرة استفادت منتخبات أفريقية عديدة من فترة التوقف على رأسها السنغال التى حققت فوزًا تاريخيًا بثلاثية على منتخب إنجلترا بملعب نوتنجهام.. ومنتخب نيجيريا الذى تعادل مع روسيا بموسكو وكوت ديفوار لعبت مع نيوزيلندا.. جميعها خاضت مواجهات ودية وتجريبية ساهمت في رفع تصنيفها العالمي ووفّرت احتكاكًا قويًا للاعبيها.. في المقابل تراجع تصنيف المنتخب المصري بسبب غيابه عن المنافسات مما ينذر بمزيد من التراجع إذا استمر هذا النهج العبثي فى إدارة شئون الكرة المصرية والمنتخبات.

من يتحمل المسئولية؟ هو السؤال الذي يجب أن يفرض نفسه بعد مشاهدة المباريات الودية التي خاضتها المنتخبات الأفريقية واستفادت فنيًا من تلك المواجهات.. هل المدير الفني حسام حسن كمسئول؟ أم أن الأمر يتجاوز الجهاز الفني ليصل إلى اتحاد الكرة المصري ورئيسه هاني أبوريدة؟ وأين دور اللجنة الفنية التي من المفروض أن من صميم عملها وضع البرامج للمنتخبات الوطنية؟

يبدو أن الكرة المصرية أسيرة لأخطاء مجموعة من الإداريين لا يملكون الخبرة الكروية ولا الرؤية المستقبلية لتطوير اللعبة.

لا يوجد تفسير واحد لغياب منتخب مصر عن الأجندة الدولية تحت أى ظرف.. حتى التعلل باستعداد النادي الأهلي لكأس العالم للأندية.. لا يمكن أن يكون مبررًا فمعظم المنتخبات بما فيها تلك التي تضم لاعبين محترفين في أندية كبرى خاضت مباريات رسمية وودية.. 

ليونيل ميسي نفسه أحد أكبر نجوم الكرة العالمية والذى تصادف أن يكون ضمن صفوف فريق إنتر ميامى الذى لعب ضد فريق الأهلى مباراة الافتتاح لمونديال العالم للأندية شارك مع منتخب الأرجنتين في مباراة رسمية لتصفيات كأس العالم أمام كولومبيا ثم عاد مباشرة لناديه.. ولماذا نذهب بعيدًا وفي فريق الأهلي نفسه الذى تتطوع اتحاد الكرة لخدمته -دون طلب منه- يضم بين صفوفه لاعب منتخب فلسطين وسام أبوعلي الذى خاض مع منتخب بلاده مباراة أمام عمان في تصفيات كأس العالم وعاد في الوقت المحدد وشارك مع الأهلى فى لقاء الافتتاح.. 

وإذا افترضنا أن اتحاد الكرة كان حريصًا على فريق الأهلى وتوفير سُبُل الراحة للاعبيه فى مهمتهم الوطنية فلماذا لم يلعب المنتخب مباريات ودية بعناصر أخرى واعدة يتم اكتشافها مثلما حدث أيام البرتغالى كيروش المدير الفنى السابق للمنتخب الذي قدم للكرة المصرية خلال كأس العرب محمد عبدالمنعم والراحل أحمد رفعت وعمر كمال عبد الواحد؟

منتخب مصر يدفع ثمن أخطاء قاتلة وقرارات غير مدروسة وتجاهل لفترات إعداد مهمة بمجاملات غير مطلوبة وغياب للرؤية وانعدام التخطيط وتداخل المصالح كلها عوامل جعلت منتخبنا في تراجع مستمر ما لم نضع مصلحة المنتخبات فوق كل اعتبار.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: