نعيم الابتلاء.. جزاء الصابرين في القرآن الكريم والسنة النبوية

19-6-2025 | 13:03
نعيم الابتلاء جزاء الصابرين في القرآن الكريم والسنة النبويةالقرآن الكريم
سارة إمبابي

المتأمل في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة يجد تأكيدات واضحة على أن الصبر ليس مجرد سلوك اختياري، بل هو طريق محفوف بالبشائر والعطايا الإلهية.

موضوعات مقترحة

الصبر ليس مجرد فضيلة، بل هو ركيزة أساسية في بناء النفس المؤمنة، ومفتاح للنجاة في الدنيا والآخرة. وقد أولى كتاب الله الكريم وسنة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، اهتمامًا بالغًا بالصبر والصابرين، مبينًا جزاءهم العظيم ومكانتهم الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى.

ايات الصبر من القرآن الكريم

جزاء الصابرين في القرآن الكريم

يذكر الله سبحانه وتعالى الصبر في القرآن الكريم في مواضع عديدة، مؤكدًا أن جزاء الصابرين يفوق الوصف. فمن أبلغ الآيات التي تتحدث عن فضل الصبر قوله تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" (الزمر: 10). 

هذه الآية وحدها كافية لبيان عظمة الأجر الذي ينتظر الصابرين، فهو أجر غير محدود، يمنحه الله بلا قيود أو تقدير، تكريمًا لهم على تحملهم وصبرهم في الشدائد والطاعات.

ولم يقتصر الجزاء على الأجر العظيم فحسب، بل شمل أيضًا معية الله وتأييده، كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (البقرة: 153). 

هذه المعية الإلهية هي أعظم سند للمؤمن في حياته، فهي تمنحه القوة والثبات في مواجهة التحديات، وتؤكد له أن الله لن يتركه وحيدًا.

كما بشّر القرآن الصابرين بالجنة وبحسن العاقبة، فقال تعالى: "وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا" (الإنسان الآية 12)، وقوله: "أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا" (الفرقان الاية 75). هذه الآيات ترسم صورة واضحة لنهاية المطاف للصابرين: جنات النعيم، حيث الهدوء والسكينة والسلام، وهي مكافأة تستحق كل عناء الصبر.


ايات الصبر من القرآن الكريم

فضل الصبر في السنة النبوية

لم يغفل النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل الصبر وأهميته، فكانت أحاديثه الشريفة بمثابة توجيهات نبوية تشجع المسلمين على التحلي بهذه الصفة العظيمة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" (رواه مسلم). 
هذا الحديث يؤكد أن الصبر جزء لا يتجزأ من حياة المؤمن، وأن كل ما يصيبه من خير أو شر هو في حقيقته خير له إذا قابله بالشكر أو الصبر.
ومن بشائر النبي صلى الله عليه وسلم للصابرين قوله: "وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ" (متفق عليه). 

فكأن الصبر هو العطاء الأعظم الذي يمكن أن يمنحه الله لعبده، لأنه يفتح له أبواب الخير وييسر له الأمور. كما ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الصبر ودخول الجنة، فقال: "ما يُصيب المُسلِم مِن نَصَب ولا وصب، ولا هَمٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غَمٍّ، 
حتى الشوكة يشاكها، إلا كَفَّر اللهُ بِها مِن خطاياه"صحيح البخاري "، وهذا يشمل الصبر على الأمراض والمصائب، فجزاؤه تكفير للذنوب ورفعة في الدرجات.

ايات الصبر من القرآن الكريم

الصبر مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة 

إن الصبر، بمعناه الشامل الذي يشمل الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على أقدار الله المؤلمة، هو سبيل المؤمن إلى الفلاح في الدنيا والآخرة. 

فالقرآن والسنة يؤكدان مرارًا وتكرارًا أن جزاء الصابرين هو أجر عظيم لا يحد، ومعية إلهية لا تفارق، وعاقبة حسنة في جنات النعيم. فلنجعل الصبر زادنا في هذه الحياة، وليكن يقيننا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

موضوعات قد تهمك:

أدعية للرزق بالذرية الصالحة من القرآن والسنة

من السنة النبوية.. أدعية التحصين لحمايتك من الشرور والأسقام

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: