الأضرار تمتد آلاف الكيلومترات.. ماذا تفعل إذا وقع تسرب إشعاعي؟

17-6-2025 | 23:12
الأضرار تمتد آلاف الكيلومترات ماذا تفعل إذا وقع تسرب إشعاعي؟إجراءات السلامة من الإشعاع
شيماء شعبان

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، واحتمال تعرّض المنشآت النووية في إيران لهجمات عسكرية، تزداد المخاوف من كارثة بيئية وصحية قد تنجم عن تسريب إشعاعي واسع النطاق. وإذا ما تحقق هذا السيناريو، فإن التأثيرات لن تقتصر على إيران وحدها، بل قد تمتد لتطال دول الجوار والشرق الأوسط بأكمله، مما يستدعي استعداداً عاجلاً لمواجهة مثل هذه الأزمة.. فما هي الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها لحماية السكان من آثار التلوث الإشعاعي؟ وكيف تستعد الحكومات والمؤسسات الصحية لمثل هذا الاحتمال؟

موضوعات مقترحة

في هذه  السطور التالية، ترصد " بوابة الأهرام" أهم الإرشادات والخطوات التي يجب إتباعها في حال وقوع تسريب إشعاعي، مع تسليط الضوء على التجارب الدولية السابقة والدروس المستفادة منها.

ما هو التسرب الإشعاعي؟ وكيف يحدث؟

التسرب الإشعاعي هو تسرب غير مُسيطَر عليه لمواد مشعة من منشأة نووية إلى البيئة المحيطة. قد يحدث نتيجة هجوم عسكري، زلزال، أو خطأ تقني. في حال استهداف مفاعل نووي إيراني، قد تتسرب مواد مثل اليود المشع والسيزيوم-137 إلى الهواء والماء والتربة، مسببة أضرارًا واسعة النطاق تمتد إلى آلاف الكيلومترات.


إجراءات السلامة من الإشعاع

التأثيرات الصحية للتعرض للإشعاع

وفي هذا الصدد، يوضح الدكتور طارق عبد العزيز، خبير الإعلام النووي والمتخصص في الصراعات النووية، لـ"بوابة الأهرام"، التأثيرات الصحية عند التعرض للإشعاع بأن هناك آثار قصيرة المدى وتشمل الغثيان، الحروق، الإرهاق، والتقيؤ، وتظهر بعد ساعات من التعرض. وهناك آثار طويلة المدى قد تشمل السرطان، مشاكل الغدة الدرقية، العقم، وأمراض وراثية، مضيفًا أن الأطفال، كبار السن، والحوامل من أكثر الفئات عرضة للتأثر.

اقرأ أيضا:

أجسام مضيئة في سماء مصر بعد ضربات إيران.. هل نحن أمام خطر يمتد إلى المنطقة؟

كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا: لا قلق من تسريبات إشعاعية جراء الضربات في إيران

 

الإجراءات الوقائية للأفراد في حالة تسرب إشعاعي داخل المنزل

ويضيف خبير الإعلام النووي و المتخصص في الصراعات النووية، في حالة حدوث تسرب إشعاعي هناك بعض الإجراءات الوقائية لابد من إتباعها وتشمل:

1- البقاء في أماكن مغلقة قدر الإمكان.

2- إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام.

3- استخدام الشريط اللاصق لسد الشقوق.

4- إيقاف أنظمة التهوية الخارجية" التكييف".

5- ارتداء الكمامات والحرص على تغطية الأنف  بقطعة من القماش المبلل.

6- توعية المواطنين من خلال وسائل الإعلام  المرئية والمسموعة  ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال المصادر الرسمية في خلال ساعة من حدوث ذلك وتقوم الدولة بتفعيل خطة الطوارئ.

7-  متابعة التعليمات الرسمية من خلال موجات الراديو الإذاعية لمتابعة التعليمات الرسمية والاستجابة لها.

8-  في حالة تعليمات الإخلاء لابد من تجهيز مسبق  لحقيبة بها جميع الأوراق الهامة الخاصة بالأسرة.

دور الحكومات في مواجهة خطر التسرب الإشعاعي

ويشير الدكتور طارق عبد العزيز، إلى دور الحكومات في مواجهة خطر التسرب الإشعاعي عن طريق تفعيل خطة الطوارئ الخاصة بهذا الأمر والتي تتمثل في:

1- إصدار تنبيهات سريعة وشفافة للسكان من خلال وسائل الإعلام والمنصات الرقمية.

2- تنظيم نقاط الإخلاء.

3- إنشاء خطط طوارئ إشعاعية بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).

4- مراقبة مستوى الإشعاع في الهواء والماء بشكل مستمر.

5- إخلاء كامل للمناطق الأقرب للتلوث حتى مسافة 50 كيلومتر.

6- إعطاء الأولوية للمسنين والأطفال والمرضي للإخلاء وعلى أن تكون المدة من ساعة لـ4 ساعات.

7- توسيع نطاق الإخلاء حتى 100 كيلو متر في فترة  من 4- ساعات.

8- تأمين وسائل النقل الجماعي والإسعافات.

9-  تجهيز ملاجئ ومراكز الإيواء في المدن البعيدة عن اتجاه الرياح ويستغرق هذا الأمر من 8- 16 ساعة مع توفير وسائل الاتصال والغذاء والدواء.

10- إغلاق جميع المنافذ الجوية والبحرية لتقليل انتقال التلوث ويستغرق هذا من 16 - 24 ساعة مع تقييد السفر من وإلى المناطق المتأثرة والمتلوثة.


الدكتور طارق عبد العزيز، خبير الإعلام النووي والمتخصص في الصراعات النووية

مصر آمنة 

ويؤكد الدكتور طارق عبد العزيز على أن مصر آمنة تماما وخالية من أي تسرب إشعاعي، حيث أننا المسافة بين جمهورية مصر العربية وإيران تزيد عن 2000  كيلومتر، موضحًا أن وحدة نطنز التي تم تدميرها لم يحدث أي تسريب إشعاعي ملوث للبيئة. وأضاف أن هناك 11 موقع نووي في إيران منها 6 مفاعلات وهم " بوشهر 1، بوشهر2، دارخوين، أراك، طهران، إيران هرمز، و 5 مواقع لتخصيب اليورانيوم وهم: "نطنز، فوردوا، تور قوز أباد، بار شين، أصفهان".

ويوضح عبد العزيز، أن المفاعلات الرئيسية مثل مفاعل بوشهر 1 والذي يقع جنوب إيران  على ساحل الخليج العربي في حالة قصفه سيمثل أضرار كبيرة على دول الخليج المحيطة بإيران، لافتًا إلى أن حجم التأثير على حسب كمية التسرب وسرعة الرياح والأمطار.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: