رغم مرور نحو 12 عامًا على ثورة 30 يونيو مازال التاريخ يذكرها كونها ملحمة وطنية، جسدت قوة إرادة الشعب المصري وإصراره على تحقيق التغيير والإصلاح وبناء مستقبل يليق بأبناء وطنه، لقد أثبتت أن الشعب المصري قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الانتصارات في سبيل حريته وكرامته.
موضوعات مقترحة
استرجعت «بوابة الأهرام» مع اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، أبرز مكتسبات 30 يونيو العظيمة التي جاءت في لحظة فارقة من عمر الوطن، نور الدين أكد أن المنطقة العربية بأسرها وليست مصر فقط تخلصت من الحكم الفاشي الماسح بالدين للتنظيم الدولي للإخوان، حيث تبين للشعب العربي بأكمله أن جماعة الإخوان ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين.
كما أوضح أنهم فقدوا أهم ميزة كانوا يهددون الأنظمة الحاكمة بها وهي القدرة على تحريك الشارع وإشاعة الفوضى وقطع الطرق وتعطيل المؤسسات الوطنية عن الاضطلاع بمسؤلياتها الأساسية، وتأكد الشعب المصري أن قواته المسلحة وشرطته الوطنية وإعلامه الوطني هم الذين يدافعون عن البلاد ويقدمون الشهداء لحماية المواطنين.
اللواء محمد نور الدين
أجهزة الأمن لعبت دورًا تاريخيًا في الحفاظ على التظاهرات الوطنية
وذكر اللواء نور الدين، أن القوى الأمنية لعبت دورها بجدارة وأمنت المظاهرات الوطنية وقدمت لهم الماء والغذاء والورود، بل وحمل المواطنين المتظاهرون رجال الشرطة على أكتافهم ليعلنوا رفضهم لحكم المرشد وجماعته من أجل تحقيق مصالح التنظيم الدولي.
وأضاف أن الشرطة استوعبت الدرس جيدا وأنها يجب تكون دائمًا في خدمة الشعب ولا تصطدم به ولا تعاديه،والتزمت بالتشريعات التي تنظم المسيرات والتظاهرات وتحدد الأطر الواجبة في مثل هذه الحالات.
تحديات واجهتها ثورة 30 يونيو
وأشار نور الدين إلى أن ثورة 30 يونيو عاشت تحديات تمثلت في مواجهة من يقف خلف تمكين الإخوان من الحكم لتحقيق مصالحهم، ولقد استماتوا في الدفاع عن شرعية الإخوان والتي سقطت بخروج الشعب كله رافضين وجودهم"، فوصفوا ثورة ٣٠ يونيو بأوصاف على خلاف الحقيقة"، وتم إيقاف عضوية مصر بالاتحاد الإفريقي بنفس الحجة وتوقفت المعونة الأمريكية العسكرية والاقتصادية (التي وردت وفقا لما اتفق عليه بكامب ديفيد)، ولكن تمكن جهود الدبلوماسية المصرية الهادئة من كشف هذا الزيف وإظهار حقيقة ثورة الشعب ورغبته في التغيير، كما كان للقيادة السياسية الدور الأكبر في إيضاح الصورة الحقيقية للدول الصديقة وتغيير النظرة التي أرادتها قوى الشر، وكانت لزياراته الناجحة لدول الاتحاد الأوروبي لشرح الموقف المصري الحقيقي أكبر الأثر في تغيير المفاهيم وعودة العلاقات الطبيعية.
كما قدم رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية العديد من الشهداء في سيناء وفي كافة أرجاء وربوع البلاد، لحماية المواقع الهامة والمؤسسات الاستراتيجية ودور العبادة للمصريين أقباطًا ومسلمين، وقامت أجهزة الكشف عن المتفجرات والتعامل معها بنزع فتيل معظمها لحماية أرواح ودماء الأبرياء من الشعب المصري.
اللواء محمد نور الدين
ونوه مساعد وزير الداخلية الأسبق، إلى أننا لا نستطيع القول بأن مخططات قوى أهل الشر قد انتهت، ولابد أن تعمل كافة الأجهزة المعنية بأقصى طاقاتها وخاصةٍ أجهزة المعلومات حتى لا نفاجأ بأي خلل أمني، وما حدث لإيران من اختراقات أمنية لأجهزة العدو الإسرائيلي أكبر دليل على ضرورة استمرار اليقظة وجمع المعلومات بصفه يومية، خاصةٍ وإن مصر وجيشها هي الدولة الوحيدة الناجية من مخططات أهل الشر بالمنطقة كلها بعناية المولى عز وجل وشعبها العظيم وأجهزته الوطنية التي تعمل جاهدة لحفظ الأمن القومي لمصرنا الغالية.