ضربات متبادلة ودمار غير مسبوق في تل أبيب وحيفا
طهران تتحدث عن "رد بلا حدود" والخطر يقترب من المواقع النووية
تل أبيب – وكالات الأنباء:
وسط أجواء من الصدمة، يتفقد الإسرائيليون دمارا غير مسبوق على خلفية القصف الصاروخي الإيراني المتجدد بعد ليلة ثانية من الهجمات، بينما اعترفت تل أبيب بسقوط قتلى وجرحى مع استمرار فرض رقابة عسكرية صارمة على المعلومات بشأن الخسائر.
جاء ذلك بينما وجهت إسرائيل دعوات للمدنيين في إيران بالابتعاد عن المواقع النووية فيما وصف بأنها تمهيد لقصفها في مؤشر خطير على اشتعال الأزمة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أصدرت تحذيرا للإيرانيين المقيمين قرب المفاعلات النووية في إيران من أجل إخلاء منازلهم. وجاء في التحذير "نحث كل الموجودين في هذه الساعة أو في المستقبل القريب في كافة مفاعلات الأسلحة في إيران والجهات الداعمة لها.. من أجل سلامتكم نطالبكم بإخلاء هذه المنشآت فورا… وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر". وأشارت إلى أن "الوجود قرب هذه المنشآت يعرض حياتكم للخطر". وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش دمر أمس أكثر من 10 أهداف من نظام الأسلحة بالمرحلة الأخيرة لبرنامج إيران النووي.
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن هجوما إسرائيليا استهدف مناطق بمدينة شيراز جنوبي البلاد.
وذكرت التقارير أن الهجوم الإسرائيلي بدأ يتجه شرقا إلى حدود مدينة مشهد، قرب الحدود مع أفغانستان وباكستان، مشيرا إلى وجود جماعات مسلحة معارضة لإيران في تلك المناطق، بالإضافة إلى تمركز عددا من القوات الإيرانية والقواعد الجوية.
يوم ثالث من الحرب
ولليوم الثالث، واصلت إسرائيل وإيران، تبادل الضربات الجوية والصاروخية، إذن يشن الجيش الإسرائيلي هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة، فيما أكدت القوات المسلحة الإيرانية أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية.
وأدت موجات من الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل، ليل السبت / الأحد، وفق خدمة الإسعاف الاسرائيلية، بعد أن دفعت صفارات الإنذار ملايين الأشخاص ليهرعوا إلى الملاجئ.
وأعلنت إيران أن الصواريخ المستخدمة في الموجات الهجومية الجديدة تكتيكية ومزودة برؤوس شديدة الانفجار، موضحة بأن آخر الهجمات استهدفت مدنا في إسرائيل بـ40 صاروخا، سقطت معظمها على تل أبيب وروحوف وبات يام جنوب تل أبيب بـ50 صاروخا.
وقال قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن الليلة الماضية كانت صعبة على إسرائيل، وإن فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الأنقاض في بات يام.
وكشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن فرقا طبية إسرائيلية قررت إنشاء مركز للتعرف على القتلى في بات يام، بينما تحدثت الإذاعة الاسرائيلية عن أن هذه الموجة خلّفت دمارا كبيرا، وتسببت في انهيار مبان في عدد من أحياء تل أبيب الكبرى.
بدورها، أشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن "مباني وشوارع عدة في مناطق حيفا وطمرة وكريوت تعرضت لأضرار جسيمة جراء سقوط الصواريخ".
من جهتها، أوردت وكالة فارس للأنباء الإيرانية أن الصواريخ المستخدمة تكتيكية وموجهة تعمل بالوقود الصلب ومزودة برؤوس شديدة الانفجار. ونقلت الوكالة عن مسؤولين أن إيران استخدمت صواريخ عماد وقادر وخيبر في الهجوم الجديد على حيفا وتل أبيب، وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن استخدام صاروخ فرط صوتي في الهجوم الأحدث على حيفا.
في هذا السياق، قال قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي إن "قواتنا ستواصل توجيه ضربات قاسية للكيان الصهيوني باستعداد وجاهزية كاملة". وأضاف حاتمي "سندافع ونصون استقلالنا ووحدة أراضينا ونظامنا حتى آخر نفس".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن من بين الأضرار إصابة مركز بحثي بارز في إسرائيل بصواريخ خلفت حريقا في مبنى مختبرات، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن أضرارا كبيرة وقعت في معهد وايزمن للأبحاث في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب جراء سقوط صاروخ إيراني.
وقالت شركة بزان للبترول الإسرائيلية إن القصف الإيراني الليلة الماضية ألحق أضرارا بمصفاة البترول وتمديداتها بخليج حيفا، كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن خطوط الأنابيب وخطوط النقل في مصفاة حيفا تضررت جراء الهجوم الصاروخي الإيراني.
رقابة على الإعلام
ويفرض الجيش الإسرائيلي رقابة تمنع وسائل الإعلام من نشر معلومات عن أضرار لاحقة بمنشآت إستراتيجية في البلاد أو مشاهد لها أو تداولها.
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى".