لم تكن تجربة الفنان والمخرج الراحل سعد أردش بالعادية في تاريخ المسرح المصري، فقد كان بالنسبة له هو مؤسسته التي طالما بحث عنها منذ نعومة أظافره، فقد اكتشف موهبته أستاذه بمدرسته التي كان يدرس بها في "فارسكور" حيث كتب له قصيدة عن الصيد، قام بإلقاءها بفخامة صوتها الشهيرة مما جعل أستاذه يشعر بكونه يمتلك موهبة فريدة تؤهله ليكون نجمًا مسرحيًا بارعًا في المستقبل.
موضوعات مقترحة
عشق سعد أردش إلى المسرح
نمى حب المسرح في قلب الراحل سعد أردش الذي تمر ذكرى وفاته اليوم الجمعة "13 يونيو" باكرًا، ودفعه شغفه الكبير لتعلم أصول هذا الفن للعمل في السكة الحديد، حيث قبل بالعمل ككاتب للأجرية في أبو زعبل "كاتب يحرر أجور العمال باليومية" وذلك حتى يستطيع الانفاق على مصروفاته في الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
وخلال تواجده في السكة الحديد، فكر في تأسيس فرقة مسرحية وبالفعل نجح في ذلك عمل فرقة وساعده النجم الراحل توفيق الدقن الذي كان يعمل موظفًا بالسكة الحديد بالقاهرة ومعهم عبد المنعم مدبولي، وهنا تعلم الراحل كيفية إدارة الفرق المسرحية وما يدور في كواليس هذه الصناعة الفخيمة.
وبالرغم من رسوب أردش في العام الأول من دراسته بالمعهد لكنه لم يستسلم، وقرر حينها الاجتهاد بشكل أكبر حتى يستطيع اجتياز الاختبارات والقبول بالمعهد.
سبب التسمية "أردش"
يروي الفنان الراحل قصة اسمه الحقيقي في لقاء تلفزيوني قديم، ويشير إلى أن لقبه الحقيقي "قردش" منوهًا أن الأسم تسبب له في مشاكل بسبب صعوبة نطقه مما جعله يقوم بتغييره إلى "أردش"، وفيما يتعلق باسم "قردش" فلم يكن الراحل يعرف معناه إلا بعد مقابلة اختبار المعهد التي أجراها معه محمد صلاح الدين باشا رئيس لجنة الترقية التمثيل العربي حينها، والذي قال له إنه في حال قيامه بالإجابة على معنى اسمه "قردش" سيمنحه درجة النجاح لكن الراحل لم يعرف، وحينها علم أنه مصطلح تركي يعني "الأخ الفاضل".
مقومات غير قابلة للتنازل في تجربة سعد أردش
كان الراحل الذي أسس لفرقة المسرح الحر يرى أن اللغة العربية الفصحى هي الوسيلة الصالحة لتقديم الأعمال المسرحية على الصعيد الزمان والمكان، وأنه لا يتخيل أن تقدم هذه الأعمال بلغة عامية، هذا بخلاف إيمانه بنقل المسرح من مرحلة الترفيه إلى الموضوعية والاهتمام بالقضية الانسانية، حتى أنه درس في كلية الحقوق وهو ما دعم اختيارته الفنية المسرحية والتلفزيونية بسبب تلك الدراسة التي تعرف فيها على الحقائق الإنسانية ليتعرف أكثر عن العنصر البشري.
مبدع لا يقبل القيود
عشق الراحل للمسرح، لم يجعله ينسجم مع فكرة تكليفه بعمل رقابي، لذلك عندما جاءته وظيفة العمل كمراقب بدور العرض السينمائية لم يطيق العمل إلا ليومًا واحدًا.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى أن الراحل حينما ذهب لتطبيق تكليف الرقابة بتنفيذ قانون منع مشاهدة الأفلام لأقل من 18 عامًا بإحدى دور العرض السينمائية، وجد فتاة عمرها أقل من 16 عامًا ومنعها من الدخول وحدثت له مشكلة مع والدها الذي رفض تطبيقه القرار على ابنته وهنا قرر الراحل التخلي عن عمله الرقابي بعد يوم واحد من العمل وطلب الذهاب لنافذة عمل آخرى وقعت فيها تكليفه على الأوبرا التي قدم عليها فيما بعد عدد من الأعمال المسرحية.
سعد أردش
من مواليد فارسكور، بدأ حياته عاملًا في السكة الحديد التي كان منها نواة تأسيسه لفرق مسرحية لحين أصبح فيما بعد واحدًا من أهم المخرجين المسرحيين الذين أثروا في الحركة المسرحية، وبجانب دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، درس في كلية الحقوق والتي كان يرى أنها أفادته بشكل أكبر في فهم العنصر البشري فيما يتعلق بالأمور الإنسانية لتعدد المواد وتنوعها داخل هذه الدراسة، ووضع أساس المسرح الحر لخدمة المسرح المصري المعاصر ونقله من الترفيه للموضوعية مع الاهتمام بالقضية الإنسانية.
أعمال سعد أردش المسرحية
قدم العديد من المسرحيات التي أخرجها بنفسه وشارك في البعض منها ممثلًا، ومن أبرز أعماله: كوبري الناموس، الندم، الإنسان الطيب، الشبكة، هاللو شلبي، كاليجولا، رجل في القلعة وغيرها.