لطالما كان الأهلي زعيمًا متوجًا على عرش الكرة الإفريقية، بما يملكه من سجل حافل بالانتصارات والبطولات، وصلت إلى رقم قياسي بلغ خمسة وعشرين لقبًا قاريًا منها 12 بطولة في دوري أبطال إفريقيا و4 كأس الكؤوس و8 سوبر إفريقي، بالإضافة إلى بطولة واحدة للكونفيدرالية. أرقام الأهلي وبطولاته جعلت منه ممثلًا دائمًا ومشرفًا للكرة الإفريقية في المحافل الدولية والبطولات العالمية وعلى رأسها كأس العالم للأندية، التي قدم الأهلي خلال مشاركاته التسع في تاريخها بنسختها القديمة مستوى متميزًا من الأداء غيّر به مفاهيم الكرة المصرية في المشاركات الدولية، وأنهى عبارة "التمثيل المشرف" التي كرهها المصريون وبغضوها لسنين طويلة، فوصل إلى نصف النهائي 6 مرات، وحقق الميدالية البرونزية أربع مرات محققًا إنجازًا كبيرًا للكرة المصرية.
الأهلي سيكون على موعد جديد مع التاريخ من خلال مشاركته للمرة الخامسة على التوالي في كأس العالم للأندية، والعاشرة في تاريخ المونديال، ضمن 32 فريقًا تأهلوا عن قارات العالم في إنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة العربية والإفريقية، ليحظى الأهلي بشرف المشاركة في أول نسخة من البطولة بشكلها وحجمها الجديد، وتواجده ضمن عمالقة أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وآسيا وإفريقيا يمثلون صفوة الكرة في العالم وقوتها العظمى، ليصبح أمام الأهلي فرصة في إثبات ذاته وتحقيق حلم جمهوره في الوصول إلى أبعد نقطة وكتابة تاريخ جديد يمنحه مكانة بين الكبار في كرة القدم وفي التسويق والاستثمار الذي احترفه الأهلي من زمن طويل كأول فريق مصري وإفريقي يستغل أحداثه وبطولاته لتنمية موارده ودعم خزينته بالأموال التي تمكّنه من شراء اللاعبين والتعاقد مع مدربين سواء في كرة القدم أو باقي اللعبات التي احتكرها الأهلي في السنوات الماضية ليصبح ملك الصالات.
إدارة الأهلي التي كانت وما زالت تتمتع برؤية مستقبلية وتخطيط محكم، استعدت للحدث الكبير والمشاركة في كأس العالم للأندية في عدة محاور، أولها تغيير الجهاز الفني بقيادة كولر، بعد فقده ثقة الجمهور نتيجة لاهتزاز نتائجه، والتعاقد مع الإسباني خوسيه ريبيرو. والأمر الثاني دعم الفريق بعدد من اللاعبين سواء من المحترفين أو المحليين، فتعاقد الأهلي مع المهاجم جراديشار وأشرف بن شرقي وأشرف داري ويحيى عطية الله ومؤخرًا مع النجم المغربي محمد بن رمضان. ومحليًا تعاقد الأهلي مع عدد من الصفقات جاء على رأسها "صفقة القرن" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتعاقد الأهلي مع أحمد السيد مصطفى الشهير بزيزو لم تكن أبدًا صفقة عادية، لكنها جاءت بانتقال نجم كبير تربّع على عرش الدوري المصري في السنوات الماضية مباشرة من قلب ميت عقبة بدون كباري أو محاور خارجية، لتبقى هي الصفقة الأهم والأشهر والأكبر في تاريخ الصراع بين الناديين على اللاعبين على الإطلاق. انتقال زيزو للأهلي منح الفريق قوة ودعّمه فنيًا ونفسيًا قبل بطولة كبيرة مثل كأس العالم للأندية، وفي الوقت نفسه أضعف المنافس وأحبط محاولات الزمالك للتجديد لنجم الفريق على مدار الشهور الماضية.
كل الفرص متاحة أمام الأهلي في البطولة التي بات نظامها الجديد يمثل تحديًا لكل الفرق المشاركة، وفتح باب الاحتمالات أمام صعود كثير من الفرق لدور الـ16 ومنها الأهلي الذي جاءت مجموعته متوازنة إلى حد بعيد، حيث سيبدأ الأهلي مشواره في البطولة بلقاء إنتر ميامي وهي مباراة الافتتاح التي سوف تحظى بأعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق. أما اللقاء الثاني للأهلي فسيكون أمام بالميراس البرازيلي وينهي الفريق لقاءاته بالمجموعة أمام بورتو البرتغالي وهي المباراة الأصعب، وربما يخوضها الفريقان وقد تم حسم الصعود وتكون بالنسبة لهما مجرد تحصيل حاصل.
تدرج مستوى مباريات الأهلي في المجموعة يمنح الفريق حظوظًا لمعالجة السلبيات، وعلى رأسها ضعف فترة الإعداد في ظل وجود جهاز فني جديد تسلّم المهمة قبل انطلاق البطولة بأيام، ولم يتعرف جيدًا على مستويات اللاعبين الذين من بينهم عناصر خاضت لقاء باتشوكا الودي كأول لقاء لهم مع الفريق والجهاز الفني، وهم زيزو وبن رمضان، وهي مشكلة كبيرة تواجه الفريق قبل انطلاق المونديال بالإضافة إلى ضعف فترة الإعداد التي لم تشهد سوى لقاء ودي واحد وهو لا يكفي لتحقيق الانسجام والتجانس بين مجموعة اللاعبين.