كتب مذكرات سفاح المهندسين واحترمه «إمبراطور النخيلة» «الشباب» تفتح أرشيف أقدم صحفي حوادث في مصر

12-6-2025 | 14:20
كتب مذكرات سفاح المهندسين واحترمه ;إمبراطور النخيلة; ;الشباب; تفتح أرشيف أقدم صحفي حوادث في مصرالكاتب الصحفى حسين عبد القادر
محمد المراكبى
الشباب نقلاً عن

تعاطفت مع عجوز «باب الشعرية» قاتلة زوجها... والتمست العذر لأب قتل ابنه!

موضوعات مقترحة
مدير مباحث الجيزة كان يحملني مسئولية دماء «راقصة الهرم»
تسلحت بالقلم والكاميرا وخضت حرب مصر على المخدرات فى الثمانينيات
اللواء عبد المنعم عوض الأب الروحى للإعلام الأمنى... واللواء المناوى المؤسس.. واللواء هانى عبد اللطيف آخر "جيل الكبار"

صرخ في وجهه بغضب مدير مباحث الجيزة، وحمله مسئولية دماء راقصة الهرم المقتولة، كما احترمه «إمبراطور النخيلة» عزت حنفي، وطلب منه سفاح المهندسين أحمد حلمي كتابة مذكراته، وفي الوقت نفسه تعاطف مع السيدة العجوز التي قتلت زوجها بعد 40 عاماً من زواجها، وتسلح بالقلم والكاميرا وشارك في حرب الدولة المصرية على تجارة المخدرات في ثمانينيات القرن الماضي، «الشباب» تفتح أرشيف أقدم صحفي حوادث في مصر الكاتب الصحفي حسين عبد القادر.


كم عمرك المهنى بصحافة الحوادث؟
عملت بصحافة الحوادث نحو 40 عاماً، وبالمناسبة لم يكن قسم الحوادث هو رغبتي عندما التحقت بأخبار اليوم، كنت أرغب في العمل بقسم التحقيقات، ولكن الأستاذ إبراهيم سعدة هو من قرر إلحاقي بالحوادث طبقاً لرؤيته المهنية حول قدراتي بذلك النوع من العمل الصحفي، وحالياً بالنسبة للأجيال الحالية أنا أقدم صحفي حوادث.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


قضايا المخدرات من أكثر أنواع صحافة الحوادث التى تخصصت بها، لماذا؟
اهتمامي بقضايا المخدرات سببه كما قلت لك مسبقا أنني من جيل الثمانينيات، وهي الفترة التي شهدت أكبر حرب خاضتها الدولة المصرية متمثلة في وزارة الداخلية لمكافحة تجارة وتعاطي المخدرات، حينها كان المجتمع المصري مستهدفاً من أعداء الخارج بنشر المخدرات بأشكال متباينة لتدمير عقول الأجيال الشابة تحديداً، مستخدمين كافة أنواع المخدرات، خاصة «الهيروين»، وكان الإعلام سلاحاً رئيسياً موازياً لأجهزة المكافحة وداعماً له، واعتبرت نفسي كجندي في هذه المعركة مشاركا بالقلم والكاميرا ميدانياً مصاحباً لأجهزة المكافحة في العديد من عملياتها المثيرة، وشجعنا علي ذلك إدراك الأجهزة الأمنية لدور الصحافة في إيصال رسالتها، فكانوا يدعمون الصحفيين بكل التسهيلات في عملهم.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


ما أغرب وأكبر تغطية حوادث قمت بها؟
ما لم أكن أتخيله أن كل من تابعت قضاياهم من السفاحين والذين حكم عليهم بالإعدام تحولوا إلى أصدقاء، فمثلاً عزت حنفي الشهيربـ«إمبراطور النخيلة» احترمني بشدة عندما علم أنني كنت أول من دخل بيته من الصحفيين مع رجال الشرطة بعد اقتحام الجزيرة واطلعت علي أسرار شخصية تتعلق به ولكني احترمت خصوصياته ولم أنشرها، ونفس الشيء بالنسبة لسفاح المهندسين «أحمد  حلمي» الذي خصني بمذكراته من بداية انحرافه وحتي سقوطه، أما أغرب قضية كتبت عنها فكانت قيام أب بخيل جداً بقتل ابنته العروس حتي يتخلص من طلباتها الخاصة بجهازها.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


الحوادث من أكثر المواد الصحفية التى يعشقها المصريون، تعتقد لماذا؟
ليس المصريون فحسب، الاهتمام بصحافة الحوادث وعشقها ظاهرة عالمية تحبها أغلب شعوب العالم، وقد تندهش إذا علمت أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عاشق لمطالعة  قصص الحوادث، فهي تحمل بين طياتها دروسا مستفادة وعبراً، خاصة أنها واقعية وحقيقية، أضف إلى ذلك عامل الإثارة في ارتكابها وفك لغز الجريمة، كلها عناصر جذب للنفس البشرية.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


ما الفرق بين العمل في صحافة حوادث جيل الثمانينيات الذى تنتمى إليه واليوم؟
الصحافة زمان كانت أفضل، مصادرك كانت متاحة ومسموحاً لك كصحفي لقاءهم والحصول على تصريحات خاصة وأخذ المعلومة من مصدرها الرئيسي، حتى المتهمون كان مسموحاً لنا بعد استئذانهم الجلوس معهم ومحاورتهم، فكان لدى الصحفي قصة كاملة بجميع أطرافها، وهذا منحنا مساحات أكبر للنشر، أما اليوم تضاءلت هذه المساحات، واقتصرت على إرسال بيانات مقتضبة، فتحولت القصة الصحفية إلى «صحافة معلبة» تفتقر الروح والحيوية.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


من رائد صحافة الحوادث فى مصر من وجهة نظرك؟
الصحافة المصرية غنية بأيقونات في صحافة الحوادث، وكل جيل له نجومه، فعندك الأساتذة علاء الوكيل في جريدة الجمهورية، وفي أخبار اليوم والأخبار كان سامر جوهر وكامل الدخشي والنابغة السعدي، ومؤسسة الأهرام كان بها -عتاولة- مثل الراحل إبراهيم عمر، وأحمد الأسواني وسمير السروجي وحسين غانم، ومن وجهة نظري يأتي في مقدمة هؤلاء الأستاذ محمود صلاح فهو بحق رائد صحافة الحوادث الحديثة، فهو حولها من صحافة جافة إلى ناعمة مفعمة بالمواد والقصص الإنسانية والرومانسية أحياناً، فتقرأ تغطيته وكأنك تشاهد فيلماً سينمائياً. 

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


من الجانى الذى تعاطفت معه، ولماذا؟
حدث هذا أكثر من مرة، فهناك أشخاص حولتهم الظروف إلى جناة، أتذكر من بين هؤلاء سيدة عجوز ذات 70 ربيعاً قتلت زوجها الذي كان في العقد الثامن من العمر بسبب معاملته القاسية ووحشيته معها على مدار 40 عاماً، فانفجرت في نهاية العمر وانهالت على رأسه بمقعد حديدى وظل الدم يسيل من رأسه حتى فارق الحياة، وفي المحاكمة كان أبناؤها وأحفادها متعاطفين معها ويترافعون عنها، هذه الواقعة كانت في حي باب الشعرية.
وقصة أخرى لا أنساها أن هناك رجلاً في مدينة السلام اضطر لقتل ابنه المُدمن بعد أن حول حياة الأسرة بأكملها إلى جحيم، وكان كثير الاعتداء عليهم، وفي يوم اعتدى على الأب الذي أخرج مسدسه الشخصي وأفرغ 3 رصاصات في صدر ابنه، وحصل الأب على حكم مخفف، لأن تحريات الشرطة وتحقيقات النيابة كشفت أن ما حدث هو المسار الطبيعي والنهاية الحتمية لهذه الجريمة.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


ما المهارات التى يفترض أن يمتلكها محرر الحوادث؟
هناك سمات مشتركة تجمع كل من يمتهن مهنة الصحافة، لكن محرر الحوادث يجب أن يكون جريئاً، فجزء من عمله به مخاطر بسبب المشاركة في الحملات الأمنية التي تحدث بها مواجهات مسلحة أحياناً، والأهم أنه يكون دقيقاً وأميناً في نقل المعلومة، لأن الكلمة هنا يمكن أن تُدمر سمعة أسرة بأكملها، وتقضي على حياة إنسان اجتماعياً.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


كم موضوعاً تقريباً يضمه أرشيقك الصحفى؟
صعب حصر وتحديد العدد، فهناك مئات الموضوعات التي تحمل توقيعي، لدرجة أن هناك موضوعات كثيرة عندما أجدها لا أتذكرها، فتقريباً أنا الصحفي الوحيد في جيلي في أخبار اليوم الذي لم يغادر قسم الحوادث منذ بدء عملى الصحفي، فهذا القسم معروف بالوسط الصحفي أنه طارد وليس جاذباً لمشقة العمل به، وهذا ما جعل أرشيفي الصحفي كثيفاً للغاية.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر


عندما تتعارض المصلحة الأمنية العامة مع السبق الصحفى.. أيهما يتغلب على الآخر عندك؟
يجب أن يكون الصحفي حريصاً على تحقيق السبق قدر المُستطاع، ولكن ليس على حساب العمل الشرطي، ولن أنسى جريمة قتل راقصة بحي الهرم عملت عليها وجمعت من خلال التحريات الصحفية أسماء دائرة المحيطين بها والمترددين على منزلها ونشرت التفاصيل، وهنا انتبه القاتل وفر خارج البلاد، وهو ما دفع مدير مباحث الجيزة حينها اللواء إبراهيم راسخ إلى توجيه اللوم لى بشدة وقال لي: "حرام عليك أنت ساعدت القاتل على الهرب.. دم القتيلة في رقبتك"، وهذا أجهدني نفسياً لفترة طويلة لكنى تعلمت الدرس.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر

 

من أفضل قيادات أمنية فى ملف الإعلام الأمنى تعاملت معهم؟
اللواء عبد المنعم عوض أبرز من عمل في ملف الإعلام الأمني والأب الروحي لهذا القطاع- إن جاز التعبير- فالرجل كان ضابط شرطة من طراز فريد، مثقف ويملك وعياً كبيرا، ودمث الخُلق ومهني بدرجة كبيرة، ويحفظ تركيبة وسمات جميع صحفيي الحوادث بمصر، وظل المرجعية لقيادات الإعلام والعلاقات حتى بعد تقاعده، يأتي بعده اللواء رؤوف المناوي الذي وضع أسس وقواعد الإعلام الأمني بوزارة الداخلية بشكل منهجي ومنظم، وكانت فترة إدارته ذهبية لكل محرري الحوادث، وآخر من تعاملنا معهم من جيل العظماء اللواء هاني عبد اللطيف واللواء علاء محمود فكانت عقولهم متفتحة وصدورهم رحبا، واستطاعوا بذكائهم تقريب الشارع المصري من وزارة الداخلية وإعادة الثقة في رجل الشرطة في أصعب الأوقات من خلال الصحافة والإعلام.

بعض من التغطيات الصحفية للكاتب حسين عبد القادر

 

كلمات البحث
الأكثر قراءة