12-6-2025 | 09:46

مثل مرات عديدة مضت تواجه مصر حملات شرسة لبث روح الانهزامية والإحباط بين المواطنين.

هذه المرة لا تدور حول إنكار أو تهميش ما شهدته مصر من إنجازات أو قدرتها على مواجهة التحديات الجسام أمنيًا واقتصاديًا ولكنها تحاول وتستهدف القفز على ما منحه القدر لأرض الكنانة لتصبح قلبًا نابضًا لأمتها العربية وحارسًا أمينًا على مقدراتها.

هذه الحملات الخبيثة هي حرب لاغتيال ثقة المواطن في نفسه وفي وطنه.

يروجون لتراجع دور مصر القيادي بالمنطقة وأنها أصبحت غير قادرة على الإمساك بزمام الأمور، بل تمادوا أكثر من ذلك ليشككوا في قدرتها على تجاوز مصاعبها الاقتصادية، ودرء الأخطار الجسيمة التي تحيق بحدودها شرقًا، وغربًا، وجنوبًا وكأنها سفينة تتقاذفها الأعاصير، والرياح في بحر هائج.

هذه الحملات المسمومة ليست مصادفة ولا عشوائية، ولكنها مخططة وفقًا لسيناريوهات جهنمية لإطفاء جذوة الأمل في نفوس المصريين.

بعيدًا عن محاولات الترويج الخبيثة لفتنة بين مصر وأشقائها العرب يجب التمعن الشديد في مواقف صلبة شجاعة للقيادة السياسية الواعية بمصر تجاه مخطط شيطاني يرى في مصر العروبة الباسلة صخرة كؤود تحول دون وأد القضية الفلسطينية إلى الأبد بتهجير أهالي غزة البواسل.

رفض مصر الاشتراك في ضرب الحوثيين باليمن أو منح المرور المجاني بقناة السويس للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية أو تنويع مصادر تسليح الجيش المصري لم يكن أمرا مقبولًا لدى الطامعين الذين يعملون على إعادة رسم خريطة المنطقة لتصبح دولها وشعوبها أسيرة وخاضعة لرغبات وسيطرة أمريكا والدول الغربية.. الحرب التي تواجهها مصر هي حرب بقاء . ليست غزوًا عسكريًا أو حصارًا اقتصاديًا . هي حرب مسمومة تستهدف إفراغ المحروسة من مكمن قوتها وسر تفردها المتمثل في جينات المصريين التي لا تقبل التهجين .. دماؤهم النقية التي تحمل نخوة العروبة وحب الخير .. شبابها الواعي الطموح .. قدرها المحتوم الذي جعلها دائما في المواجهة لا تهادن أو تقايض علي مقدرات أمتها العربية والإسلامية . بعيدًا عن العاطفة وبالاحتكام إلى التاريخ ماضيه وحاضره يحق لكل مصري أن يفخر ويعتز ويتباهى بوطنه.

هذا الوطن الذي لا يقبل إلا العزة والكرامة.. ثقة المصريين بوطنهم وقيادته هي الحصن المنيع ضد أحلام الواهمين.

وكما قال الدكتور جمال حمدان في كتابه شخصية مصر "ما تملكه مصر من ثقل ديموغرافي وحضاري وجغرافي لا يستعار، ولا يورث، ولا يشتري، ومن ثم فإن مكانتها ليست محل مزاحمة أو مناورة. وكذلك ما قاله الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما " مصر تمثل عقل العالم العربي وقلبه، وعندما تتحدث القاهرة يصغي الجميع" ثق في نفسك وفي وطنك وقبل كل ذلك ثق في الله هو جل شأنه من وهب أرض الكنانة مكانتها وهو الحافظ لها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة