بين أجواء الفرح، والاجتماعات العائلية، وتبادل الأطباق الغنية بالدهون والبروتينات خلال عيد الأضحى، كثيرون يجدون أنفسهم بعد أيام العيد في مواجهة مباشرة مع آثار الإفراط الغذائي: اضطرابات هضمية، شعور بالخمول، وزيادة في الوزن. لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو.. كيف يمكن استعادة التوازن الغذائي بعد هذه الفترة المكثفة من الأكل الدسم؟
موضوعات مقترحة
وخلال السطور التالية، ترصد " بوابة الأهرام" الأسباب الصحية الكامنة وراء الحاجة لاستعادة النظام الغذائي، ونستعرض آراء مختصين في التغذية والصحة العامة. كما تطرح خطة عملية تساعد القراء على العودة إلى نظام صحي دون اللجوء إلى "الديتوكس" أو الحميات القاسية.
العيد وما يتركه في أجسامنا
يقول الدكتور أحمد رامي، أخصائي التغذية العلاجية، إن "متوسط السعرات الحرارية اليومية التي يتناولها الفرد في عيد الأضحى قد تصل إلى 4000 سعرة، ضعف الاحتياج اليومي تقريبًا، بسبب كثافة اللحوم الحمراء، الدهون الحيوانية، والمقليات، إلى جانب قلة الحركة".
ويضيف: "النتائج لا تقتصر على الوزن فقط، بل تمتد إلى ارتفاع في معدلات الكوليسترول، اضطراب في سكر الدم، وأحيانًا التهابات في الجهاز الهضمي نتيجة الأكل غير المتوازن".
نظام غذائي ما بعد الأضحى
لماذا لا يجب اللجوء إلى حمية غذائية قاسية بعد العيد؟
رغم الانتشار الواسع لحميات "الديتوكس" بعد المناسبات، يحذر خبراء التغذية منها، يقول الدكتور أحمد دياب أن الصيام عن الطعام أو الاعتماد فقط على العصائر لفترات طويلة يضر الجسم أكثر مما ينفعه. الجسم لديه آليات ذاتية للتخلص من السموم عبر الكبد والكلى، ولا يحتاج لحرمان غذائي بل إلى توازن غذائي.
نظام غذائي ما بعد الأضحى
خطة عملية لاستعادة النظام الغذائي الصحي
ويوصي دياب بإتباع خطة عملية لاستعادة النظام الغذائي الصحي يتمثل في:
1- العودة التدريجية، فلا يُنصح بالانتقال المفاجئ من الأكل الدسم إلى نظام قاسٍ. الأفضل هو تقليل الكمية تدريجيًا، والعودة إلى مواعيد الأكل الطبيعية.
2- التركيز على الخضروات والفواكه؛ حيث تساعد الألياف الموجودة في الخضروات على تحسين الهضم، وتقليل الشعور بالجوع، كما تعزز من الشعور بالشبع دون سعرات عالية.
3- شرب الماء بكثرة، لأن الماء يساعد شرب 2 إلى 3 لترات من الماء يوميًا على تنشيط عملية التمثيل الغذائي وطرد الفضلات.
4- تقليل اللحوم تدريجيًا؛ حيث يكفي تناول اللحوم مرة أو مرتين أسبوعيًا، مع التركيز على الطرق الصحية في الطهي مثل الشوي أو السلق بدلاً من القلي.
5- النشاط البدني، حتى المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا يمكن أن يُحدث فرقًا في مستويات الطاقة وحرق السعرات.
اقرأ أيضا:
خبيرة تغذية: يفضل تناول لحوم الأضاحي في اليوم الثاني للعيد أو بعد الذبح بـ6 ساعات على الأقل
احذر الإفراط: التونة المعلبة بين الفوائد الغذائية ومخاطر الزئبق
نظام غذائي ما بعد الأضحى
الجانب النفسي.. لا تجعل الذنب يقودك
من الأخطاء الشائعة بعد العيد، الإحساس بالذنب وكره الذات بسبب الإفراط في الطعام. تقول الدكتورة منى حسن، أخصائية الصحة النفسية المطلوب هو الوعي وليس جلد الذات. العيد مناسبة اجتماعية ودينية، والتوازن النفسي مهم كجزء من العودة للنظام الصحي. التغذية ليست فقط جسدًا، بل نفس وعقل أيضًا.