"الأخ منو" هو معبد أقامة الملك تحتمس الثالث، أعظم ملوك الأسرة 18 فى معبد الكرنك، وذلك فى العام الرابع والعشرين من حكمه بعد وفاة الملكة حتشبسوت.
موضوعات مقترحة
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لـ"بوابة الأهرام"، إن المعبد أُطلق عليه اسم معبد "آخ منو" الذي يعني الأثر المضىء أو المفيد،
ويشمل هذا المعبد على ثلاثة أجزاء اساسية، حجرات فى الشرق يتوسطها قدس الأقداس وبجانبه شمالا صالة ذات أربعة اساطين تعرف بحديقة النباتات؛ وذلك لما يزين جدرانها من المناظر شائقة لنباتات وطيور وحيوانات جلبها تحتمس الثالث من سوريا فى السنة الخامسة والعشرين من حكمه إلى حديقة المعبد، وبهذا يمكن اعتبار تحتمس الثالث أول مؤسس لحديقة حيوان فى العالم.
وبُني بجواره قاعة الأجداد، وهى حجرة صغيرة موجودة فى الزاوية الجنوبية الغربية، والتى نُقشت على جدرانها أسماء ملوك مصر وتعرف هذه القائمة بقائمة الكرنك، أقامها الملك تحتمس الثالث هناك، ولهذا تعرف بقائمة الكرنك، ونُقلت إلى باريس عام 1844م حيث تعرض الآن فى متحف اللوفر.
وهناك طريق فى جانبه الجنوبى الغربى يصل إلى بهو الأعياد، وهو كبير مستطيل طوله 43,2 مترا وعرضه 15,6مترا، فريد فى تخطيطه وأسلوبه المعمارى، فقد حاول فيه المهندس المصرى تقليد الخيمة الملكية التى كانت تنصب فى الحروب فهو يبدو كسرداق ضخم من الحجر يتوسطه صفان من أساطين عالية فى كل صف عشرة أساطين يبدو تاج هذا الأسطون مقلوبا فهو يشبه ناقوس فتحته من أسفل ومدور فى أعلاه حيث تستقر علية ركيزة من فوقها عتب.
وقد أقيم فى جوانب هذا البهو الأربعة صف من الأعمدة عددها 32 عمود وهى أقل ارتفاعا من الأساطين التى فى الوسط وبذلك يستوى السقف على مسطحين بينهما فتحات تسمح بدخول الضوء ويلاحظ أن قواعد الأساطين قد قطعت عن عمد ربما لكى لا تعرقل سير المركب
ويوضح شاكر، أنه فى بدايات القرن الرابع الميلادي، تم إعادة استخدام مبنى ومعبد الأخ منو ليكون كنيسة قبطية للمسيحيين الأوائل، الذين هربوا من الاضطهاد الروماني في تلك الفترة، ليستقروا داخل المعابد المصرية هربا بدينهم، إذ نجد على الأعمدة وتحديدًا الأجزاء العلوية منها تصوير مجموعة من النقوش والرسومات المسيحية التي تمثل مجموعة من القديسين والقديسات منهم من يحمل الإنجيل المقدس في أيديهم.
وتوجد بعض الشقوق داخل الأعمدة تشير لإعادة استخدامها لوضع ستائر داخل الكنيسة، إيذانًا في تلك الفترة توجد في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من المبنى تمثال مصنوع من حجر الكوارتزايت الأحمر يمثل الملك تحتمس مع أحد المعبودات، ويعتقد بعض الأثريين أنه تم تكسيره، وأعادة شكله كالصليب رمز الديانة المسيحية، وتعد هذه الكنيسة أحد الكنائس التي تم استخدامها داخل معابد الكرنك بل هي أشهرها على الأطلاق.
إظهار عدد من النقوش الهامة بالمقاصير الجنوبية وتوثيقها
وتفقد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مشروع ترميم وتأهيل "المقاصير الجنوبية" لمعبد أخ منو بمنطقة معابد الكرنك في الأقصر، والذي تم بالتعاون مع المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK).
وأكد د. محمد إسماعيل خالد على أهمية هذا المشروع والذي أسفر عن الانتهاء من ترميم وافتتاح موقع أثري جديد أمام حركة الزائرين ما يأتي في إطار تكليفات شريف فتحي وزير السياحة والآثار بفتح مزارات أثرية جديدة بما يساهم في دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر لاسيما من محبي منتج السياحة الثقافية.
وأعرب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن كامل تقديره للتعاون مع الجانب الفرنسي في عدد من المشروعات الهامة في مجال الآثار والذي يعد هذا المشروع أحد أوجه هذا التعاون، والذي ساهم في صون جزء من التراث المصري القديم.
وأضاف أن أعمال ترميم المقاصير الجنوبية بمنطقة الآخ منو شملت أعمال التنظيف والترميم الإنشائي والدقيق، بالإضافة إلى التوثيق الكامل للنقوش والمناظر الدينية.
وأوضح محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال التنظيف ساهمت في إظهار عدد من النقوش الهامة من بينها نقوش توضح الطقوس التي كان يؤديها الملك تقربًا للإله آمون، بينما زُيّنت جدران الممر الرئيسي بمشاهد من احتفال "حب سد" (عيد اليوبيل) لتحتمس الثالث، إضافة إلى نقش تأسيسي طويل يصف المعبد بأنه "معبد لملايين السنين"، مكرّس للإله آمون-رع وآلهة الكرنك.
وأشار د. عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر ومدير المركز المصري الفرنسي من الجانب المصري، إلى أن أعمال التطوير بالمقاصير شملت كذلك رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بهدف تحسين التجربة السياحية حيث تم وضع لافتات إرشادية ومعلوماتية حول تاريخ المقاصير الجنوبية بالإضافة إلى تيسيير الزيارة لذوي الهمم عن طريق عمل رامبات خاصة لهم.
وأضاف أن تاريخ معبد الأخ منو يعود إلى عهد الملك تحتمس الثالث (حوالي 1479–1425 ق.م)، ويُعد من أهم المعابد المخصصة لعبادة الإله آمون-رع في الكرنك خلال الدولة الحديثة. وتوجد "المقاصير الجنوبية" مباشرة إلى يمين المدخل الرئيسي للمعبد، وهي منطقة شعائرية مكونة من سبع مقاصير وغرفتين كبيرتين ذات أعمدة، متصلة عبر ممر داخلي.
يمتاز هذا المبنى المعماري بحالة حفظ ممتازة؛ حيث لا تزال أجزاء كبيرة من الجدران والأسقف قائمة، وتحتفظ النقوش الملونة على الجدران بوضوحها وزهو ألوانها، ما يجعله من أبرز المعالم المحفوظة في معابد الكرنك.
وقد حرص الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار خلال تواجده بمحافظة الأقصر على تفقد أعمال الحفائر التي تجريها عدد من البعثات المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، بعدد من المواقع الأثرية والتي جاء من بينها موقع حفائر البعثة المصرية بمنطقة العساسيف بالقرنة، وحفائر البعثة الأثرية المصرية بمنطقة نجع ابو عصبة بالكرنك.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنه بالعساسيف تمكنت البعثة من الكشف عن مجموعة من التوابيت الخشبية الصغيرة المخصصة للأطفال معظمها في حالة سيئة جداً من الحفظ، وجميع التوابيت خالية من النقوش والكتابات، وأشار إلى أن الفترة القادمة سوف يتم الاستعانة بمتخصص في العظام الآدمية والتوابيت الخشبية لتحديد العصر الذي تعود إليه هذه التوابيت، وكذلك دراسة العظام الموجودة بداخلها لتحديد العمر والجنس وأسباب الوفاة، الأمر الذي يسهم في معرفة أعمق لموقع الحفائر بشكل عام.
ومن جانبه قال محمد عبد البديع، إن البعثة المصرية كشفت عن مجموعة من الأوستراكات من الحجر الجيري والفخار، وخاتمين مخروطين الشكل فاقدي بعض الأجزاء يقرأ عليه (المشرف علي البيت خونسو)، بالإضافة إلى الكشف عن بئر داخله عدد من تماثيل الأوشابتي الصغيرة من الفيانس الأزرق، فضلا عن الكشف عن غرفة يتوسطها عمود عليه بقايا ملاط ولا يوجد عليه أي كتابات.
أما عن حفائر البعثة المصرية في منطقة نجع أبو عصبة فأوضح د. عبد الغفار وجدي أن أعمال الحفائر أسفرت عن الكشف عن سور ضخم من الطوب اللبن يرجع تأريخه إلي عهد الملك (من خبر رع) أحد ملوك الأسرة ال 21، وهو سور مبني من قوالب الطوب اللبن الذي ختم كل قالب فيه باسم الملك مع اسم زوجته، كما تم العثور على بوابة من الحجر الرملي في قلب هذا السور، بالإضافة إلى بعض الورش المختلفة وأفران صناعة تماثيل البرونز، بالإضافة إلى عدد من التماثيل الأوزويرية المصنوعة من البرونز مختلفة الأحجام وبعض العملات والتمائم، كما تم العثور علي ورشة كبيرة لصناعة الجعة، والتي توضح وظيفة المنطقة في فترات زمنية مختلفة والتي ربما كانت تمثل منطقة صناعية.
معبد الأخ منو في الأقصر
معبد الأخ منو في الأقصر
معبد الأخ منو في الأقصر
معبد الأخ منو في الأقصر
معبد الأخ منو في الأقصر