من دفتر تاريخ الأهرام.. شهامة السائقين من محمد جامع منقذ أمبابة لخالد عبد العال بطل العاشر

10-6-2025 | 22:23
من دفتر تاريخ الأهرام شهامة السائقين من محمد جامع منقذ أمبابة لخالد عبد العال بطل العاشرخالد عبد العال بطل شاحنة العاشر
محمود الدسوقي

أعادت قصة البطل خالد عبد العال سائق شاحنة العاشر من رمضان، والذي قام بدور بطولي في التضحية بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين، قصة أخرى كان بطلها شخص يُدعى محمد عبد العزيز جامع، كلاهما مارسا مهنة القيادة، وأثبتا أن مصر بلد الشهامة، الاختلاف أن خالد عبد العال كان ضحية شهامته خلاف جامع الذي نجا من الواقعة بأعجوبة. 

موضوعات مقترحة

منقذ إمبابة 

كانت قصة محمد عبدالعزيز جامع، التي حدثت منتصف سبعينيات القرن الماضي، أشبه بفيلم سينمائي، كان على الرجل مهمة أن يقود سيارة بنزين مشتعلة ويخرجها من محطة الوقود التي امتدت إليها النيران، وكان عليه وهو يقود بأقصي سرعة أن يبحث عن أقرب مخرج لنهر النيل، لكي يلقي سيارته قبل أن تنفجر وتحدث العديد من الخسائر في الأرواح.

السائق الذي وردت قصته في الصفحة الداخلية بجريدة الأهرام عام 1976م، فوجئ بأن سور كورنيش النيل مرتفع ويحول بينه وبين تنفيذ فكرته في إلقاء السيارة المشتعلة قبل انفجارها، ليبدأ فورا في خطة عمل أخرى، فقرر أن يترك السيارة ويقوم كالمجنون بتنبيه المارة في الشوارع بالابتعاد عنها، دون خوف من أن تنفجر السيارة وجسده في أي لحظة، حتى يجد مخرجًا للنزول بها في نهر النيل.

ما الذي دفع الأمور لتصل إلى هذا الوضع الساخن؟، "بوابة الأهرام" تستعيد تفاصيل الواقعة المثيرة، كانت وظيفة السائق الشجاع تقتضي أن يقود شاحنته ويفرغ حمولته في المحطات، محطة تلو محطة، حتي حدث ما لم يكن في حسبانه، وهو اشتعال سيارته المحملة بالبنزين عندما كان يقوم بتفريغ حمولتها في محطة أحمد حلمي بإمبابة، التي تقع وسط منطقة مزدحمة بالسكان.

قام السائق الشجاع بتنبيه المارة وهو في حالة جنونية، تطوع البعض منهم بإبلاغ مأمور مركز شرطة أمبابة، ليصدر الأمر بإطفاء التيار الكهربائي عن المنطقة كاملة خوفاً علي السكان إذا انفجرت الشاحنة، كما تحركت سيارات الإطفاء لتتمكن القوات من إخماد الحريق بعد محاصرتها للسيارة المشتعلة.

"جريدة الأهرام" رصدت حديث شهود العيان عن الواقعة، وتحقيقات الشرطة في الحادثة المثيرة التي أصابت السكان بالهلع والخوف، حيث أكد صاحب محطة الوقود، أنه شاهد تباع السيارة وهو يشعل سيجارة أثناء تفريغ الحمولة في المحطة، لكن التباع أنكر ذلك في محضر الشرطة.

السائق الشجاع محمد عبدالعزيز جامع، أنكر أن يكون التباع هو المتسبب في الحريق، مؤكداً أن التباع لم يدخن أي سيجارة، وأرجع سبب الحريق إلى أن دراجة نارية انقلبت بالقرب من المحطة، ومن المحتمل أن يكون الشرر قد تطاير منها، ليمسك بسيارة البنزين من أسفلها، مما تسبب في اشتعالها.

قائد سيارات الإطفاء كان له عدة آراء، منها أن هناك شررا تطاير من شكمان سيارة الوقود، أو إشعال سيجارة، أو عود ثقاب تم إشعاله أثناء تفريغ الحمولة، أما محضر الشرطة فقد أجمل الخسائر المبدئية التي حدثت في المحطة والسيارة والحمولة بحوالي 16 ألف جنيه، وواصلت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة التي رصدتها (الأهرام) بعنوان "سائق سيارة بنزين يلقي بها في النيل قبل انفجارها في إمبابة".

ولفظ خالدعبد العال، أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته بحروق بالغة جراء الحريق الذي نشب فى سيارة تحمل مواد بترولية، واستطاع السائق الراحل الشجاع خالد محمد شوقي، أن يندفع  إلى مقعد القيادة بسرعة غير معهودة بينما كانت النيران تلتهم السيارة، فى محطة وقود العاشر من رمضان، وانطلق بها إلى خارج المحطة، محاولاً إبعاد الخطر عن المواطنين المتواجدين، وبفضل شجاعته، نجح في إخراج السيارة المحترقة إلى الشارع، ليحول دون امتداد الحريق إلى خزانات الوقود داخل المحطة، وتداول عدد من المواطنين مقاطع الفيديو والصور للسائق مصحوبة بكلمات الإشادة والإعجاب، وتم نقله على الفور إلى مستشفى "أهل مصر للحروق" لتلقي العلاج اللازم بعد أن نُقل من مستشفى محلي، حيث كان محتجزًا بالعناية المركزة.

وقد لفظ السائق الشهم الشجاع أنفاسه الأخير وسط تكريمات من الشعب المصري الذي أشاد بشهامته، ومطالب بتكريم أسرته، وقيام  مجلس الوزراء وأعلى وزارات وهيئات الدولة بنعى البطل الشهم. 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: