أصدر حلف شمال الأطلسي (ناتو) استراتيجية جديدة للعلوم والتكنولوجيا، بعد أن أقرها وزراء دفاع الدول الأعضاء خلال اجتماعهم الأخير في بروكسل.
موضوعات مقترحة
وتهدف الاستراتيجية إلى تعزيز تفوق الحلف التكنولوجي والعلمي من خلال دعم البحث والابتكار وتوحيد الجهود في مجالات الدفاع والأمن، ومواجهة التحديات العالمية المتسارعة حتى عام 2045.
كما تركز الاستراتيجية، التي تم اعتمادها رسميًا من قبل وزراء دفاع الحلف في 5 يونيو الجاري خلال اجتماعهم الأخير، على ثلاثة محاور رئيسية تشمل: الاستباق والاستثمار، الحماية والتأمين، والتنسيق والتفعيل، في إطار منظومة متكاملة تستجيب لمتغيرات البيئة التكنولوجية العالمية.
وأوضح بيان رسمي صادر عن الحلف اليوم الثلاثاء أن الاستراتيجية الجديدة جاءت استنادًا إلى تقرير "اتجاهات العلوم والتكنولوجيا 2025–2045"، الذي حدد ستة مسارات رئيسية للتطور التكنولوجي في العقود القادمة، من بينها: الذكاء الاصطناعي، الحوسبة الكمومية، الثورة الحيوية، الفضاء السيبراني، التقنيات الناشئة، والتكامل العميق بين الأنظمة الرقمية والفيزيائية.
وأكدت قيادة الحلف أن هذه الاستراتيجية ستُنفذ عبر ما يُعرف بـ"منظومة العلوم والتكنولوجيا" التابعة للناتو، والتي تضم خبراء ومؤسسات متخصصة أبرزها: لجنة العلوم والتكنولوجيا، ومنظمة الناتو للعلوم والتكنولوجيا (STO)، ووكالة الاتصالات والمعلومات، بالإضافة إلى مراكز الأبحاث المتقدمة مثل مركز CMRE في لا سبيتسيا بإيطاليا.
كما تتكامل هذه الاستراتيجية مع مبادرات الابتكار القائمة في الحلف، مثل "DIANA" – منصة الابتكار الدفاعي، وصندوق الناتو للابتكار بقيمة مليار يورو، اللذَين يهدفان إلى تسريع تطوير التقنيات المزدوجة التي تخدم أغراضًا دفاعية ومدنية في آنٍ واحد.
وأشار مسؤولون في الحلف إلى أن تبنّي هذه الرؤية المستقبلية يعكس إدراك الناتو لحجم التحديات التي تفرضها المنافسة الجيوسياسية، والتقدم التكنولوجي المتسارع في دول مثل الصين وروسيا، فضلًا عن التهديدات غير التقليدية كالإرهاب السيبراني والهجمات الهجينة.
واختتم البيان بالتأكيد على أن الابتكار العلمي والتكنولوجي بات ضرورة استراتيجية وليست خيارًا، لضمان أمن الحلفاء وتفوقهم في بيئة أمنية عالمية شديدة التعقيد.