"العودة بعد العيد أصعب من بداية الأسبوع"، جملة يرددها كثيرون مع انتهاء عطلة العيد وعودة الحياة إلى روتينها المعتاد. فبعد أيام من الراحة والتواصل العائلي والسفر، يواجه كثيرون صعوبة حقيقية في استعادة تركيزهم ونشاطهم. فما السبب؟ وكيف نتغلب على هذا الخمول ونعود بكامل طاقتنا؟
العودة إلى العمل
لماذا نشعر بالخمول بعد الإجازة؟
يوضح الدكتور علاء الغندور، استشاري التأهيل النفسي والسلوكي، أن الشعور بالخمول بعد الإجازات الطويلة أمر شائع، ويرتبط بعدة عوامل منها: اضطراب النوم، نتيجة التبديل المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ يربك الساعة البيولوجية للجسم، كذلك تناول كميات كبيرة من الطعام، وخاصة الحلويات والدهون، يثقل الجسم ويقلل من النشاط، هذا بالإضافة فترة الراحة الطويلة التي تجعل العودة للمهام الذهنية أكثر صعوبة، والأمر الذي يؤدي إلى تحول الكسل المؤقت إلى مقاومة نفسية لأي مجهود.
العودة إلى العمل
تجارب حقيقية.. "مش قادر أرجع للمود"
مصطفى أسامة، موظف في قطاع الاتصالات، يقول: "قضيت العيد مع أهلي في الصعيد. لما رجعت الشغل حسّيت إني تايه ومش قادر أركّز، وكأن مخّي لسه في الإجازة".
بينما تقول مي عبد الغني، طالبة جامعية: "كنت بسهر لحد الفجر وأصحى الظهر، وفجأة لازم أرجع للكورس والتركيز، حسيت إن دماغي مش مستوعبة."
هذه الحالات تلخص المعاناة التي يمر بها كثيرون، وتُظهر أن العودة للعمل أو الدراسة تحتاج إلى استعداد تدريجي، لا صدمة مفاجئ.
العودة إلى العمل
اقرأ أيضا:
كيف تستعيد نشاطك بعد شهر رمضان؟
كيف تستعيد نشاطك وشغفك للعمل بعد الإجازة؟
خطوات عملية لاستعادة النشاط
يقدم الدكتور وائل وفاء، استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات، مجموعة من النصائح العملية لمساعدتك في استعادة توازنك بعد الإجازة:
1- ابدأ بضبط نومك قبل العودة بيومين.
2- امنح جسدك وقتًا ليتأقلم من جديد على الاستيقاظ المبكر.
3- مارس نشاطًا بدنيًا بسيطًا صباحًا حتى 10- 15 دقيقة مشي كافية لتحفيز الجسم والعقل.
4- ابدأ بأهداف بسيطة.
5- لا تضع ضغطًا كبيرًا في أول يوم، بل أنجز مهام سهلة لتدخل في "المود" تدريجيًا.
6- اختر وجبات خفيفة ومتوازنة تساعدك على النشاط لا الخمول.
7- استرجع لحظات العيد السعيدة واستخدمها كمصدر طاقة لا كذريعة للكسل.
العودة إلى العمل
هل يمكن أن تكون "أزمة ما بعد العيد" فرصة؟
و يشير الدكتور وائل إلى أن هذه المرحلة يمكن أن تكون فرصة ذهبية لإعادة ترتيب أولوياتك، وتقييم أسلوب حياتك، والبدء من جديد بروح أكثر حيوية.
لا تجعل العودة عبئًا
ويختتم استشاري العلاقات الإنسانية وتنمية المهارات حديثه قائلا: " العودة من العيد ليست نهاية المتعة، بل بداية جديدة بإمكانك أن تصنع فيها توازنًا بين العمل والحياة. خذ الأمور تدريجيًا، وامنح نفسك وقتًا للتأقلم، ولا تنسَ أن النجاح لا يحتاج قوة مفاجئة، بل انتظام ذكي".