العائلة المقدسة ومسار الخير

9-6-2025 | 20:36

تهدف الدولة المصرية إلى مضاعفة عدد السائحين ليصل إلى 30 مليون سائح عام 2030، وأعتقد أن مصر قادرة على تحقيق هذا الحلم، فلدينا كل المقومات والإمكانات التي تمهد الطريق للوصول إلى هذا الرقم، وليس علينا إلا العمل ثم العمل ثم العمل.

لدينا فرصة ذهبية، إذا نجحنا في استغلالها فسوف نحقق مستهدفات قطاع السياحة ونتخطاها، هذه الفرصة هي مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، ذلك المسار المبارك الذي سلكه السيد المسيح والسيدة مريم ويوسف النجار من العريش إلى أسيوط منذ 2000 عام، ليجلب الخير والبركة لمصر الآن.

هذا المشروع يعد مشروعا قوميا باقتدار، لديه كل مقومات النجاح، عوائده مضمونه، وآثاره ستعم البلاد والعباد، وهذا المشروع الحلم سيغير شكل السياحة في مصر بلا أدني شك.

تقول التقديرات إن هناك 150 مليون سائح للمواقع المسيحية المقدسة حول العالم كل عام، مثل كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، أو مزار القديسة لورد في فرنسا، أو السيدة فاطمة في البرتغال، ونحن نطمح أن يتبوأ مسار العائلة المقدسة في مصر مكانته السياحية والدينية وسط هذه المزارات، كوجهة للسياحة الدينية حول العالم.

ومن المهم الإشارة إلى أن الفاتيكان قد اعتمد مسار العائلة المقدسة كرحلة حج مسيحي عام 2017، وذلك بعد مجهود كبير قام به رجل الأعمال المعروف منير غبور في عرض ملف شامل متكامل عن مسار العائلة المقدسة وقام بتقديمه إلى الفاتيكان.

لدينا 12 نقطة مرت بهم العائلة المقدسة (من إجمالي 25 نقطة) يمكن البدء بهم كمرحلة أولي، ولدينا خطة سياحية متكاملة ومحكمة لزيارة هذه النقاط أعدته جمعية إحياء التراث الوطني المصري (نهرا) والتي أسسها رجل الأعمال منير غبور عام 1999.

القطاع الخاص تولي زمام المبادرة لتطوير نقاط مسار العائلة المقدسة وتهيئتها بكل ما تحتاج لاستقبال الزائرين، حيث أسس رجل الأعمال منير غبور - والذي يتبني مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة - شركة سياحية برأس مال 5 مليارات جنيه لتشكل الأداة الاستثمارية لهذا المشروع العملاق.

نحتاج وبشدة والآن وليس غدا أن تتبني الدولة المصرية هذا المشروع و توليه أقصي درجات الاهتمام ليرى النور في القريب العاجل، فهنالك دور كبير يقع علي عاتق الحكومة وأجهزة الحكم المحلي فيما يتعلق بالبنية التحتية المرتبطة بهذا المشروع، ولن نستطيع أن نطلق هذا المشروع من دون توفر إرادة حقيقية من قبل الدولة للتعاون مع القطاع الخاص من أجل الانتهاء من الأعمال اللازمة لاستقبال السائحين.

مسار العائلة المقدسة هو استثمار سياحي مضمون العوائد، سيجلب لمصر 15 مليون سائح علي أقل تقدير، مما يعني 15 مليار دولار من العملة الصعبة سنويا، ناهيك عن خلق مئات الآلاف من فرص العمل، وتغيير النمط التجاري والاقتصادي بالكامل للمناطق السكنية المحيطة بالمزارات.

أناشد السيد رئيس مجلس الوزراء وأناشد السيد وزير السياحة أن يضعا هذا المشروع في مكانه الصحيح مع الدعم منهما؛ لكي ينعم الشعب المصري بفوائده، وأعتقد أن قيادة هذا الملف تحتاج إلى لجنة عليا بمجلس الوزراء للتوجيه والتنسيق بين كل الجهات المعنية في الدولة من جهة، ومع القطاع الخاص من جهة أخري، وذلك حتي تتكامل الرؤي و تتضافر الجهود لتحقيق الهدف المنشود.

كما أعتقد أننا نحتاج إلى الدعوة لمؤتمر دولي نجلب له كل أصحاب المصلحة من كل دول العالم ليروا ما لدينا من كنوز مسيحية بأنفسهم، ولنستطيع أن نؤثر فيهم ونقنعهم بأهمية بالاستثمار في هذا المشروع، ولنخلق رأيا عاما عالميا يكون محور حديثه هو الحج إلى مسار العائلة المقدسة في مصر.

حبانا الله بنعمة منذ آلاف السنين آن الأوان لاستغلالها على الوجه الأكمل، وعلينا إعلاء المصلحة الوطنية ونقدم هذا المشروع هدية للأجيال القادمة.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: