في إنجاز علمي بارز، حصل الباحث محمد حسن إبراهيم حسن على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من كلية الآداب بجامعة عين شمس، وذلك عن رسالته الموسومة بـ "التعارض والترجيح عند عبدالله بن الصديق الغماري وأثره على اجتهاداته الأصولية والقضايا الفقهية المعاصرة: دراسة تحليلية".
موضوعات مقترحة
وقد استغرقت المناقشة حوالي ثلاث ساعات، من الواحدة ظهرًا حتى الرابعة عصرًا، وشهدت حضورًا أكاديميًا مميزًا، بما في ذلك حضور الأستاذة إيمان عراقى رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادي ولغة العصر.
تُعد هذه الرسالة إضافة نوعية للمكتبة الإسلامية، حيث ركزت على علم أصول الفقه، وهو العلم الذي يمثل البوصلة والمرشد لاستنباط الأحكام الشرعية من نصوص الكتاب والسنة.
ولا تقتصر أهمية هذا العلم على الفقهاء فحسب، بل يمتد أثره ليشمل القضاة في فض النزاعات والفصل في الدعاوى والشهادات، فكل استنباط شرعي يجب أن يُعرض على قواعده وأصوله، ليُقبل ما وافقها ويُرد ما خالفها، بغض النظر عن قائله.
ويؤكد أهل العلم أن الاجتهاد والنظر في المسائل الشرعية لا يجوز إلا لمن استوفى الشروط التي وضعها الأصوليون.
وقد اختار الباحث التركيز على مبحث "التعارض والترجيح" من علم أصول الفقه، وهو أحد المباحث المتشعبة والعميقة التي تُسهم بشكل كبير في ضبط أصول الاستدلال والفهم.
ويأتي هذا المبحث في نهاية كتب أصول الفقه لأنه يتعلق بصفات الأدلة وكيفية التعامل معها عند وجود ما يبدو أنه تعارض بينها.
ولإثراء دراسته، اختار الباحث شخصية علمية فذة، وهو العالم الجليل عبدالله بن الصديق الغماري رحمه الله. وقد قام الباحث بدراسة موسوعته الكاملة، واستخلص منها الجوانب النظرية المتعلقة بالتعارض والترجيح، ثم طبقها على عدد من القضايا الأصولية والفقهية المعاصرة، مما يبرز حيوية هذا العلم وقدرته على معالجة مستجدات العصر.
وقد أشرف على هذه الرسالة الأستاذ الدكتور إبراهيم عوض، والأستاذ المساعد الدكتور السعيد البسطويسي من كلية الآداب جامعة عين شمس. وتكونت لجنة المناقشة من قامات علمية بارزة، الأستاذ الدكتور محمد يونس عبدالعال من كلية الآداب جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور أحمد عطا إبراهيم حسن من كلية الآداب جامعة القاهرة.
وفي ختام دراسته، أوصى الباحث بضرورة توجيه أنظار الباحثين إلى "الأعمال الكاملة" للإمام عبدالله بن الصديق الغماري، مؤكدًا أنها كنز علمي غني بالمعارف في مختلف العلوم الشرعية، من الحديث الشريف، والعقيدة، ومنهجه الفكري، بالإضافة إلى علوم التفسير والفقه وأصوله، مما يستدعي المزيد من الجهود البحثية لاستكشاف كنوزه.