رائحة الدم والصراخ.. أسباب "الهياج الدفاعي" لعجول الأضاحي عند ذبحها وطرق السيطرة عليها

8-6-2025 | 21:39
رائحة الدم والصراخ أسباب  الهياج الدفاعي  لعجول الأضاحي عند ذبحها وطرق السيطرة عليهاعجول الأضاحي
شيماء شعبان

مشهد متكرر يتكرر كل عام في صباحات عيد الأضحى، حين تتحول بعض شوارع المدن المصرية إلى ساحات مطاردة بين الأهالي وعجول هائجة فرت من الحظائر، وأحيانًا من أمام الجزار مباشرة.

موضوعات مقترحة

لقطات تُوثقها الكاميرات وتنتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تعليقات تمزج بين السخرية والرعب، ولكن، خلف هذا المشهد المألوف تقبع ظاهرة تستحق التمحيص، ما الذي يدفع العجول تحديدًا للهروب في هذا التوقيت؟ وهل هناك تفسير علمي لذلك؟

الهياج الجماعي في زمن الذبح

في حي المقطم بالقاهرة، يروي الحاج أحمد، جزار منذ 25 عامًا، تفاصيل اللحظة التي انقلب فيها صباح العيد إلى فوضى:“كان العجل مربوط كويس، لكن أول ما قربنا منه، شاف السكين وبدأ يضرب برجليه وينط خلانا نطارد فيه لساعة.

"الرعب" لا الغريزة

وتؤكد الدكتورة نهى مجدي، أستاذة سلوك الحيوان، تفسر الظاهرة قائلة: “العجول لا تملك وعيًا بالموت مثل الإنسان، لكنها تتأثر بالضوضاء، برائحة الدم، وصراخ الحيوانات الأخرى. هذا ما يثير فيها رد فعل يُعرف بـ "الهياج الدفاعي".

وتتابع: عندما تُحتجز العجول في مساحات ضيقة، خاصة في بيئة حضرية غير معتادة عليها، وتُعامل بعنف أو خوف، فإن جهازها العصبي يفرز كميات هائلة من الأدرينالين، مما يؤدي إلى حالات هياج يصعب السيطرة عليها.”

العوامل البيئية والإنسانية

أظهرت دراسات بيطرية متعددة أن هناك عدة أسباب تساهم في تفاقم الظاهرة، أبرزها: ""الإجهاد الحراري لأن عيد الأضحى غالبًا ما يصادف فصل الصيف؛ حيث ترتفع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى زيادة توتر الحيوان.كما أن نقل العجول بطرق غير إنسانية في سيارات ضيقة دون تهوية، مما يسبب الذعر والإجهاد، هذا بالإضافة إلى أصوات الناس، الزحام، والمفرقعات أحيانًا، تثير الخوف لدى العجل، فضلا عن رؤية الدم؛ حيث أن بعض العجول قد تشهد ذبح غيرها، وهو ما يولّد حالة من “الرعب المكتسب”، حسب ما تصفه دراسات سلوكية.

هل يمكن السيطرة؟

و يشير الدكتور أحمد أبو شنب، طبيب بيطري، إلى بعض الحلول الوقائية:
١-عزل العجول عن بعضها وعدم الذبح أمامها.
٢- الاعتماد على المسكنات البيطرية الخفيفة لتهدئة الحيوان قبل الذبح.
٣- التوعية المجتمعية بعدم إثارة الحيوان بالمزاح أو التصوير المباشر.
٤- توفير بيئة أكثر هدوءًا للذبح، أو الاعتماد على المجازر الرسمية.

ويضيف قائلا: "العجل مش بيخاف من الذبح بحد ذاته، لكن من الظروف اللي حواليه. لما نحترم الحيوان ونهيئ له ظروفًا مناسبة، الهروب والهياج مش هيحصل.

بين الخرافة والعلم

في مقابل التفسيرات العلمية، تنتشر تفسيرات شعبية تعتبر هروب العجل "علامة على رفض الذبح" أو "إحساس الحيوان بالمصير المحتوم"، لكن العلم يوضح أن ما نشهده هو ببساطة سلوك دفاعي طبيعي لحيوان تحت ضغط غير طبيعي، وربما مع قليل من الرحمة والتنظيم، يتحول مشهد عيد الأضحى من مطاردة مرعبة إلى مناسبة تعكس جوهره الحقيقي الرحمة والتضحية، لا الفوضى والخوف.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة