في خطوة قد تبدو غريبة في عصر التطبيقات والمنصات الاجتماعية، بدأ عدد من طلاب الجامعات الأمريكية التخلي عن هواتفهم الذكية، واستبدالها بهواتف بسيطة تقليدية. هذه الظاهرة التي تتحول تدريجيًا إلى حركة اجتماعية تحت شعار "الامتناع عن التطبيقات" (Appstinence)، تهدف إلى استعادة السيطرة على الوقت والانتباه، والحد من الإدمان الرقمي الذي أصبح يؤثر على الصحة النفسية والتركيز، وفقا لـ usatoday
موضوعات مقترحة
شباب يتخلون عن «آيفون» و«أندرويد» بإرادتهم
رغم صعوبة تخيّل شاب أو فتاة في العشرينات بدون هاتف ذكي، إلا أن عدداً متزايداً من الطلاب بدأوا بالفعل في تجربة حياة بدون تطبيقات تواصل، ولا إشعارات، ولا “ستوريز”.
بعضهم عاد إلى استخدام هواتف قابلة للطي لا تتيح سوى المكالمات والرسائل النصية، معتبرين أنها وسيلة فعالة للتقليل من التشتت والقلق، وتعزيز التواصل الواقعي مع الأصدقاء والعائلة.
من تيك توك إلى الواقع.. الحركة تنتشر بسرعة
اللافت أن هذه الحركة انتشرت بشكل أسرع بفضل المنصات الرقمية نفسها، حيث نشرت طالبة تُدعى سامانثا بالازولو مقطعًا على تيك توك تستعرض فيه تجربتها مع الهاتف البسيط، لتحصد أكثر من 18 مليون مشاهدة، وتلهم آلاف الطلاب بخوض نفس التجربة.
وتقول سامانثا: "كنت أشعر أنني محاصرة داخل الهاتف.. الآن أعيش اللحظة بدون أن أُقاطعها بإشعارات أو تطبيقات".
العودة إلى البساطة.. لا تعني العزلة
المؤيدون لهذه الظاهرة يؤكدون أن هدفهم ليس الانعزال أو الابتعاد عن التكنولوجيا، بل تحقيق توازن صحي. فهم لا يرفضون استخدام الإنترنت أو التطبيقات، لكنهم يريدون التحكم في وقتهم، وعدم السماح للهاتف الذكي بالتحكم في نمط حياتهم.
وأسّس بعض الطلاب مبادرات داخل جامعاتهم تحت اسم "Reconnect"، أي "إعادة الاتصال"، ليس بالتقنيات وإنما بالذات والآخرين وجهًا لوجه، بعيدًا عن العالم الافتراضي.
هل تصل الحركة إلى مصر؟
ورغم أن هذه الظاهرة لا تزال محدودة في المجتمعات العربية، إلا أن كثيرًا من الشباب المصري بدأ يعبّر عن ضيقه من الضغوط الرقمية، خاصة مع ارتفاع معدلات استخدام الهاتف في مصر لأكثر من 8 ساعات يوميًا، وفق تقارير محلية.
وقد تكون هذه الحركة مصدر إلهام لشباب الجامعات المصرية، خاصة في ظل التحديات النفسية والدراسية التي يواجهونها، ليعيدوا التفكير في شكل علاقتهم بالتكنولوجيا.