هل سبق وأن اشتريت شيئًا عبر الإنترنت مرة واحدة، لتجد بعدها صندوق بريدك يغرق في رسائل تسويقية لا تنتهي؟ يبدو أن كل موقع إلكتروني يريد منك إنشاء حساب لمجرد تصفح بسيط، والنتيجة هي وابل من الرسائل التي لا علاقة لها باهتماماتك. لكني وجدت حلًا عبقريًا وبسيطًا لهذا المأزق.. لا يتطلب أدوات مدفوعة أو مهارات تقنية عالية: إنه استخدام "البريد البديل" أو ما يُعرف بـ Email Aliases، بحسب androidauthority
موضوعات مقترحة
البريد البديل.. خدعتي المفضلة لحماية الخصوصية
البريد البديل هو عنوان إلكتروني وهمي يقوم بتحويل الرسائل إلى بريدك الحقيقي دون أن يكشف عن هويتك. الفكرة بسيطة لكنها فعالة للغاية. يمكنك إنشاء عدد لا نهائي من هذه العناوين، بل وإعطاء كل موقع تتعامل معه عنوانًا مختلفًا تمامًا، لا يمت بصلة لاسمك أو لبريدك الأصلي. وهذا يعني أنه لا يمكن لأي جهة تتبعك أو ربطك بمواقع أخرى.
عندما تستقبل رسالة عبر بريد بديل، لا تذهب مباشرة إلى Gmail. بل تمر أولًا عبر مزود الخدمة الخاص بالبريد البديل، والذي يقوم بإزالة أدوات التتبع (إن وجدت) ثم يرسلها إليك بأمان. والأروع من ذلك؟ يمكنك ببساطة تعطيل أي عنوان يرسل لك رسائل مزعجة، لتتوقف تلك الرسائل فورًا عن الوصول إلى صندوق بريدك.
لماذا لا أستخدم حيلة Gmail الشهيرة؟
قد تكون سمعت من قبل عن حيلة Gmail بإضافة "+" إلى عنوان بريدك مثل: [email protected]. هذه الطريقة يمكن أن تساعدك على معرفة الجهة التي سربت بريدك، لكنها لا تمنع الرسائل المزعجة. فمعظم الشركات تعرف هذه الخدعة وتتجاهل الجزء بعد علامة +، وبالتالي يبقى عنوانك الحقيقي مكشوفًا ويمكن استهدافه بسهولة.
الخطر الأكبر هو أن هذا النوع من العناوين ما يزال يتيح للمرسلين الوصول إلى بريدك الحقيقي. أما مع البريد البديل الحقيقي، فإنك تحافظ على خصوصيتك كاملة وتتمكن من وقف أي جهة ترسل رسائل غير مرغوب فيها.
كيف أستخدم البريد البديل في حياتي اليومية؟
كل خدمة أسجل بها تحصل على عنوان مختلف تمامًا. مثلًا، عند التسجيل في متجر Best Buy، أنشأت عنوانًا مؤقتًا مثل: [email protected]. وإذا استخدمت خدمة أخرى، أحصل على عنوان آخر مثل: [email protected]. كل هذه الرسائل تصل إلى صندوق بريد واحد، لكن يمكنني التحكم بها بشكل منفصل.
المهم أن مزود البريد البديل لا يحتفظ بنسخة من رسائلي. بل هو مجرد وسيط يعيد توجيه البريد فقط. لهذا السبب، أحرص دائمًا على اختيار خدمة لها سجل نظيف في حماية الخصوصية.
كيف أجعل العملية أكثر سهولة؟
قد تظن أن إنشاء بريد بديل لكل موقع أمر مرهق، لكنه في الحقيقة عملية شبه أوتوماتيكية. كثير من برامج إدارة كلمات المرور مثل Bitwarden وProton Pass تتيح ميزة إنشاء بريد بديل بنفس سهولة توليد كلمة مرور جديدة. لكن يبقى عليك اختيار خدمة موثوقة لإدارة هذه العناوين وتوجيهها.
أفضل خدمات البريد البديل التي جربتها
SimpleLogin: خدمة مفتوحة المصدر ومملوكة الآن لشركة Proton. تمنحك 10 عناوين مجانية، ويمكنك الحصول على عدد غير محدود مقابل 36 دولارًا في السنة. كما تأتي مدمجة ضمن باقة Proton Pass المدفوعة.
Firefox Relay: توفر 5 عناوين مجانًا وعددًا غير محدود مقابل 12 دولارًا فقط في السنة. وبعض الدول يمكنها استخدامه لإخفاء أرقام الهاتف أيضًا.
DuckDuckGo Email Protection: الخدمة التي أستخدمها حاليًا. تمنح عددًا غير محدود من العناوين مجانًا. صحيح أنها لا تملك لوحة تحكم شاملة، لكنها ترسل زر “إلغاء التفعيل” مع كل رسالة لتتمكن من إيقاف أي عنوان وقت الحاجة.
AnonDaddy: خيار موثوق ومفتوح المصدر أيضًا، ومناسب للباحثين عن بدائل خارجية.
جوجل أيضًا تخطط لدخول هذا المجال
مؤخرًا، ظهرت تقارير عن تجربة جوجل لخدمة بريد بديل جديدة تُدعى Shielded Email. من المرجح أن تكون متاحة ضمن اشتراك Google One، لكنها قد تتميز بمرونة أكبر من خدمة Apple، خاصة أنها ستعمل عبر متصفح Chrome. مع ذلك، لا أرى نفسي بحاجة لها طالما يمكنني الحفاظ على خصوصيتي دون الاعتماد على عمالقة التكنولوجيا.