رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجزيرة جرينلاند الأسبوع المقبل تشكل تحديا لتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على الجزيرة القطبية الشمالية الشاسعة.
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم - أن ماكرون سيزور جرينلاند يوم /الأحد/ المقبل بهدف "الإسهام في تعزيز السيادة الأوروبية"، مشيرة إلى أن الرئاسة الفرنسية أعلنت عن الزيارة، قائلة إن ماكرون قبل دعوة من ينس فريدريك نيلسن، رئيس وزراء جرينلاند، وميته فريدريكسن، رئيسة الوزراء الدنماركية، اللذين سيبحث ماكرون معهما "الأمن في شمال الأطلسي والقطب الشمالي".
وقالت الصحيفة إن جرينلاند - الجزيرة شبه المستقلة التابعة للدنمارك - حليفة الناتو، دُفعت في الأشهر الأخيرة من كونها منطقة نائية وهادئة إلى مركز عاصفة جيوستراتيجية بسبب مطالب ترامب المتكررة بأن تصبح جزءا من الولايات المتحدة، بطريقة أو بأخرى.
وبحسب الصحيفة سيكون ماكرون - الذي رأى في الاستفزازات المختلفة التي وجهتها إدارة ترامب لأوروبا فرصة لتأكيد نفوذها - أول رئيس دولة أجنبي يزور جرينلاند منذ أن شرع ترامب في حملته لضمها هذا العام.
ولفتت النيويورك تايمز إلى أن نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، زار جرينلاند في مارس الماضي، وقد تم تقليص الزيارة بشكل كبير واقتصرت على قاعدة عسكرية نائية بعد التهديد باحتجاجات محلية.
وقالت إن إعلان الرئاسة الفرنسية بخصوص الزيارة لم يشر إلى ترامب أو الولايات المتحدة، ولكن كان من الواضح أن نية الزيارة ورمزيتها هي أن جرينلاند، الجزيرة الشاسعة والغنية بالمعادن، ليست هناك لتلبي رغبات رئيس أمريكي .. وفي وقت سابق من هذا العام، عرض وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إرسال قوات للمساعدة في الدفاع عن الجزيرة، لكن الدنمارك اعترضت.
وأوضحت الصحيفة أن ماكرون سيتوقف في جرينلاند في طريقه إلى اجتماع مجموعة السبع في كندا، الذي يُعقد من 15 إلى 17 يونيو الجاري .. وقد اقترح ترامب كذلك ضم كندا إلى الولايات المتحدة لتكون الولاية رقم 51، وبذلك سيسافر الرئيس الفرنسي من أحد أهداف ترامب للتوسع الإقليمي الأمريكي إلى آخر.
ورأت الصحيفة أن علاقة ماكرون بترامب - التي تشكلت خلال فترة ولايته الأولى - ودية ظاهريا - إذ يتصلان ببعضهما البعض بانتظام - لكنها عرضة للتوتر الناجم عن رؤيتيهما للعالم، التي غالبا ما تكون مُتعارضة، مضيفة أن ماكرون مؤيد قوي للاتحاد الأوروبي - الذي وصفه ترامب بأنه كيان مناهض لأمريكا يهدف إلى "إزعاج" واشنطن - وهو خصم قوي للقوى السياسية اليمينية المتطرفة في أوروبا التي يتبناها ترامب.
ووفقا للصحيفة، سيوفر اجتماع مجموعة السبع فرصة لكل من ترامب وماكرون للتعبير عن اختلافاتهما، والتي قد يتفاقم تأثيرها بقرار ماكرون زيارة جرينلاند.. ومن المرجح أن تلقى الزيارة صدى طيبا في فرنسا باعتبارها تأكيدا على التحدي الفرنسي والأوروبي في وقت يجد فيه ماكرون نفسه مشلولا إلى حد كبير على الصعيد المحلي بسبب الجمود البرلماني.