أيام التشريق.. أعظم مواسم الذكر بعد عيد الأضحى وفضلها في السنة النبوية

7-6-2025 | 16:25
أيام التشريق أعظم مواسم الذكر بعد عيد الأضحى وفضلها في السنة النبويةأيام التشريق
سارة إمبابي

في أعقاب يوم النحر، تأتي أيام التشريق لتُكمل مشهد العبودية والفرح في موسم الحج، إذ تجمع بين نعيم الجسد وسمو الروح، حيث شرع الله فيها الذكر والطاعة، ونهى عن الصيام، وخصّها النبي صلى الله عليه وسلم بوصايا عظيمة تدل على مكانتها في الإسلام.

موضوعات مقترحة

متى تبدأ أيام التشريق؟

تمتد أيام التشريق لثلاثة أيام تلي يوم عيد الأضحى، وهي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وتُعد ختامًا مباركًا لأعمال موسم الحج، وفرصة للمسلمين عمومًا لمواصلة الذكر والتكبير وإظهار الفرح بنِعَم الله.

أيام أكل وشرب وذكر

وصف النبي صلى الله عليه وسلم أيام التشريق بأنها «أيام أكل وشرب وذكر لله»، وهو حديث رواه مسلم عن نُبَيْشَةَ الهُذَلِيّ رضي الله عنه. وقد جمع هذا الوصف النبوي بين معاني الفرح المشروع بنِعَم الله تعالى، وبين دوام الذكر والتسبيح في هذه الأيام.

ويُفهم من الحديث أن الصيام فيها ممنوع على عامة المسلمين، إلا في حالات مخصوصة للمتمتع والقارن إذا لم يجدا الهدي، كما ذهب جمهور العلماء.

فضل الذكر والتكبير

من أبرز أعمال أيام التشريق: الإكثار من ذكر الله تعالى، خاصة صيغة التكبير، التي تتخذ شكلين:

التكبير المطلق: ويبدأ من دخول شهر ذي الحجة ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر.

التكبير المقيد: ويبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر إلى عصر آخر أيام التشريق، ويكون عقب الصلوات المفروضة.

أيام الحج ورمي الجمرات

للحجاج، تمثل أيام التشريق وقتًا حافلًا بالأعمال، حيث يُؤدّون فيها رمي الجمرات الثلاث في منى، وهي من أبرز مناسك الحج. كما يستمر بعضهم في ذبح الهدي إن لم يكن قد أتمه في يوم النحر، ويستغلون الأيام في الدعاء والذكر، في مشهد يختلط فيه الجهد البدني بحضور القلب والروح.

يوم القر: أول أيام التشريق

يُطلق على اليوم الحادي عشر من ذي الحجة اسم "يوم القر"، أي يوم الاستقرار في منى بعد أداء طواف الإفاضة وأعمال النحر. وقد ورد في فضله حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر" (رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني).

وهذا يدل على أن يوم القر يلي يوم النحر مباشرة في الفضل، بسبب اجتماع الشعائر فيه.

أيام معدودات في القرآن

لم يُذكر اسم "أيام التشريق" نصًّا في القرآن، لكن جمهور المفسرين اتفقوا على أنها المشار إليها بـ"الأيام المعدودات" في قوله تعالى:

{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ...} [البقرة: 203]

ويُفهم من الآية أن للحاج الخيار في مغادرة منى بعد اليوم الثاني عشر، أو الاستمرار حتى نهاية اليوم الثالث عشر، وكلا الخيارين لا حرج فيه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة