تعتبر أيام التشريق من الأيام المباركة وذات الفضل العظيم في الشريعة الإسلامية، حيث خصها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم بالعديد من الفضائل والأحكام التي تؤكد على أهميتها ومكانتها. هذه الأيام تأتي عقب يوم النحر، الذي يوافق اليوم العاشر من ذي الحجة، وتمتد لثلاثة أيام متتالية، هي: اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.
موضوعات مقترحة
أيام التشريق (أيام أكل وشرب وذكر)
إن أيام التشريق ويوم القر فرصة عظيمة لزيادة الطاعات، والتقرب إلى الله تعالى بالذكر والشكر، وإظهار الفرحة بنعم الله.
وتعرف أيام التشريق بأنها "أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى"، وهو وصف يلخص جوهرها وفضائلها.
وقد ورد ذلك في السنة النبوية الشريفة، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن نُبَيْشَةَ الهُذَلِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل". وهذا الحديث يؤكد على مشروعية الأكل والشرب فيها، والابتعاد عن الصيام، مع اغتنامها في ذكر الله تعالى وشكره على نعمه التي لاتعد ولا تحصي .
من أبرز فضائل أيام التشريق
تحريم صيامها: أجمع العلماء على تحريم صيام أيام التشريق لغير المتمتع والقارن اللذين لم يجدا الهدي، وذلك لأنها أيام عيد للمسلمين وفرصة للاستمتاع بنعم الله.
الإكثار من ذكر الله: يستحب في هذه الأيام الإكثار من التكبير المطلق والمقيد، فالتكبير المطلق يبدأ من أول ذي الحجة وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، بينما التكبير المقيد يكون بعد الصلوات المكتوبة.
أداء شعائر الحج: للحجاج، هي الأيام التي يتم فيها رمي الجمرات (الصغرى والوسطى والكبرى)، وهي من أهم مناسك الحج التي تتطلب الذكر والدعاء.
يوم القر(سيد أيام التشريق)
يوم القر هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة وهو أول أيام التشريق وقد خص هذا اليوم بفضل عظيم.
لماذا سمي اليوم الحادي عشر من ذي الحجة ( بيوم القر)
سمي بيوم القر لأن الحجاج يقرّون ويستقرون فيه بمنى بعد أن أدوا طواف الإفاضة والنحر.
فضل (يوم القر) من السنة النبوية
ورد في فضل يوم القر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر". (رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني). هذا الحديث يدل على عظمة هذا اليوم ومكانته بعد يوم النحر مباشرة. ويُعزى هذا الفضل إلى اجتماع عدة عبادات فيه، منها: رمي الجمرات، وذبح الهدي (لمن لم يذبحه يوم النحر)، والتكبير، وذكر الله تعالى.
أيام التشريق في القرآن الكريم
لم ترد أيام التشريق بلفظها الصريح في القرآن الكريم، ولكن ذهب بعض المفسرين إلى أنها هي الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَلِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [البقرة: 203].
هذه الآية تشير إلى أيام التشريق، وتبيح للحاج التعجل بالمغادرة بعد يومين (أي بعد رمي جمرات اليوم الحادي عشر والثاني عشر)، أو التأخر إلى اليوم الثالث عشر.
ادعو الله في هذه الأيام المباركة أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال سائلة المولى عز وجل أن يقر عيني وأعينكم بما نحب ونتمني وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.