أكد محلل الشؤون السياسية السعودي علي الشهابي، في مقال رأي بصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، أن السيطرة على مزيد من الأراضي لن يكون السبيل لتحقيق الأمن لإسرائيل، فالتكامل الإقليمي وإقامة دولة فلسطينية، وليس إعادة احتلال غزة، هو السبيل الوحيد نحو السلام.
موضوعات مقترحة
وكتب الشهابي- في مقاله- أن "هوس إسرائيل المستمر بالتوسع والسيطرة على المزيد من الأراضي على حساب السكان الفلسطينيين الأصليين - متذرعة بحجج الأمن - لا يُعرّض الفلسطينيين للخطر فحسب، بل يُهدد إسرائيل نفسها أيضا"، مبينا أن "من المغالطات الأساسية في الاستراتيجية الإسرائيلية الاعتقاد الراسخ بأن العمق الإقليمي يوفر أمنا دائما- وهي فكرة كانت محورية في العقيدة العسكرية الإسرائيلية لعقود.
ويجادل المؤيدون بأن السيطرة على غزة والضفة الغربية المحتلة ضرورية لمنع الهجمات. لكن هذا المنطق ينهار في المشهد الاستراتيجي اليوم، فالصواريخ الباليستية من اليمن تُهدد إسرائيل بالفعل؛ وغدًا، سوف تجعل التكنولوجيات الأكثر تقدما وبأسعار معقولة الجغرافيا غير ذات صلة".
وقال إن "إسرائيل تُشبه اليوم بشكل متزايد دولة مُتجمدة في الزمن - تحكمها الأيديولوجية وتُغذيها القوة العسكرية"، لافتا إلى أن "إسرائيل تنتهك الأعراف الدولية بشكل مُتكرر من خلال استهداف المدنيين، والعقاب الجماعي، والتمييز المُمنهج القائم على العرق والدين".
وأضاف الشهابي، أن "مُؤيدو هذه السياسات الشبيهة بالفصل العنصري يدعون أن إسرائيل لا خيار أمامها، وأنها تواجه عالما مُعاديا عازما على تدميرها لمجرد أنها يهودية. لكن العنف الذي تواجهه إسرائيل في الواقع هو في معظمه رد فعل، ناتج عن عقود من الاحتلال والتهجير، مما يُقوض أي إمكانية للتسوية".
ويرى أنه "لا يزال هناك مسار أفضل أمام إسرائيل، وإن كان يضيق مع كل مستوطنة جديدة، وكل غارة جوية، وكل انتهاك لحقوق الإنسان. لا يزال بإمكان إسرائيل دعم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وإنهاء قرن من الصراع".
وفي ختام مقاله، أوضح الشهابي، أنه "حتى تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة نحو حل الدولتين ــ خطوات تمنح الفلسطينيين الأمل ــ فإنها ستظل محاصرة في حلقة مفرغة من العنف الذي تفرضه على نفسها".