في ليلة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة الكرة المصرية والإفريقية نجح فريق بيراميدز في التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي 2/1 في مباراة النهائى التى أقيمت بالقاهرة، وكتب اسمه في سجل العظماء داخل القارة الإفريقية محققًا إنجازًا غير مسبوق لنفسه وللكرة المصرية..
وتصبح مصر هي الدولة الوحيدة داخل القارة التي باتت تملك أربعة فرق حققت اللقب الأكبر والأهم -دورى الأبطال الإفريقي- بداية من أول بطولة حققها الإسماعيلى عام 1969 ثم الزمالك بخمسة ألقاب والأهلي صاحب الرقم القياسى في عدد الألقاب باثني عشر لقبًا.
فوز بيراميدز باللقب الأول في تاريخه قاريًا يُعد إنجازًا كبيرًا وتتويجًا لموسم ناجح قدمه لاعبو الفريق والجهاز الفني.. تعرضوا خلاله لضغوط كبيرة بمواجهات صعبة في أكثر من بطولة محلية وقارية وصلوا فيها جميعًا إلى النهائي.. ليثبتوا قدرتهم على تحمل المسئولين وتحقيق انتصارات وبطولات منحتهم الفرصة للوصول إلى مكانة أكبر وأهم؛ سواء بالمشاركة في كأس العالم للأندية كثانى فريق مصرى بعد إنجاز الأهلي بالمشاركة في 9 بطولات، والوصول إلى منصات التتويج أو في بطولة الكونتننتال لأبطال القارات.. وجميعها بطولات تزيد من شعبية الفريق.. ومن القيمة التسويقية للفريق وللاعبين وتمنحهم خبرات وطموحات أكبر لتكرار الإنجاز والوصول إلى عدد أكبر من النهائيات.
الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش المدير الفنى لبيراميدز يرجع له الفضل الأكبر في تحقيق ما وصل إليه الفريق من مستوى ثابت في الأداء نتيجة لعملية تدوير عناصر الفريق بشكل لم يؤثر على كيان الفريق وانسجامه وظهوره بشكل جماعى في الأداء.. رغم ما يملكه من عناصر مميزة بدنيًا ومهاريًا، ويحسب للرجل قدرته على قيادة الفريق بدون مشكلات أو أزمات وتحفيظه اللاعبين أدوارهم وفقًا لخطة كل مباراة والسيطرة الكاملة على غرفة اللاعبينـ، وعدم خروج اللاعبين عن النص وتحليهم بالروح القتالية والإصرار على الفوز في المباريات.
فريق بيراميدز وصل إلى مرحلة النضج وعلى الجهاز الفنى والإدارة الحفاظ على كيان الفريق لتكرار إنجازات جديدة وعمل صفقات في نطاق ضيق حتى لا يفقد الفريق هويته التي بات عليها في جميع المباريات والبطولات.
* مقارنة تفرضها الأرقام بين ما يحدث في الأهلي والزمالك، خاصة إذا علمنا أن أول قرار فنى اتخذه خوسيه ريبييرو المدير الفنى الجديد للأهلى هو النزول بمتوسط أعمار الفريق بعد اطلاعه على أرقام اللاعبين.. وهو ما كان وراء الإصرار على قرار الاستغناء عن الثنائي على معلول وعمرو السولية، واستبعادهما من رحلة الفريق لكأس العالم للأندية بأمريكا..
بينما يجرى الزمالك مفاوضاته لعودة طارق حامد صاحب الخمسة وثلاثين عامًا للفريق في الانتقالات الصيفية المقبلة.. وإعلان شيكابالا التراجع عن قرار الاعتزال والاستمرار مع الفريق.. والمفاوضات التى تتم حاليًا مع عبدالله السعيد حول المقابل المادي لضمان عدم رحيله في الموسم الجديد.. وتفكير لجنة التخطيط لفتح باب التفاوض لاستعادة أبوجبل مرة أخرى لحراسة مرمى الزمالك.. لتبقى هناك علامة استفهام حول متوسط الأعمار داخل فريق الزمالك في الموسم الجديد.. وهل سيقبلها المدير الفنى الجديد أم ستكون أول نقاط الخلاف بين الطرفين؟ المسألة تعكس الفارق في التفكير بين الأهلي والزمالك في النظرة للمستقبل!
* أسعدني جدًا الحيادية في التفكير من رابطة الأندية في التعامل مع تسليم درع الدوري ومحاولة الرابطة الوقوف على مسافة واحدة بين الفريقين الأهلي وبيراميدز في احتفالية تسليم درع الدورى والوصول إلى حل بوضع سيارة في المنتصف بين الملعبين استاد القاهرة ومباراة الأهلي وفاركو واستاد قناة السويس ومباراة بيراميدز وسيراميكا كليوباترا.. لكن أدهشني وجود أحمد دياب رئيس رابطة الأندية في استاد القاهرة من بداية لقاء الأهلي.. وكيف كان سيتصرف للوصول بأقصى سرعة لاستاد قناة السويس في حالة تعثر الأهلي وفوز بيراميدز بدرع الدورى.
* غضب أحمد رمضان الشهير ببيكهام لاعب سيراميكا كليوباترا من مسئولي ناديه لإصرارهم على عدم تنفيذ رغبته في اللعب للزمالك في الانتقالات الماضية وتصريحاته القوية حول فشل حلمه بالانتقال لميت عقبة، ثم موافقته الآن على العودة للأهلي وإعلان رغبته في العودة لبيته بالجزيرة، يؤكد أن المادة هي التي تحكم عملية الانتقالات.. وأن غضب الجمهور وتعصبهم الزائد والرهان على مسألة الانتماء أشياء لم يعد لها مكان الآن في عالم الاحتراف.