ودعت مصر اليوم الفنانة القديرة سميحة أيوب، "سيدة المسرح العربي"، عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية استمرت أكثر من سبعة عقود، شكّلت خلالها علامة فارقة في تاريخ الفن والمسرح المصري والعربي.
موضوعات مقترحة
محطات
وُلدت سميحة أيوب في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرّجت فيه عام 1953، وتتلمذت على يد الفنان الكبير زكي طليمات.
الظهور الأول
ظهرت سميحة لأول مرة على الشاشة عام 1947 في فيلم "المتشردة"، وهي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، لتبدأ بعدها مشوارًا حافلًا بالعطاء الفني على خشبات المسرح وفي استوديوهات السينما والتلفزيون.
سيدة المسرح
عرفت بحضورها الطاغي على خشبة المسرح، حيث شاركت في أكثر من 170 عملًا مسرحيًا، من أبرزها: "سكة السلامة"، "رابعة العدوية"، "دماء على أستار الكعبة"، و"دائرة الطباشير القوقازية". كانت صوتًا نسويًا قويًا في الدراما والمجتمع، وجسّدت أدوارًا معقدة وعميقة بشغف واحتراف.
قدرات مسرحية خارقة
تميّزت سميحة أيوب بقدرتها على المزج بين الكلاسيكية والحداثة، واستوعبت في تجربتها مدارس متعددة، من الواقعية الاجتماعية إلى الرمزية والشعرية، كما مثّلت نصوصًا لمحمود دياب، ونعمان عاشور، ويوسف إدريس، وبرشت، وتشيخوف، مما جعلها أحد أعمدة النهضة المسرحية في مصر بعد ثورة ٢٣ يوليو.
لم تكن ممثلة فحسب، بل كانت مربية أجيال، احتضنت المواهب الشابة، ودفعت بعدد كبير من المبدعين إلى الصفوف الأولى، كما كانت تملك حسًا مسرحيًا إداريًا فريدًا، انعكس على إدارتها للمؤسسات المسرحية، وجعل منها مثالًا يُحتذى به في الجمع بين الفن والإدارة.
- مسيرة حافلة
شغلت مناصب إدارية مهمة، حيث تولت إدارة المسرح الحديث من 1972 إلى 1975، ثم المسرح القومي من 1975 إلى 1985، وقد أسهمت خلال تلك الفترة في تطوير المسرح المصري ودعم طاقات شابة عديدة، ونجحت في إدماج جمهور جديد للمسرح من خلال الانفتاح على قضايا الشارع والمجتمع.
- الفن السابع
في السينما، شاركت في أفلام بارزة مثل "أرض النفاق"، "فجر الإسلام"، و"بين الأطلال"، بينما تألقت في التلفزيون بمسلسلات شهيرة مثل "الضوء الشارد"، "أوان الورد"، و"أميرة في عابدين".
جوائز وتكريمات
حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، منها جائزة النيل في الفنون عام 2015، ووسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى، وكرّمها عدد من الرؤساء المصريين، بالإضافة إلى تكريمات دولية بارزة.
تزوجت ثلاث مرات، من الفنان محسن سرحان، ثم من الممثل محمود مرسي، وأخيرًا من الكاتب سعد الدين وهبة.
برحيل سميحة أيوب، تفقد الساحة الفنية العربية واحدة من رموزها الخالدة، التي أثرت الفن العربي بإبداعاتها المتنوعة، وتركت إرثًا فنيًا سيظل حيًا وباقيا في ذاكرة الأجيال من المحيط إلى الخليج.
مسرحيات زمان كوبري الناموس
سميحة ايوب
سميحة ايوب
سميحة ايوب