وظائف ما بعد عام 2050!

2-6-2025 | 16:15

مع التقدم الهائل في التكنولوجيا وتغير أنماط الحياة والاقتصاد، يتوقع الخبراء أن تتغير طبيعة العمل بشكل كبير بعد عام 2050.. 

ومن المؤكد، وفق تقارير ودراسات علمية عديدة للتنبؤ بوظائف المستقبل، أن وظائف كثيرة ومسميات عديدة لمهن ومهام وظيفية مبتكرة لمواكبة تطورات العصر ستظهر في خلال السنوات المقبلة..

فبعد عام 2050، سيصبح الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنترنت الأشياء، والواقع الافتراضي جزءًا من الحياة اليومية، مثلما أصبح الهاتف المحمول جزءًا من حياتنا اليوم، رغم أنه كان خيالًا قبل 30 عامًا. 

لكن هذا لا يعني أن الإنسان سيُستغنى عنه، بل ستتغير طبيعة الأدوار، وستظهر وظائف جديدة بالكامل.

أتوقف قليلا عند الطباعة ثلاثية الأبعاد، فهي تقنية واعدة أحدثت ثورة في مجالات عدة مثل الطب والهندسة والصناعة والتعليم، حيث تسمح بصناعة أشياء ملموسة من خلال تحويل التصاميم الرقمية إلى منتجات حقيقية. 

والقطاع الطبي تحديدًا يشهد ثورة مع هذه التقنية، حيث يتم استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج أطراف صناعية، وأعضاء بشرية بديلة، وأدوات جراحية مخصصة لكل مريض على حدة.

ومن الوظائف المستقبلية التي ستبرز بفضل هذه التقنية، مُصمم نماذج ثلاثية الأبعاد، مهمته تصميم الأجسام الرقمية باستخدام برامج خاصة لتصبح جاهزة للطباعة، وفني طباعة ثلاثية الأبعاد للأعضاء والأجهزة البشرية البديلة والأطراف الصناعية داخل المستشفيات أو المنازل، وكذلك مهندس مواد للطباعة ثلاثية الأبعاد مهمته تطوير مواد جديدة تُستخدم في الطباعة، مثل البوليمرات والمعادن الحيوية، خاصة في المجالات الطبية والهندسية.

 لذا يجب من الآن أن تستعد كليات الهندسة لإضافة هكذا تخصصات ضمن برامجها التعليمية، والتى من المؤكد أن سوق العمل سيكون فى أمس الحاجة إليها..

ومن وظائف المستقبل المتوقعة، أخصائي رعاية الذكاء الاصطناعي، حيث ستكون هناك حاجة لمن يُراقب ويتأكد من أن الروبوتات والبرامج الذكية تعمل بأمان وأخلاق، وهي ليست تقنية بحتة، بل تعتمد على القيم البشرية.

وفي عالم تسيطر فيه الخوارزميات على القرارات، سيُطلب من أشخاص من ذوي خبرة في الحياة أن يساعدوا في توجيه هذه الأنظمة بشكل أخلاقي وإنساني، خاصة فى ظل تراجع منحنى القيم والأخلاق عالميا، وهنا تبرز قيمة أصحاب الحكمة والخبرة، أي لمن هم فوق الخمسين!، لذا ستكون هناك ضرورة مُلحة لوظيفة مستشار أخلاقي رقمي!!

فالمستقبل لا يخص الشباب وحدهم؛ بل إن الخبرة والقدرة على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الرشيدة ستكون من أهم المهارات المطلوبة. 

كما يمكن لمن هم فوق الخمسين الاستفادة من التطورات في التعلم الإلكتروني لتعلم مهارات جديدة من منازلهم.

أيضًا ستظهر وظيفة مدرب الروبوتات الشخصية، فمع دخول الروبوتات في المنازل لرعاية الأطفال والمسنين، سيحتاج الناس لمن يعلم هذه الآلات كيف تتعامل وفقًا لثقافة وعادات كل أسرة.

ومن المتوقع ظهور وظيفة مصمم تجارب الواقع الافتراضي، إذ سيكون التعليم والسفر وحتى العلاج عبر نظارات وأجهزة الواقع الافتراضي.. إنها وظيفة جديدة تجمع بين الفن والتكنولوجيا.

خلاصة القول، إن وظائف ما بعد 2050 قد تبدو غريبة اليوم، لكننا تعلمنا من الحياة أن كل جديد يصبح مألوفًا بمرور الوقت؛ فالتكيف مع التغيير لا يتطلب أن نصبح مبرمجين أو خبراء روبوتات، بل يكفي أن نكون منفتحين على التعلم والمشاركة، فالمستقبل يحتاج إلى عقول شابة، وخبرة ناضجة.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة